الظاهرية التحتا بلد العيون والتين والزيتون

الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية، راعي كنيسة القديس يوسف للاتين في الرينة

ما زالت القرية تزخر بالعيون واشهرها عين الوحوش، ولكن التين الذي كانت تشتهر به فقد اقتلع معظمه، وأما الزيتون فبقي شاهد في كل مكان على الزمان والانسان رغم ان المعاصر أزيلت والبيوت هدمت وأهلها هُجِّروا وظل مقام الشيخ قويص يعانق وادي الليمون بقبته الآيلة الى السقوط ومحرابه المتجه للقبلة...

الظاهرية التحتا بلد العيون والتين والزيتون

تقع في المنحدر الغربي الجنوبي لمدينة صفد الشامخة، وتمتد الى وادي الليمون المنحدر من جبل الجرمق ويصل الى بحيرة طبريا.

هذه هي الظاهرية التحتا التي أُبيدت عن بكرة أبيها في العاشر من أيار عام ١٩٤٨.. زرناها وصورنا ما بقي منها وخاصة العيون والزيتون.

نترككم مع الشرح عن القرية كما ما ورد في كتاب "ولادات ورقاد القرى والمدن الفلسطينية"، لصديقنا المؤرخ الدكتور شكري عرّاف.

الظاهرية التحتا: (1959.2632)

هناك قريتان تحملان نفس الاسم: التحتا والفوقا، تقعان إلى الجنوب الغربي من مدينة صفد بحوالي 2.5كم، تحيط بها أراضي السموعي من الغرب والتي فصل وادي الطواحين بينهما، كما يحدّها أراضي عين الزيتون من الشمال الغربي وعكبرة من الشرق.

ترتفع الظاهرية التحتا حوالي 700م عن سطح البحر.

في الظاهرية عينان دائمتا الجريان هما عين الوحوش وعين المالحة.

والاسم منسوب للسلطان المملوكي الظاهر بيبرس البُندقداري الذي حرر صفد من الصليبيين عام 1266م. وكعادته، أسكن بعض أمراء جنده في قلعة صفد وجوارها وأقطع عليهم الإقطاعات والأراضي، ومن جملتها الظاهرية التحتا.

من حمائلها:

- زيد: كان عددهم 100 نسمة عام 1943، تزعمهم المختار إسماعيل زيد وأخوه محمد سليم زيد.

- شاهين: كان عددهم 100 نسمة عام 1943، وقد برز منهم محمد غنيم شاهين، يوسف شاهين وسليم طه شاهين.

ونظرًا لقربها من صفد فقد تأثرت بأحداث فلسطين: الثورة الفلسطينية الكبرى التي برز منها محمود اليوسف، قائد فصيل، ذيب سلامة، قائد فصيل، سعيد الشيخ علي، راضي مصطفى، المختار إسماعيل زيد، سعيد شعبان، سلامة شاهين، أمين سلامة وحسني سلامة، وقد استشهد من أبنائها الشاب محمود شاهين قرب مغر الخيط/الحولة.

لم يكن في القرية مسجد، إذ صلوا في مساجد وجوامع صفد كما صلّوا في مقام الشيخ محمد الكوّيِس القريب منهم.

وحسب موسوعة المقدسات في فلسطين كان فيها مسجد على مساحة حوالي 500م2.

يبدو أنها سقطت يوم 12 أيار 1948.

بسبب الجروف غربي القرية اتخذت اتجاهًا شماليًا-جنوبيًا على طول مجرى وادي الليمون مما أدى إلى امتداد مباني القرية في الاتجاه الشمالي الغربي. كانت مساكنها متراصّة اتخذت شكلًا طوليًا.

ملكت 6773 دونمًا وكانت مساحة مسطحها 28 دونمًا، أما الظاهرية الفوقا فملكت 4419 دونمًا وجميعها لليهود وحسب إحصائية الأراضي الشمسية ملكت 5000 دونمًا وكانت فارغة من السكان.

كان معظم المساحة لاَل البيطار في صفد وفلحوها بأنفسهم، كان لوقف البلد أرض في موقع الكويّس فوق وادي الطواحين(1).

السنة 1596 1887 1922 1931 1943 1945

عدد السكان 520 335 212 256 300 350

تمّ بناء المنطقة الصناعية لمدينة صفد على أراضيها وأُزيلت معالمها.

  1. الدباغ، مصدر سابق، 6/183، أرشيف هچانا، ملف رقه 8/193، الموسوعة الفلسطينية العامة، 3/141، موسوعة المقدسات..، قضاء صفد، ص256-259 والعباسي، مصدر سابق، ص112-116.