إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي - يوحنا ١٤: ٢٣-٢٩
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٣ أَجابَه يسوع: «إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا. ٢٤ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي، بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني. ٢٥قُلتُ لَكُم هٰذه الأَشياءَ وأَنا مُقيمٌ عِندكم ٢٦ولٰكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم. ٢٧السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم، فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ. ٢٨سمِعتُموني أَقولُ لَكم: أَنا ذاهِبٌ، ثُمَّ أَرجِعُ إِلَيكُم. لو كُنتُم تُحِبُّوني، لَفَرِحتُم بِأَنِّي ذاهِبٌ إِلى الآب، لِأَنَّ الآبَ أَعظَمُ مِنِّي. ٢٩لقَد أَنبَأتُكم مُنذُ الآنَ بِالأَمرِ قَبلَ حُدوثِه، حَتَّى إِذا حَدَثَ تُؤمِنون.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٢٦ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).
"ها إِنَّ اللهَ يَنصُرُني، والسَّيِّدَ مع الَّذينَ يُسانِدونَ نَفْسي. فإِنَّه مِن كُلِّ ضيقٍ أَنقَذَني، وعَيني شَمِتَت بِأَعْدائي" (مزمور ٥٤: ٦و٩). ارحمنا، يا رب. ربي، رأيتُ أمس في صور غزة، ثلاثة أطفال اثنين في نحو السادسة أو أقل وواحد يبدو أكبر منهم، في الثامنة... وحدهم، بين الأخربة، لمواجهة الحياة والموت. ومثلهم كثير، يا رب... ارحم، يا رب. انظر إلى القلوب القاسية التي لا تريد أن ترى الموت الذي تسبِّبه. انظر إليها ورُدَّها إلى صلاحك، أو جازِها، كما ترى في صلاحك العظيم. يا رب، لا تترك غزة وكل أرضك هذه، لقسوة الناس. انتزعنا من يد الموت، وويلات الحياة. لا تترك الأطفال الأيتام وحدهم. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"أَجابَه يسوع: «إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا. ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي، بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني. قُلتُ لَكُم هٰذه الأَشياءَ وأَنا مُقيمٌ عِندكم" (٢٣-٢٥).
أن نحب الآب كما يحبه يسوع. الآب يحِبُّنا. في ويلات الأرض، في حربنا، نسمع كلمات يسوع هذه: «إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا". أنا، مكان إقامة ليسوع وللآب؟ كيف يكون ذلك؟ أولا، أنا أسمع يسوع يقول ذلك ويكرره لي، وأقبل. "نجعل لنا عنده مقامًا". هنا، في هذه الأرض، بين الموت، والدمار، وإرادة الحرب، ووحشية الإنسان؟ وبالإضافة، ضعفي أنا، وعدم مقدرتي على التقدم إلى أبي؟ إلى الله الذي يحبني. هذا ممكن. هو أبي لذي يأتي إليَّ ويجعل له مقامًا. ربي، أنا بين يديك، لتكن مشيئتك. ليأتِ ملكوتك، لي ولكثيرين غيري.
أسمع يسوع يقول لي ذلك، أومن وأقول: تعال أيها الرب يسوع. "«إِذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا". الله يحبني. ويقيم فيَّ. وأنا أحيا معه؟ وفي هذه الأرض وفي ويلاتها، وبالرغم من ضعفي؟ لصلاح الله، هذا ممكن.
"ولٰكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم". (٢٦). الآب يرسل لنا الروح القدس، كما أرسله إلى الرسل، كما يرسله دائمًا إلى الكنيسة كلها، ليعلِّم الكنيسة، ليحفظها واحدة معه، ليذكِّرها بكل ما علَّمها يسوع. أنا وكثيرون غيري، نحن من الكنيسة، يرشدنا الروح. ويقوينا الروح في هذه الأرض، ويسندنا في ضعفنا، ويساعدنا لنكون مقامًا لله. فتكون حياتنا حياة مع الآب والابن والروح القدس. نقبل حياة الآب، في أرض الناس هذه، فريسة الحرب. كل شيء ممكن. هلم أيها الروح القدس، بدِّلني. واجعل منى مقاما لائقًا لك.
"السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم، فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ" (٢٧).
وَعدٌ رفَضَتْهُ الإنسانية مرات كثيرة. قرون كثيرة في تاريخ المسيحية كانت زمن حروب. وأرضنا هذه نفسها، أرض يسوع، على مر العصور، أذلُّوها وجعلوها صغيرة وأرض موت، كما هي اليوم... إلى متى، يا رب، تحقيق وعدك؟ أنت تتكلم على سلام ليس كما يعطيه العالم، ولا يتم بدماء البشر، ولا بقلوب تجردت من إنسانيتها. سلامك سلام يملأ القلوب بحياة وافرة بالرغم من الموت الذي يحمله الناس. "فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ". إني أومن، يا رب. وفيك رجائي وحبي.
ربي يسوع المسيح، عالمنا، أرضنا، هنا، أرضك، بحاجة إليك، اليوم. أرسل إلينا روحك. جدِّدْنا جميعًا، واجعل منا مقامًا لك وللآب. أحبَبْتنا، يا رب. ضَعْ حبَّك في قلوبنا، فنحبَّك نحن أيضًا بالرغم من كل شرور الأرض وشرور الناس. آمين.
الأحد ٢٥/٥/٢٠٢٥ الأحد السادس للفصح - السنة/ج