الإيمان بيسوع – يوحنا ١٦: ٢٩-٣٣

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا

"أَجَابَهُم يَسُوع: الآنَ تُؤمِنُونَ؟ هَا هِيَ ذِي سَاعَةٌ آتِيَةٌ، بَل قَد أَتَتْ، فِيهَا تَتَفَرَّقُونَ، فَيَذهَبُ كُلُّ وَاحِدٍ فِي سَبِيلِهِ، وَتَترُكُونِي وَحدِي. وَلَسْتُ وَحدِي، فَإِنَّ الآبَ مَعِي" (٣١-٣٢).

الإيمان بيسوع – يوحنا ١٦: ٢٩-٣٣

 

 ٢٩. فقال تلاميذه: ها إنك تتكلَّم الآن كلامًا صريحًا ولا تضرب مثلًا. 

٣٠. الآن عرَفْنا أنك تعلم كلَّ شيء، لا تحتاج إلى من يسألك. فلذلك نؤمن بأنك خرَجْتَ من الله. 

٣١. أجابهم يسوع: الآن تؤمنون؟ 

٣٢. ها هي ذي ساعة آتية، بل قد أتت فيها تتفرَّقون، فيذهب كل واحد في سبيله، وتتركوني وحدي. ولسْتٌ وحدي، فإنَّ الآب معي. 

٣٣. قُلْتُ لكم هذه الأشياء ليكون لكم بي السلام. تعانون الشدَّةَ في العالم، ولكن ثقوا إني قد غَلَبْتُ العالم.

 

"أَجَابَهُم يَسُوع: الآنَ تُؤمِنُونَ؟ هَا هِيَ ذِي سَاعَةٌ آتِيَةٌ، بَل قَد أَتَتْ، فِيهَا تَتَفَرَّقُونَ، فَيَذهَبُ كُلُّ وَاحِدٍ فِي سَبِيلِهِ، وَتَترُكُونِي وَحدِي. وَلَسْتُ وَحدِي، فَإِنَّ الآبَ مَعِي" (٣١-٣٢). 

الإيمان بيسوع. مرة أخرى، التلاميذ يظنون أنهم يؤمنون بيسوع، لكنهم لا يؤمنون بعد. بيَّن يسوع لهم أين هم، حتى الآن. إنهم لا يؤمنون به الذي يجب أن يتألم ويموت. ففي ساعة موته، بعد قليل، سوف يتشتتون، ويظنُّون أن كل شيء قد انتهى. حتى هذه اللحظة كانوا يؤمنون بأحلامهم، وبمسيح زمني.  

"وَتَترُكُونِي وَحدِي". تلاميذ يسوع، ظلوا معه وقتًا طويلًا، وفي وقت الشدة، في وقت تتمة مشيئة الآب، سيتركونه وحده. لكن يسوع ليس وحده، بل هو مع الآب. يسوع الإنسان، الذي بَنَوا عليه أحلامهم الزمنية، مات، بالنسبة لهم. لكن يسوع الإنسان الحق، هو أيضًا الإله الحق، الحي دائمًا مع الآب. لكنهم حتى الآن لا يفهمون ذلك.

"وَتَترُكُونِي وَحدِي"

ونحن الذين آمنَّا بيسوع، من هو يسوع لنا؟ أهو الذي مرَّ بالتاريخ، بشَّر به الملاك في الناصرة، ووُلِدَ في بيت لحم، ومات وقام في القدس، هذه المعلومات وغيرها، أم هو الحيُّ دائمًا معي، وبه أدخل الحياة الأبدية، وأعرف الآب، ومنه أقبل الروح القدس، الذي يملأ ويُحيِي كل لحظات حياتي؟

أنبأ يسوع رسله أنهم سيتركونه في ساعة موته. ونحن أمام الصعاب، أو فقط أمام ثقل العادة ورتابة الأيام، هل نتركه أيضًا، ونتيه وحدنا بين مشاغلنا وهمومنا؟

البقاء كما صنعنا يسوع الذي فدانا بدمه، قادرين على الحياة الأبدية، وعلى معرفة أبينا الذي في السماء، ومعرفته هو يسوع الذي أرسله الآب إلى الأرض ليعلِّمنا ويَفدِيَنا، ويرفَعَنا فوق أنفسنا.

"قُلْتُ لَكُم هَذِهِ الأشيَاءَ لِيَكُونَ لَكُم بِي السَّلَامُ. تُعَانُونَ الشِّدَّةَ فِي العَالَمِ، وَلَكِنْ ثِقُوا، إنِّي قَد غَلَبْتُ العَالَمَ" (٣٣).

قلت لكم هذا. أطلَعْتُكم على الحقيقة، أني واحد مع الآب، وأنكم سترتفعون معي، وستكونون قادرين على معرفتي، ومعرفة الآب، وستبقون في سلام، سلام الله الذي يمكن أن يملأ قلوبكم، حتى لو غاب السلام بين الناس. لا تخافوا، إني غلبت العالم. سوف تواجهون دائمًا قِوى الشر في العالم، لكن ثقوا، كما غلبْتُ العالم، فإنكم قادرون أنتم أيضًا أن تغلبوه. لكن، لهذا، يجب أن تعرفوا أنفسكم، كما صنَعْتُكم، ممتلئِين بروح الحق، وأنكم، معه، أنتم أقوى من كل قوة شر في العالم.

ربي يسوع المسيح، فدَيْتَني ومنَحْتَني الحياة الجديدة. أعطِني أن أبقى كما صنَعْتَني، قادرًا على معرفتك، وعلى أن أَغلِب روح العالم. آمين.

الاثنين ٢٢/٥/٢٠٢١     الاثنين بعد الأحد السابع في زمن الفصح