إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي - يوحنا ١٤: ١٥-١٦ و٢٣ب-٢٦

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٥إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي. ١٦وَأَنا سأَسأَلُ الآب فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد. ٢٣«إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي، ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا. ٢٤ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي، بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني. ٢٥قُلتُ لَكُم هٰذه الأَشياءَ وأَنا مُقيمٌ عِندكم. ٢٦ولٰكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء، ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم.

إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي - يوحنا ١٤: ١٥-١٦ و٢٣ب-٢٦

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٤٠ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"أَدْعو الإِلٰهَ العَلِيَّ، الإِلٰهَ الَّذي أَتَمَّها علَيَّ. فلْيُرسِلْ مِنَ السَّماءِ ويُخَلِّصْني... لِيُرسِلِ اللهُ رَحمَتَه وحَقَّه" (مزمور ٥٧: ٣-٤). ارحمنا، يا رب. يا رب، اليوم عيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على الرسل، عيد ميلاد الكنيسة على الأرض، وفي غزة أيضًا. إننا ندعوك، يا رب. إنَّا نصرخ إليك. نؤمن أنك تعمل كل شيء من أجلنا. سترسل إلينا الخلاص من السماء. أرسِلْ، يا رب، روحك القدوس إلى غزة، وإلى القلوب المليئة بالموت. أرسِلْ روحك، يا رب، إلى غزة، أرسل إليها السلام، أرسل إليها حُبَّكَ. نحن أبناؤك. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"وَأَنا سأَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد. إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي، ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا" (١٥-١٦ و٢٣).

عيد العنصرة، الرسل مجتمعون، خمسون يومًا بعد القيامة. حلَّ الروح القدس على مريم العذراء والرسل. هذا يوم ولادة الكنيسة. ولادة المؤمنين بيسوع المسيح وبالروح القدس. نؤمن بيسوع المسيح لنقدِّسَ العالم، لنخلِّصَه من الشر، لنبيِّن له طرق النور والحياة.

المؤمن يبقى في العالم، لكن حياته مع الروح الذي يأتي إليه. اليوم تمَّم يسوع وعده لنا. "وَأَنا سأَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد. إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي، ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا". الآب وهَبَ لنا مؤيِّدًا، مرشدًا، ليكونَ معنا للأبد. يوم عنصرتنا، هو يوم معموديتنا، ويوم قبلنا سر الميرون، وهو كل يومٍ قبِلْنا فيه أحد الأسرار، التوبة والقربان الأقدس، والزواج، أو الكهنوت... المؤمن يصلي دائمًا، ويبقى دائمًا مع الروح.

ودائمًا على الأرض، مع كل أحداث الأرض، في حياتي الشخصية، وفي الحياة العامة، في الحرب وفي المعركة من أجل السلام، ومن أجل حضور الروح، ومن أجل حضور الله في عالمه، وفي كل خلقه. دائمًا على الأرض ودائمًا مع الروح القدس، مانح الحياة للجميع على الأرض.

"لِأَنَّ مَحَبَّةَ الله أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا"(روما ٥: ٥). وعدنا يسوع المسيح بالروح القدس، وأرسله إلينا. وأفاض حب الله في قلوبنا. المؤمن يحيا مع هذا الواقع: حُبُّ الله فينا. وروح الله فينا. فلست أنا الذي أحيا، بل روح الله هو الحي فيَّ، ويقوِّيني لمواجهة كل تحديات الأرض.

الأرض في حاجة إلى روح الله، لتحيا، ولتحافظ على صلاحها الأصلي الذي منحها إياه الله، مع خلقه. الأرض بحاجة إلى رجال ونساء ممتلئين بروح الله. الأرض بحاجة إليَّ، ممتلئًا بروح الله.

وأنا، فلأسأل نفسي: كيف أحيا حياتي اليومية؟ فقط على الأرض؟ وحدي على الأرض؟ أم مع روح الله؟

"وَأَنا سأَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد. إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي، ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا". هذا يوم العنصرة. يوم ولادة الكنيسة، وإرسال الرسل في أنحاء العالم، من القدس وحتى أقاصي الأرض.

القدس اليوم أيضا في حاجة إلى روح الله. في حاجة إلى رجال ونساء يحملون روح الله. في حاجة إليَّ وإلى روح الله الذي أحمله إلى الجميع. الروح الذي يلد الأرض من جديد، الذي يبدِّلُ وجه الموت فيها، ليجعلها مدينة تمنح الحياة. اليوم أيضًا القدس في حاجة إليَّ، أحمل الروح الذي يعمل فيها وفيَّ وفي كل إخوتي، حتى تتم فيها ولادة جديدة، وتصير القدس قدسًا جديدة، لكل أبناء النور وأبناء الحياة.

"لِأَنَّ مَحَبَّةَ الله أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا"(روما ٥: ٥).

ربي يسوع المسيح، أرسلت الروح القدس إلى الرسل ليملأهم بالنور وبقدرتك. ربي، أرسلني اليوم معهم. أعطني أن أدرك رسالتي، وأن أكون واعيًا لحضور الروح فيَّ، فأعمل معه، ليتجدَّدَ وجهُ القدس ووجهُ الأرض كلها. آمين.

الأحد ٨/٦/٢٠٢٥ - أحد العنصرة/ السنة ج