يا أنبياءَ اللـّـــــه ..!
الكاتب : شفيــــق حبيــــب – شاعر فلسطيني من دير حنا الجليلية
القيامة - القصيدة التي ألقاها الشاعر شفيق حبيب خلال احتفالية " شعراء الرعيل الأول" في كلية القاسمي في 17.1.2015، ونشرها على صفحته، ويقوم موقع "القيامة" بإعادة نشرها.

تبكي القِبـابُ الحـانيــاتُ قِبــابي
ونـُـــــواحُ ورقـــــــاءِ السَّــــلامِ عَـــذابي
وأنا هـُنا، والموتُ يسْكنُ أَضلـُعي
مُتربِّصــــــاً قَــــــدَراً عـلى أعـتـــــــابي
ورصاصُ وحشِ الغابِ يصطادُ الذي
يبني على الأنقـــــاضِ بيــــــتَ سِـغـــــابِ
وسَــوامُ جيشِ حضارةٍ مأســونةٍ
عاثـــتْ فســــاداً .... دَمَّــــرَتْ أَطـنــــابي
أَضحى الضَّياعُ مواقفي وعَواصفيِ
والحـُــزنُ أَصبـَــحِ مأكَلـــي وشَـــــــرابي
أَمسى الدَّمُ الـمُهْراقُ شعلةَ صابرٍ
في الليلـــــةِ الظلمـــــاءِ ... والأَوصــــابِ
قـُلْ للـَّذين على الدِّماءِ كيانـُهم
يُبنى ... بأنَّ الصَــرْحَ صَــــرْحُ خَـــــرابِ
* * *
يا قدسُ !! إِني في هَواكِ مُمزَّقٌ
ومُقطـّـَـــعُ الأحْســـــــابِ والأنســـــــــابِ
إن جئتُ قـُدسَ اللهِ أقتـَلُ غـُربةً
فالسّــــــورُ يحرسُـــــهُ قطــيعُ ذِئــــــــابِ
مترنـّحاً بين الحـَــواري.. تائِهاً
مُلقىً على الرَّمضــــــــاءِ والأَبـْـــــــوابِ
***
قالوا: استجِرْ ! فاللهُ قد خَلَقَ الورى
لن يتـْــرُكَ الضُّعَفــــــاءَ نَهْــــبَ حِــــرابِ
لم يبقَ ملتـَـجَأٌ سوى ربِّ الدُّنى
ناديتـُـــــهُ.. فالصَّـــوتُ غيــــرُ مُجــــابِ
نادَيْتُ عيسى، لم يُجِبْ .. نادَيْتُ
أحمَـــدَ مُستغيثاً، لم أفـُـــزْ بجَــــــــوابِ
نادَيْتُ من شَـقَّ المِياهَ بضَــرْبةٍ
فوجَـــــدْتُ موسـى يستبيــــحُ رِحـــــابي
فرجعتُ أطلبُ من شُعَيْبَ نصيحةً
فأجــــــابَني قد صـــــــــادَروا أعـْتـــــابي
يا أنبيــاءَ اللهَ!! إني ريشـــــةٌ
في الرّيـــــــحِ.. إنـّـــي زَوْرَقٌ بعُـبــــــابِ
***
يا قادةَ القطعانِ! ما أنتم سِــوى
قِطَـَــــعٍ على قِطَـَــــــعٍ مــن الأَخشــــــابِ
أضحى كَيانُ عروبتي وعقـيدتي
تِمثـــالَ شمــعٍ في اللـّـَهيــــبِ مـُـــــــذابِ
يتكلـَّمُ الحَجَرُ الجــريحُ منافِـحاً
وملأتـُمـــــــو أَفـواهَكُــــــــمْ بتـُــــــــرابِ
صَمَتَ الزُّناةُ.. فأرضُنا مَحْروقةٌ
والنـّــــــارُ تأكُـــــلُ أحرُفـي وكــتـــــــابي
فمَزابلُ التّاريخِ جَوْعـى للـَّذي
يحيـــــــا حيــــــــاةَ مَـذلـَّــةٍ وكِـــــــلابِ
***
هل تـُصبحُ الأحلامُ بنتَ حقيقةٍ؟
أم أن أحـْـــــــلامي خِــــداعُ سَحــــــابِ؟
فلتسمعِ الدّنيا صهيــلَ إرادتي
ما كُنـْـــتُ يومـــــاً صرخـــةً في غــــــابِ
قـَدَراً سأبقى فوقَ صدرِ ترابِها
وسِـــــوايَ لا يعـْــــدو نعيـــــقَ غـُــــرابِ
إنـّـا لمنتــظرونَ فارسَـنا الذي
سَيَـــــدُقُّ بــــابَ السِّلـــمِ بعـدَ غيــــــــابِ