يسوع يطوِّب كل ما هو نقيض لرغباتنا البشرية - لوقا ٦: ١٧و٢٠-٢٦

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٣٢ – (وقف إطلاق النار في غزة) (واشتدت الاعتداءات على الناس في الضفة الغربية).

"أَسرِعْ وأَجِبْني يا رَبِّ، فقد فَنِيَت روحي. لا تَحجُبْ وَجهَكَ عنِّي، لِئَلَّا أَكونَ كالهابِطينَ في الحُفرَة" (مزمور ١٤٣: ٧).

ارحمنا، يا رب. ما زال ظلم الناس يكتنفنا. ما زلنا في المضايق. لم نعد نطيق الحياة. لا تسمح، يا رب، بأن نستسلم لليأس. إننا نؤمن ونرجو. أنت أبونا.  سترشدنا وستهدي كل هذه الأرض إلى سلامك وعدلك. "أقوياء" هذا العالم، سيخضعون لحبك العظيم. سيرجعون إلى إنسانيتهم ويوقفون حروبهم. إننا نؤمن بك، يا رب، ونرجو. أنت أبونا الصالح والقدير. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم. التطويبات واللعنات.

"وَرَفَعَ عَيْنَيْه نَحوَ تَلاميذِه وقال: طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله. طوبى لَكُم أَيُّها الجائعونَ الآن، فَسَوفَ تُشبَعون. طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون. طوبى لَكُم إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوهُ على أَنَّه عارٌ مِن أَجلِ ابنِ الإِنسان. افرَحوا في ذٰلك اليَومِ واهتزُّوا طَرَبًا، فها إِنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عَظيم، فهٰكذا فَعَلَ آباؤهُم بِالأَنبِياء" (٢٠-٢٣).

يسوع يطوِّب كل ما هو نقيض لرغباتنا البشرية. لكنه يقول إن المحرومين من الأرض ستملأهم السماء.  فقراء السماء سيعيشون على الأرض، والله سيِّدُها، وليس الناس الأقوياء. فقراء السماء لهم شوق واحد: أن يروا الله ويشبعوا من حبه. يمكن أن يكونوا محرومين من حياة الأرض، لكنَّ رجاءهم في الله، الآب، خالق الأرض والسماء. وسيملأ الله قلوبهم، هنا على الأرض، ويهيِّئُهم للحياة الفائضة في السماء.

فقراء السماء يمكن أن يجوعوا، على الأرض. يمكن أن يجتازوا أوقاتًا صعبة، وحروبًا، وظلمًا من الناس. سيبكون. لكن الله يرى، وسيمنحهم الحياة. هذه السنة سنة اليوبيل، سنة الرجاء الكبير، لأنه يوبيل حب الله الكبير للبشرية. أراد منذ الأزل أن يَخلُصَ كلُّ إنسان. وهذا أساس رجائنا عندما تنتابنا المصائب، ونسير في وادي الظلمات والموت. الله منذ الأزل يحبنا ويريد أن يمنحنا الحياة الفائضة.

"طوبى لَكُم إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ... افرَحوا في ذٰلك اليَومِ واهتزُّوا طَرَبًا، فها إِنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عَظيم". سيعطينا الله في السماء، وسيعطينا على الأرض أيضًا. لأن الشر لن يكون هو سيِّدَ الأرض، لأن الأرض لله، لا للشرير، ولا لأقوياءَ ظالمين. الأرض لله، وهو الذي يقرِّر، وكلمته هي العليا على هذه الأرض. نؤمن ونرى الله، ونحيا في نور الله، حتى في أيام الحرب الصعبة. الله حاضر معنا.

"لٰكِنِ الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء، فقَد نِلتُم عَزاءَكُم. الوَيلُ لَكم أَيُّها الشِّباعُ الآن، فسَوفَ تَجوعون. الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ الآن، فسَوفَ تَحزَنونَ وتَبكون. الوَيلُ لَكُم إِذا مَدَحَكم جَميعُ النَّاس" (٢٤-٢٦).

الويل لكم إن لم تروا الله، إن كنتم ترون الناس فقط، وقِيَمَهم، إن صرتم تحكمون بحسب أطماعهم في الأرض، وليس بحسب صلاح الأرض التي هي لله. الويل للغني الذي رفض أن يرى الفقير ببابه، والذي لم يعرف أن يتقاسم مع أخيه، والذي ظلَمَ أخاه. الويل للشِّبَاع الذين لا يبالون بإخوتهم الجياع. والويل للمتَّكلين على الناس، والذين يطلبون مجد الناس. الويل لمن نَسُوا الله، ويظنُّون أنهم يقدرون أن يعيشوا مع الناس فقط، ومع رؤاهم الأنانية، من دون أي انفتاح على السماء. الويل لمن يختار أن يعيش وحده من دون الله، وفي ظلام ليله يَظلِمُ أخاه بالحروب أو غيرها من المصائب.

ربي يسوع المسيح، بيَّنْتَ لنا الطريقَيْن، طريق السماء حيث أنت معنا على الأرض، وطريقَ الأرض حيث يُصِرُّ الإنسان أن يسير وحده من دونك، ومن دون حبِّكَ، ويملأ الأرض بالموت، بل يجعل موت أخيه شرطًا لحياته هو. بعيد عنك قاتل لأخيه. ربي يسوع المسيح، كن نورنا، اهدِنا، أعطنا أن نكون دائمًا معك، وأن نتقاسم الحياة، أمامك، مع إخوتنا. آمين.

الأحد ١٦/٢/٢٠٢٥                    الأحد السادس من السنة/ج