آلام ربنا يسوع المسيح، بحسب إنجيل مرقس - الفصل ١٤ و١٥
الحرب ١٦٨ "الرَّبُّ رَؤوفٌ بارّ وإِلهُنا رَحْمان. الرَّبُّ يَحفَظُ البُسَطاء. كُنتُ ضَعيفًا فخلَّصَني. عودي يا نَفْسي إلى راحَتِكِ فإِنَّ الرَّبَّ قد أَحسَنَ إِلَيكِ. لأَنَّه أَنْقَذَ مِنَ المَوتِ نَفْسي ومِنَ الدَّمْعِ عَينَيَّ ومِنَ الزَّلَلِ قَدَمَيَّ. سأَسيرُ أَمامَ الرَّبِّ في أَرضِ الأَحْياء" (مزمور ١١٦: ٥-٩).

ارحمنا، يا رب. نبدأ اليوم، أحد الشعانين، الأسبوع المقدس. نتأمل في صليبك المقدس، وفي آلامك على الصليب. تحملت الآلام لتمحو آلامنا، لتحوِّلها وتجعلها مصدر حياة. اللهم، ما لا يقدر الناس أن يفعلوه في غزة، أنت تقدر أن تفعله. هم لا يقدرون أن يصنعوا السلام. ولا يرون الحياة. هم متعطشون إلى الموت، والانتقام وتدمير أنفسهم، وإخوتهم. يا رب، لنا جميعًا بذلت حياتك، حتى تعيد إلينا الحياة، وحتى تُظهِرَ نفسك لنا. وحتى تقرِّبَنا منك. يا رب، بحق حبك، بحق آلامك، اذكرنا ونجنا من هذه الحرب.
انجيل اليوم
اليوم أحد الشعانين. لنقرأ ولنتأمل في قصة آلام ربنا وإلهنا يسوع المسيح، في إنجيل القديس مرقس الفصل ١٤ و١٥.
لنذهب بالروح أو بالجسد إلى الجلجلة، ولنتأمل في كل ما تحمَّل يسوع من آلام حبًّا لنا، ليخلِّصَنا من الشر. على الجلجلة، ننظر إلى الصليب، نسترجع الأحداث ونتأمل ونسجد. آلام في الجسد وفي النفس، وسخرية الناس... هكذا أحب الله العالم حتى أرسل ابنه الوحيد ليموت ويمنحنا الحياة.
على الجلجلة، أو أمام القربان الأقدس وهو جلجلة أيضًا. وفي خليقة الله كلها، نرى الخالق الذي أحبنا، والذي أرسل ابنه الوحيد كلمته الأزلي حبًّا لنا، والإنسان حَكَم عل كلمة الله بالموت... لنسجد في كل مكان، في الصمت وفي الروح والحق.
سأل يسوع تلاميذه في زمن كرازته، ويسألنا اليوم ودائمًا: من أنا بالنسبة لك؟ ما هو الإنجيل بالنسبة لك؟ القداس اليومي ما هو بالنسبة لك؟ احتفال؟ أم رتبة دينية؟ أم طقس؟ وبيت القربان، ما هو بالنسبة لك؟
الأسبوع المقدس، كل سنة، هو زمن فحص ضمير، ومراجعة لعلاقتنا مع الله ربنا وأبينا، ومع يسوع المسيح على الصليب. زمن لنراجع كل "تلاواتنا" وممارساتنا الدينية، هل هي حياة أم تلاوة؟
من أنا بالنسبة لك؟ أنت ربي وإلهي. من أجلي صرت إنسانًا، من أجلي تحملت الآلام، من أجلي تواضعت، لترفعني إليك، لأقوم من الموت معك، ومعك أحيا، ولكي أُسهِم في بناء الحياة في جماعة المؤمنين في كنيستي، وفي كل مجتمعي.
"ولمــَّا كانَ الغَد سَمِعَ الجَمْعُ الكَثيرُ الَّذينَ أَتَوا لِلعيدِ أَنَّ يسوعَ قادِمٌ إِلى أُورَشَليم. فحَمَلوا سَعَفَ النَّخْلِ وخَرَجوا لاستِقبالِه وهُم يَهتِفون: هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ مَلِكُ إِسرائيل! ووَجَدَ يسوعُ جَحْشًا فرَكِبَه، كما وَرَدَ في الكِتاب: لا تَخافي يا بِنتَ صِهْيون هُوَذا مَلِكُكِ آتٍ راكِبًا على جَحْشٍ ابنِ أَتان. هذهِ الأَشياءُ لم يَفهَمْها تَلاميذُه أَوَّلَ الأَمرِ، ولَكِنَّهم تَذَكَّروا، بَعدَما مُجِّدَ يسوع، أَنَّها فيهِ كُتِبَت، وأَنَّها هي نَفسُها لَه صُنِعَت" (يوحنا ١٢: ١٢-١٦).
أحد الشعانين يقول لنا أيضًا هذا: تقلُّبُ الإنسان في تعامله مع الله. تقلُّبُنا نحن: نكون مع الله، ثم ننسى ونسير وحدنا، من دون الله. نكون أمام الله، ثم نغرق في شؤون الأرض، وهكذا ...
هنفت الجموع ليسوع. ودخل يسوع منتصرًا من جبل الزيتون إلى أورشليم والناس تهتف له: مبارك الآتي باسم الرب. هم جموع "الصغار" الذين سمعوا يسوع ورأوا أعماله. سمعوا ورأوا. اليوم، أحد الشعانين، يهتفون له. لكن، بعد أيام قليلة، في هذا الأسبوع نفسه، سيصرخون أمام بيلاطس: اصلبه، اصلبه. هل هي الجموع نفسها، التي جاءت للعيد؟ لربما؟ على كل حال، هو الإنسان نفسه الذي حكم على يسوع بالموت، في يوم العيد. وكان يسوع حمل الفصح الجديد.
موقف الإنسان هذا يدعونا إلى أن نعيد التفكير في علاقاتنا مع الله خالقنا وأبينا، ومع سر حبه الذي أظهره لنا في يسوع ابنه الوحيد. الأسبوع المقدس، زمن حقيقة. من هو يسوع بالنسبة لي؟ ومن أنا أمامه؟ من أنا على الجلجلة؟
ربي يسوع المسيح، بدأنا الأسبوع المقدس، نتأمل في آلامك. أعطنا أن نرى الحقيقة، وأن نعيش الحقيقة حاضرين دائمًا أمامك، وأن نقبل حبك ونثبت فيه. آمين.
الأحد ٢٤/٣/ ٢٠٢٤ أحد الشعانين