الأسبوع المقدس – سبت النور - مرقس ١٦: ١-٧
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – البطريرك الأسبق للاتين في القدس
١ ولَمَّا انقَضَى السَّبتُ، اشتَرَت مَريمُ المِجدَلِيَّة ومَريمُ أُمُّ يَعقوبَ وسالومة طِيبًا لِيَأتينَ فيُطَيِّبنَه.٢ وعِندَ فَجْرِ الأَحَد جِئنَ إِلى القَبْرِ وقد طَلَعَتِ الشَّمْس. ٣ وكانَ يَقولُ بَعضُهُنَّ لِبَعض: مَن يُدَحرِجُ لنا الحَجَرَ عن بابِ القَبْر؟ ٤ فنَظَرْنَ فَرأَيْنَ أَنَّ الحَجَرَ قَد دُحرِجَ، وكانَ كبيرًا جِدًّا. فدَخَلْنَ القَبْرَ فأَبصَرْنَ شَابًّا جَالِسًا عنِ اليَمينِ عَلَيه حُلَّةٌ بَيضاء فَارتَعَبنَ. ٦ فقالَ لَهُنَّ: لا تَرتَعِبنَ! أَنتُنَّ تَطلُبْنَ يسوعَ النَّاصريَّ المَصْلوب. إِنَّه قامَ وليسَ ههُنا، وهذا هو المــَكانُ الَّذي كانوا قد وضَعوه فيه. فَاذهَبنَ وقُلنَ لِتَلاميذِه ولِبُطرس: إِنَّه يَتَقَدَّمُكم إِلى الجَليل، وهُناكَ تَرَونَه كَما قالَ لكم.

الحرب ١٧٤
"أرفع عَينَيَّ إِلى الجبال مِن أَينَ تأتي نُصرَتي؟ نُصرَتي مِن عِندِ الرًّبَ صانع السَّمَواتِ والأَرض. لا يتَرُكُ قَدَمَكَ تَزِلُّ ولا حارِسَكَ ينامَ" (مزمور ١٢١: ١-٣).
ارحمنا، يا رب. هذا اليوم سبت النور، يبشر بقيامتك، بعد ظلام الجمعة العظيمة وسر موتك الرهيب. هل تبشرنا، يا رب بنور جديد في موتنا في غزة؟ هل تبشرنا بنور السلام الذي تعطيه أنت، والعالم لا يقدر أن يعطيه؟ أنت رب السلام. منك فقط يأتينا السلام. غزة، ساجدة لسر موتك وقيامتك، معذبة، في الأنقاض تنتظر سبت النور، تنتظر كلمة منك: "لكِ، أقول: قومي" من الموت ومن ويلات الحرب. قل، يا رب، كلمة واحدة، فتعود الحياة إلى غزة، وإلى كل أرضك المقدسة. بشِّرْنا يا رب بنور قيامتك في غزة وفي كل هذه الأرض المقدسة. ربي يسوع المسيح، ارحمنا، ارحم كل غزة، وأرنا نور قيامتك المجيدة.
انجيل اليوم
"ولَمَّا انقَضَى السَّبتُ، اشتَرَت مَريمُ المــَجدَلِيَّة ومَريمُ أُمُّ يَعقوبَ وسالومة طِيبًا لِيَأتينَ فيُطَيِّبنَه. وعِندَ فَجْرِ الأَحَد جِئنَ إِلى القَبْرِ وقد طَلَعَتِ الشَّمْس. وكانَ يَقولُ بَعضُهُنَّ لِبَعض: مَن يُدَحرِجُ لنا الحَجَرَ عن بابِ القَبْر؟ ٤ فنَظَرْنَ فَرأَيْنَ أَنَّ الحَجَرَ قَد دُحرِجَ، وكانَ كبيرًا جِدًّا. فدَخَلْنَ القَبْرَ فأَبصَرْنَ شَابًّا جَالِسًا عنِ اليَمينِ عَلَيه حُلَّةٌ بَيضاء فَارتَعَبنَ" (١-٤).
سبت النور. النور الذي يبشر بالقيامة، بالحياة الجديدة، والانتصار على الموت. "عِندَ فَجْرِ الأَحَد وقد طَلَعَتِ الشَّمْس". نقف نحن اليوم أيضًا نذكر ما حدث، ونعيش ما حدث. نعيش سر موت يسوع كلمة الله. يقول القديس بولس "دُفِنَّا معه في المعمودية" لنقوم معه. حياتنا انتظار، حياتنا جهاد مع الموت، مع كل أنواع الموت، لنهزم الموت فينا، ونصِلَ إلى نور القيامة.
هذه هي حياتنا: يومٌ قبل القيامة. يومٌ في انتظار مجد القيامة والحياة الجديدة. حياةٌ في فجر الأحد والشمس قد طلعت.
يسوع مات. لكنه قام. وقهر الموت بموته.
ما ليس ممكنًا في نظر الناس، ممكن لدى الله. "يَجِبُ علَى ابن الإنسان أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث (متى ١٦: ٢١). لم يفهم تلاميذ يسوع هذا الكلام. وفي ساعة موته تشتتوا. والآن ما زالوا مختبئين خائفين من الناس الذين حكموا على يسوع بالموت. وأرسل الملاك النساء إليهم ليبشرنهم بما لم يفهموا من قبل.
آمنَّا بحب الله لنا. ودخلنا الطريق إلى الله. نحن نؤمن. نور القيامة نور وسند لحياتنا. قد تنتصر علينا أحيانًا شؤون الأرض، وتُنسِينا، ويَغلِب علينا الموت، وأنواع العذابات، في الجسد أو النفس، أو في المجتمع، فلا ندري أين نجد النور، ومن يقول لنا من جديد: إنه قام، ليس هنا بين الأموات.
أنتَ، الذي آمنت، قمت مع المسيح، فلا تبقَ مع "موت الأرض وشرورها"، لا تبقَ مع ضعف نفسك. أنت لست وحدك، الله معك، يسوع الذي غلب الموت والخطيئة وقام منتصرًا على كل شر، يسوع قاهر الموت معك. لا تخف. أنت لست ابن الموت، بل في يد رب الحياة، وفي حبه.
ربي يسوع، أفض فينا نور قيامتك، ونور الحياة الجديدة بعد القيامة، لنحيا نحن معك حياة الإنسان الجديد، ونبشر في مجتمعنا أننا للحياة نحيا لا للموت. في أرضنا هذه التي صيَّرها الناس أرض موت، اجعلها، يا رب، لجميعنا، أرض نور وقيامة من الموت. آمين.
السبت ٣٠/٣/ ٢٠٢٤