الأطر الأدبية العربية في البلاد (إسرائيل) . 1948 --- 2021

الكاتب : محمد علي سعيد - مدينة طمره/ عكا

من باب الأمانة العلمية والتاريخية، ونزولا عند طلب الكثيرين من الأصدقاء؛ قررت أن أقدم فيما يلي تلخيصا مختصرا جدا لإقامة الأطر الأدبية، وكنت شاهد عيان مشاركا ناشطا في إقامة بعضها وفي المناقشات، وللأسف كانت السياسة الحزبية وراء إقامتها ووراء انقساماتها، أرجو أن يستفيد كل باحث من هذه المادة (الدقيقة جدا والموضوعية جدا) مع المحافظة على الأمانة العلمية.

الأطر الأدبية العربية في البلاد (إسرائيل) . 1948 --- 2021

الروابط الأدبية والثقافية قبل عام 1948. – في عام 1928، في حيفا، تأسست " الرابطة الأدبية"، وهي التي دعت أم كلثوم لزيارة حيفا، لبت الدعوة ونالت اللقب: كوكب الشرق - جريدة فلسطين 2-7- 1928.). رابطة المثقفين العرب في حيفا، 1942. - رابطة خريجي الكلية الاسكتلندية في صفد، 1935. - الرابطة الثقافية في القدس، 1944.

* الأطر الأدبية في الداخل الفلسطيني 48، بعد عام النكبة 1948. * في 1954، تأسست رابطة شعراء العربية. وقد ضمت الشعراء الذين يكتبون بالعربية من العرب ومن اليهود. وفيما بعد اقتصرت الأطر على الأدباء العرب فقط، وقد بادر اليها الشاعر المرحوم: ميشيل حداد. وأصدرت كتاب: "ألوان من الشعر العربي في إسرائيل، 1955". ثم "ألوان من الشعر العربي الإسرائيلي، 1967". إعداد: شموئل موريه. كما وأصدر ميشيل حداد مجلة "المجتمع".

* في عام 1974، تأسست رابطة الكتاب العرب في إسرائيل، وانتخبت جورج نجيب خليل رئيسا لها، ومن أعضائها: فاروق مواسي، سلمان ناطور، زكي درويش، مرشد خلايلة، محمد علي أبو ريا، علي الظاهر زيداني، شفيق حبيب، سعاد قرمان، محمد علي سعيد، وآخرون، وأصدرت الرابطة مجلة "مشاوير"... تواصل ممثلا الرابطة: المرحومان: فاروق مواسي ونزيه خير مع أدباء الحزب والجبهة أكثر من مرة وفشلت المفاوضات، فقد اشترطوا وعلى لسان ممثلهم المرحوم: سالم جبران أن تحل الرابطة نفسها ونبدأ من جديد، رفضت الرابطة، وفي الوقت نفسه رفض الاتحاد العام للأدباء في إسرائيل أن يدعم الرابطة ماديا إلا بوجود مكتب لها، فاضطرت الرابطة أن تستأجر مكتبا مستقلا لها في شارع "هرتسل" - حيفا فوق بنك مساد في الطبقة الرابعة ووظفت سكرتيرة أرمنية. (وكنا نجتمع في مطعم في حيفا وفي بيتي أو بيت جورج)، ولأسباب ما لم يدفع الاتحاد للرابطة شاقلا، فاضطرت الرابطة الى اغلاق المكتب (ولأسباب ما لن أذكر كيف دفعنا الأجرة) وهكذا وبعد مدة قصيرة وكما يقول المثل الشعبي: انكسرت الدربكة وخلص العرس.. عرس الرابطة.

* في 1986. وبعد فترة من خمول الحركة الأدبية، دعا إميل حبيبي رئيس تحرير "الاتحاد" الى مكتبه مجموعة من الأدباء المحسوبين على الجبهة، واقترح تأسيس "اتحاد الكتاب العرب في إسرائيل"، واقترح تنصيب الشاعر: سميح القاسم رئيسا له.

وافق الجميع وتمّ توزيع المناصب بينهم: محمد علي طه نائبا.

تجدر الإشارة (وهي مهمة جدا)، الى أن اميل حبيبي لم يدع أحدا من الأدباء المحسوبين على الحركة التقدمية، مثل: جورج قنازع، حنا أبو حنا، ميشيل حداد، جمال قعوار، شفيق حبيب، فوزي جريس عبدالله، فهد أبو خضرة، محمد علي سعيد، وأكتفي وكلهم أسماء وازنة في الأدب. سأل بل تساءل حنا إبراهيم (وكعادته اللي بقلبه على راس لسانه، وكلنا نعرف الثمن الذي دفعه فيما بعد، حيث قام الحزب بإقالته) ماذا مع المحسوبين على التقدمية؟ أجابه اميل حبيبي حرفيا: بعد أن نرتب الاتحاد ندعوهم للانضمام للاتحاد، فقال حنا إبراهيم: وماذا بقي لهم من مناصب؟ أجاب اميل: نعطيهم أمانة الصندوق. هذا التجاهل أغضب أدباء التقدمية ومع ذلك بقي التواصل بين الطرفين، مما اضطرهم الى إقامة رابطة الأدباء الفلسطينيين فيما بعد.

* في 30- 10- 1987. (في فندق غراند نيو في الناصرة) تمّ تأسيس "رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين في إسرائيل". وانتخاب ميشيل حداد رئيسا فخريا، وحنا أبو حنا الأمين العام، وأحمد درويش نائبا له، ومن الاسماء الأخرى: جمال قعوار، فوزي جريس عبدالله، محمد علي سعيد، فهد أبو خضرة، سعاد قرمان، شفيق حبيب، إدمون شحادة، عطاالله جبر. حاتم جوعيه. شوقية عروق. وآخرون. (بلغ العدد في الاجتماع التأسيسي: 96 أديبا).

أقامت الرابطة أكثر من مؤتمر ثقافي جيد وجاد، وأصدرت مجلة المواكب وفيما بعد: مواقف، وتوقفتا قبل عدة سنوات.

* في عام 1989 أقيمت الوحدة (بفضل الشاعرين: محمود درويش وسميح القاسم) سميح القاسم رئيسا عاما للإطارين معا، ونائبه فاروق مواسي (ومن باب الدعابة، أطلق عليه القاسم نئيس: نائب رئيس)، ومحمد علي طه رئيسا للاتحاد/ الجبهة وحنا أبو حنا رئيسا للرابطة/ الحركة التقدمية.

* في عام 1993، حدث انشقاق في الرابطة، وأصبحت رابطتين: برئاسة د. جمال قعوار ومعه: ميشيل حداد وإدمون شحادة وعطا الله جبر وآخرون والثانية: برئاسة حنا أبو حنا. ومعه احمد درويش وفهد أبو خضرة ومحمد علي سعيد وشفيق حبيب وآخرون.

وكل رابطة تدّعي أنها الأصل. والسبب الأساس للانشقاق، هو انتساب جمال قعوار مع آخرين الى الحزب العربي الديمقراطي برئاسة عبد الوهاب دراوشه، وهناك أسباب أخرى أدت الى قطيعة اجتماعية بين قعوار وحنا أبو حنا وفهد أبو خضرة.

* في 15- 11- 1996. (في بيت الكاتب في الناصرة)، كان تأسيس النقابة العامة للكتاب العرب في اسرائيل. وتمّ انتخاب اللجنة التنفيذية: حنا ابو حنا رئيسا للنقابة، ود. محمود غنايم نائبا وحنا إبراهيم / أمينا للصندوق ومن الأدباء: د. محمود غنايم، سعاد قرمان، د. سليمان جبران، حنا إبراهيم، أحمد درويش، محمد علي سعيد (وقد كان عريفا للمؤتمر)، ناجي ظاهر، فاضل علي، وآخرون، (ولم تنجح النقابة وتوقفت منذ البداية، لأسباب عديدة لا مجال لذكرها الآن، وأهمها إن الشاعر: سميح القاسم رفض التعامل بمغلفات عليها عنوان دائرة الثقافة العربية. موفق خوري).

* في 19- 10- 2010. (في قاعة اللاز في عكا) تأسيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الفلسطينيين- 48. وتمّ انتخاب: سامي مهنا رئيسا، وأنوار سرحان نائبة بالإجماع (لدورهما في المبادرة والعمل في تأسيسه)، وآخرون: سلمان ناطور، يعقوب حجازي، محمد علي سعيد، بطرس دله، فاضل علي، سليمان دغش، ناجي ظاهر، سهيل كيوان، علي ظاهر زيداني، فاطمة ذياب، مصطفى مرار، وآخرون.

* في 10- 6- 2014. استقال سعيد نفاع، من اللجنة التحضيرية وسحب ترشيحه للرئاسة وكذلك د. زياد محاميد، وتجدر الإشارة بأن اللجنة التحضيرية اجتمعت أكثر من مرة وأعدت دستورا لمؤتمر تمّ تعينه تاريخا ومكانا وعرافة (في شفاعمرو يوم السبت 21-6- 2014)، وانسحب/ استقال معه عدد من الأدباء (لأسبابهم الخاصة وبدعم خفي من الجبهة) ومنهم: أسامة ملحم، علي هيبي، نزيه حسون، وآخرون وكثفوا نشاطهم في اقناع الأدباء بالانتساب اليهم.

* يوم الخميس 19- 06- 2014، (في حيفا) تأسس: اتحاد الأدباء الفلسطينيين القطري، وفيما بعد اتحاد الكرمل، وانتخب: فتحي فوراني رئيسا، ومن أعضائه الأدباء: علي هيبي، سعيد نفاع، محمد هيبي، اسمهان خلايلة، أسامه ملحم، مفلح طبعوني، وعبد الرحيم الشيخ يوسف، وأسامة مصاروة، خالد خليل، وغيرهم.

* يوم السبت 21- 6- 2014، عقد الاتحاد العام للكتاب 48، مؤتمره الثاني، وأعاد انتخاب الشاعر: سامي مهنا رئيسا للاتحاد، وانتخبت لجنة تنفيذية، وكان بمباركة وتأييد الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين ومقره في رام الله، ووصلت تحية تأييد من رئيس الاتحاد الفلسطيني العام الشاعر: مراد السوداني. (وتجدر الإشارة الى أن هذا الاتحاد أصبح مركبا مندمجا في الاتحاد العام (الدولة الفلسطينية والشتات والداخل الفلسطيني 48).

بلغ عدد الحضور 150، أديبا/ ة. ولأول مرة يخصص الاتحاد العام للأدباء العرب جائزة لأدباء الداخل، وقد نالها: الشاعر: سليمان دغش ثم زكي درويش ثم وبالمناصفة الشاعران: سامي مهنا ومعين شلبيه، وتمّ استدعاءهم الى سوريا، وقد سافروا وشاركوا.

ومر قط اسود في الاتحاد، فتصدع وانسحبت منه مجموعة، ومنهم: انوار سرحان وسليمان دغش وأحمد فوزي وعفيف شليوط وتوفيق محاميد وغيرهم، وفشلت كل محاولات إعادتهم.

* يوم السبت 9- 2- 2019، وفي مدينة رام الله تمّ التوقيع على بيان الوحدة الاندماجية بين الاتحادين: اتحاد الكرمل برئاسة سعيد نفاع واتحاد الأدباء 48 برئاسة سامي مهنا، تحت اسم: الاتحاد العام للأدباء الفلسطينيين الكرمل 48. وذلك برعاية الاتحاد الفلسطيني العام برئاسة الروائي: نافذ الرفاعي. وبعد ذلك تمّ إقامة مجلس رئاسي يتألف من: (سعيد نفاع وبقي في منصب الأمين العام، وعضوية: يعقوب حجازي ومحمد علي سعيد وسامي مهنا وأسامة مصاروة وجهاد بلعوم، و...) واتفق الجميع بأن يبقى هذا المجلس مع الهيئات الأخرى حتى ينعقد مؤتمر الاتحاد التنظيمي والمتوقع في نهاية عام 2021.

* يوم السبت الواقع في:11-12 – 2021، في مدينة شفاعمرو، أقيم المؤتمر التنظيمي للاتحاد وكان شعاره: "هدفنا تثبيت الوحدة ودوام الانطلاقة"، وتمّ تعيين الكاتب: محمد علي سعيد رئيسا للجنة الانتخابات ويساعده الكاتب: زياد شليوط.

حضر المؤتمر وشارك في الانتخابات 141 عضوا من أصل، تنافس على منصب الأمين العام للاتحاد كل من: المحامي: سعيد نفاع والشاعر: علي هيبي، وقد فاز بالمنصب المحامي: سعيد نفاع، وصعد الشاعر: علي هيبي، وهنأ نفاع بالفوز، كما وتمّ انتخاب باقي لجان الاتحاد: اللجنة التنفيذية ولجنة المراقبة وغيرهما.

شهد المؤتمر نقاشا حادا وعميقا، وبعد أسبوع تقريبا أعلنت مجموعة من الأدباء انسحابهم من الاتحاد وإقامة الاتحاد القطري من جديد برئاسة الكاتب: د. محمد هيبي.

وهكذا وللأسف، عادت الحركة الثقافية للانقسام مرة ثانية، مما أدى الى تردد العديد من الادباء في الانتساب الى أي من الاتحادين.