الشاب الذي جاء إلى يسوع يطلب الكمال - مرقس ١٠: ١٧-٢٧
الحرب. السنة الثانية – يوم ٧ "طَريقَكَ يا رَبُّ عَلِّمْني، وسَبيلَ الاستِقامَةِ اهدِني، مِن أَجلِ مُضايِقِيَّ. لا تُسلِمْني إِلى شَهوَةِ مُضايِقِيَّ ". ارحمنا، يا رب. في الموت الذي نعيش فيه، ارحمنا، يا رب، علِّمنا سبلك، "اهدِنَا سبيل الاستقامة"، بالرغم من مضايقينا. بالرغم من أهل الحرب. أنت يا رب، محِبّ البشر، أنت الحب، مهما صنع الإنسان تبقى أنت أبانا الذي في السماوات. ولن تتركنا تحت رحمة أهل الحرب. نعم، يا رب، رأينا الحرب والموت في غزة وفي بيروت اليوم، موت كثير وآلام كثيرة. ربنا، أبانا، ارحمنا ونجنا من الشرير.

١٧وبَينَما هو خارِجٌ إِلى الطَّريق، أَسرَعَ إِليه رَجُلٌ فجَثا له وسأَلَه: «أَيُّها المــُعَلِّمُ الصَّالح، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟» ١٨فقالَ له يسوع: «لِمَ تَدْعوني صالِحًا؟ لا صالِحَ إِلَّا اللهُ وَحدَه. ١٩أَنتَ تَعرِفُ الوَصايا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسرِقْ، لا تَشهَدْ بِالزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ. ٢٠ فقالَ لَه: «يا مُعَلِّم، هٰذا كُلُّه حَفِظْتُه مُنذُ صِباي». ٢١فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه فقالَ له: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اذْهَبْ فَبِعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتبَعْني. ٢٢فاغتَمَّ لِهٰذا الكَلامِ وانصَرَفَ حَزينًا، لِأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير. ٢٣فأَجالَ يسوعُ طَرْفَه وقالَ لِتَلاميذِه: «ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ عَلى ذَوي المال». ٢٤فدَهِشَ تَلاميذُه لِكَلامِه فأَعادَ يسوعُ لَهمُ الكَلامَ قال: «يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ الله! ٢٥لَأَن يَمُرَّ الجَمَلُ مِن ثَقْبِ الإِبرَة أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ الغَنِيُّ مَلكوتَ الله». ٢٦فاشتَدَّ دَهَشُهُم وقالَ بَعضُهم لِبَعض: «فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟» ٢٧فحَدَّقَ إِلَيهِم يسوعُ وقال: «هٰذا شَيءٌ يُعجِزُ النَّاسَ وَلا يُعجِزُ الله، فإِنَّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير".
إنجيل اليوم
الشاب الذي جاء إلى يسوع يطلب الكمال.
"وبَينَما هو خارِجٌ إِلى الطَّريق، أَسرَعَ إِليه رَجُلٌ فجَثا له وسأَلَه: «أَيُّها المــُعَلِّمُ الصَّالح، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟» ١٨فقالَ له يسوع... ١٩أَنتَ تَعرِفُ الوَصايا ... ٢٠ فقالَ لَه: «يا مُعَلِّم، هٰذا كُلُّه حَفِظْتُه مُنذُ صِباي». ٢١فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه فقالَ له: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: اذْهَبْ فَبِعْ ما تَملِك وأَعطِهِ لِلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فَاتبَعْني. ٢٢فاغتَمَّ لِهٰذا الكَلامِ وانصَرَفَ حَزينًا، لِأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير" (١٧-٢٢).
كان الشاب يبحث عن الكمال. حياة مسيحية كاملة. يريد أن تكون حياته بحسب الوصايا، وبحسب ما علَّم يسوع: أحبب الرب إلهك وأحبب قريبك.
ونطبق الكلام على أنفسنا. من قريبي؟ نبدأ بأخي في عائلتي أقرب الناس إليَّ. كم من الإخوة يتخاصمون بسبب الميراث؟ الذين يتأملون في هذا الكلام، هل يكون أحد منهم يخاصم أخاه في بيته، بسبب الميراث؟
الشاب طالِبُ الكمال ذهب حزينًا. لا يقدر أن يسعى إلى الكمال، إنه غارق في مصالحه وأمواله، وليس مستعدًّا أن يقاسم مع أخيه ما وهبه إياه الله. ليس مستعدًّا أن يكون الله هو سيده الوحيد. صنمه إلهه هو المال، والمال يفصله عن أخيه.
عندما يفصل المال الأخ عن أخيه، يصبح المال فسادًا وشرًّا. إذاك يمكن أن يصير المال مال حرب أي موت ودمار. عن هذا المال يقول يسوع: «ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ عَلى ذَوي المال» (٢٣).
المال الذي يصير سيِّدًا شر. الله هو السيد الوحيد. يمكن أن يكون لنا مال، ويمكن أن نحب الله والقريب. إذاك يكون المال صالحًا ويمكن أن يأتي ثمرًا صالحا في خلق الله.
لكن، لنرجع إلى الرغبة في الكمال بحسب كلمة يسوع: كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل. الله خلقنا على صورته، إذن قادرين لأن نكون مثله، قادرين أن نتعلَّم من الله، قادرين على أن نمكث في نور الله وحبه.
كاملين مثل الله، إلى هذا نحن مدعوُّون. مدعوون إلى التسلط على الأرض، لا على إخوتنا. إخوتنا نُحِبُّهم كما يُحِبُّهم الله. وهذا ممكن، لأنه لا شيء مستحيل لدى الله.
"فاشتَدَّ دَهَشُهُم وقالَ بَعضُهم لِبَعض: «فَمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟» فحَدَّقَ إِلَيهِم يسوعُ وقال: «هٰذا شَيءٌ يُعجِزُ النَّاسَ وَلا يُعجِزُ الله، فإِنَّ اللهَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير" (٢٦-٢٧).
المال ضروري، كثيرون يملكون أموالًا من هذه الأرض. ألا يخلصون؟ عبيد المال لا يخلصون، لأنهم يحوِّلون المال إلى طاقة موت، فهؤلاء لا يَخلُصون. أما الأحرار بحرية أبناء الله، فيَخلُصون، لا يستعبدهم المال، ولا يصيرون به قتلة ولا صانعي حروب.
سيِّدٌ واحد، الله الآب، الذي خلقنا على صورته، وفدانا وغسلنا بدمه من خطيئتنا، وأعادنا أحرارًا، مع إخوتنا، أحرارًا من كل أنواع العبودية والموت، محبين لكل إخوتنا وأخواتنا.
ربي يسوع المسيح، أريد أن أكون كاملًا. أريد أن أستجيب لندائك، أن أكون كاملًا كما أن أبي السماوي كامل. أعطني أن أحيا بحسب هذا الكمال. أعِنْ، يا رب، كلَّ أصحاب الأموال حتى يبقوا هم أيضًا أبناء الله الأحرار، ويجعلوا من أموالهم أداة حياة لجميع إخوتهم. آمين.
الأحد ١٣/١٠/ ٢٠٢٤ الأحد ٢٨ من السنة/ب