يسوع هو الراعي الصالح - يوحنا ١٠: ٢٧-٣٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٢٧إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي، وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني ٢٨وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبدِيَّة فلا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي. ٢٩إِنَّ أَبي الَّذي وَهَبَها لي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود. ما مِن أَحَدٍ يستطيعُ أَن يَختَطِفَ مِن يَدِ الآبِ شَيئًا. ٣٠أَنا والآبُ واحِد.

يسوع هو الراعي الصالح - يوحنا ١٠: ٢٧-٣٠

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢١٢ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"عِندَ تَرَضُّضِ عِظامي عَيَّرَني مُضايِقِيَّ ، بِقَولِهم لِيَ النَّهارَ كُلَّه: «أَينَ إِلٰهُكَ؟" (مزمور ٤٢: ١١). ارحمنا، يا رب. لقد عيَّرونا، يا رب، وعذَّبونا ودمَّرونا، وأسلمونا إلى الجوع والعطش والمجهول قبل أن نواجه الموت. إلى هنا وصلنا، يا رب. شر كثير وقسوة كثيرة من الناس. أما زال يعرف مضطهدونا ماذا تعني كرامة كائن بشري؟ خلِّصهم، يا رب، وخلِّصنا من ضلالهم. ارحمنا، يا رب. أنت الذي أشفقت على الجموع الجائعة في مكان قفر ليوم أو يومين، انظر إلينا فريسة مجاعة مستمرة. أعطنا خبزنا كفاف يومنا، أعطنا خبز السلام. أنت وحدك، يا رب، تقدر أن تخلصنا. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي، وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني، وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبدِيَّة فلا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي. إِنَّ أَبي الَّذي وَهَبَها لي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود. ما مِن أَحَدٍ يستطيعُ أَن يَختَطِفَ مِن يَدِ الآبِ شَيئًا. أَنا والآبُ واحِد" (٢٧-٣٠).

إنجيل الراعي الصالح. يسوع هو الراعي الصالح، كل كاهن وكل مكرَّسٍ أو مكرَّسة جُعِلَ برسامته أو بتكريسه راعيًا صالحًا لإخوته. مسؤول، كلَّفه يسوع بالرسالة، هو محل يسوع. كما أن يسوع راع صالح، كذلك أنا، راعٍ للجميع، وراعٍ صالح.

كيف أفهم هذه المسؤولية؟ مثل يسوع. هو يعرف خرافه، والراعي يعرف رعيته. وأبناء الرعية يعرفونه. أكثر من معرفتهم لشخصي، بل يعرفون إيماني وإيماني لهم مثال. إن كنت أنت قريبًا من يسوع، كانوا هم أيضًا قريبين منه. أنا ضائع في رتابة حياتي اليومية، سيضيعون هم أيضًا في رتابة حياتهم اليومية، وسيكون عليهم أن يواجهوا صعاب الحياة وحدهم، كأَنْ ليس لهم راعٍ.

إن لم أعرِّف نفسي لرعيتي، إن لم أعرِّف إيماني، لن أعرِّفهم بيسوع. وأنا مسؤول عن عدد كبير من الخراف التي تبتعد، أو تقع في اللامبالاة أو في الجهل.

يقول يسوع: خرافي تعرفني. وأنا أعرف خرافي. هل أقدر أن أقول الشيء نفسه؟ وأضاف يسوع: وأنا أعطيها الحياة الأبدية. هل أقدر أن أقول القول نفسه؟ هل أنا دليل إلى الحياة الأبدية، لحياة تلقي ضوءًا على هذه الأرض وعلى حروبها، وتفيض فيها الحب بدل الموت، ومعرفة الآب ومحبته.

هذه هي حياتنا، معركة، حرب وموت، لكن أيضًا نظرة إلى الحياة الأبدية، ما وراء الأرض. نحن لسنا فقط على الأرض. نحن أيضًا مع المسيح، الراعي الصالح، المرشد إلى الحياة الأبدية.

"لا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي". هل أقدر أن أعطي الأمان نفسه لرعيتي، لجميع الذين أحمل مسؤوليتهم؟ لن يهلكوا أبدًأ؟ أنا نفسي، هل أنا راعٍ مع يسوع، أم أنا وحدي، في حياة محصورة في نفسي، فلا أرى أبعد من نفسي؟

أنا مع يسوع، يدي بيده، أسير في نوره، متكل على شفقته وحبه، وفي الوقت نفسه أرافق رعيتي كلها في الأمان نفسه على الطريق إلى الحياة الأبدية. دائمًا معه، ابدًا وحدي..

"إِنَّ أَبي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود". شر الناس لا يمكن أن يكون هو الغالب. خبث الناس يقدر أن يقتل الجسد، لا النفس، ولا الحقيقة، ولا حياة الله فيَّ. أبي أعظم من كل شيء. لهذا نرجو، عندما نضعف ونقع، وعندما يضطهدنا الناس، ويزرعون الموت حولنا. الله أعظم من كل شيء. وحبه أقوى من كل شيء، ومحبتي أيضًا أقوى، إن تركت الروح يملأني بحب الله نفسه.

"أنا والآبُ واحِد". وأنا مدعُوٌّ إلى الحياة في هذه الوحدة، في حب الآب وعظمته، وفي قدرته فوق كل شر.

ربي يسوع المسيح، حياتي على الأرض صعبة. الناس قساة. أدخِلْني في حياتك مع الآب، وفي حبك، فأقدر، لا أن أغلب، بل أشفي هذه الأرض وأفيض فيها محبتك. آمين.

الأحد ١١/٥/٢٠٢٥                       الأحد الرابع للفصح - السنة/ج