معجزة تكثير الخبز - مرقس ٨: ١-١٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا

١وفي تِلك الأَيَّامِ احتَشَدَ أَيضًا جَمعٌ كثير، ولَم يَكُنْ عِندَهم ما يأَكُلون، فدَعا تَلاميذَه وقالَ لَهم: ٢ أُشفِقُ على هذا الجَمْع، فَإِنَّهُم مُنذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يُلازِمونَني، ولَيسَ عِندَهم ما يَأكُلون. ٣ وإِن صَرَفتُهم إِلى بَيوتِهم صائمين، خارَت قُواهم في الطَّريق، ومِنهُم مَن جاءَ مِن مَكانٍ بَعيد. ٤ فأَجابَه تَلاميذُه: مِن أَينَ لأَحدٍ أَن يُشبِعَ هؤُلاءِ مِن الخُبزِ ههُنا في مَكانٍ قَفْر؟ ٥ فَسأَلَهم: كَم رَغيفًا عِندكم؟ قالوا: سَبعَة. ٦ فأَمَرَ الجَمْعَ بِالقُعودِ على الأَرض، ثُمَّ أَخَذَ الأَرغِفَةَ السَّبعةَ وشَكَر وكسرَها، ثُمَّ جعلَ يُناوِلُ تَلاميذَه لِيُقَدِّموها، فقَدَّموها لِلجَمْع. ٨ كانَ عِندَهم بَعضُ سَمَكاتٍ صِغار، فبارَكَها وأَمَرَ بِتَقديمِها أَيضًا. ٨ فأَكَلوا حَتَّى شَبِعوا، ورَفَعوا مِمَّا فَضَلَ مِنَ الكِسَرِ سَبعَ سِلال. ٩ وكانوا نَحوَ أَربعَةِ آلاف. فصَرَفَهم، ١٠ ورَكِبَ السَّفينَةَ عِندَئِذٍ مَعَ تَلاميذِه، وجاءَ إِلى نواحي دَلْمانُوتا.

معجزة تكثير الخبز - مرقس ٨: ١-١٠

الحرب ١٢٦

"يَومَ الضِّيقِ اْدعُني فأُنجّيَكَ وتُمَجَدَني" (٥٠: ١٥). اللهم، إنَّا ندعوك في ضيقنا في هذه الأيام. أيام موت، لا رحمة فيها في قلوب البشر. اللهم، ارحمنا. أضيء بوجهك علينا، بدِّل القلوب، نجنا من كل هذه الويلات. غزة، كل القطاع، صار أنقاضًا، والناس فيها، وأنت خالقهم وأبوهم، مطاردون من مدينة إلى أخرى. من الشمال إلى الوسط، وإلى الجنوب، في كل مكان إنسان لا يرحم يلاحقهم. والموت، والجوع والعطش. زعماء الحرب حكموا عليهم بالموت، فقط لأنهم موجودون في بيوتهم. اللهم، ارحم. قل كلمة وتتوقف الحرب.

إنجيل اليوم.

معجزة تكثير الخبز.

"وفي تِلك الأَيَّامِ احتَشَدَ أَيضًا جَمعٌ كثير، ولَم يَكُنْ عِندَهم ما يأَكُلون، فدَعا تَلاميذَه وقالَ لَهم: أُشفِقُ على هذا الجَمْع، فَإِنَّهُم مُنذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يُلازِمونَني، ولَيسَ عِندَهم ما يَأكُلون. وإِن صَرَفتُهم إِلى بَيوتِهم صائمين، خارَت قُواهم في الطَّريق، ومِنهُم مَن جاءَ مِن مَكانٍ بَعيد" (١-٣).

يسوع يشفق على الناس. يهتم لهم. ينتبه. يرى في أي حال هم. الجموع التي كانت تتبعه "لَيسَ عِندَهم ما يَأكُلون. وإِن صَرَفتُهم إِلى بَيوتِهم صائمين، خارَت قُواهم في الطَّريق".

"فأَمَرَ الجَمْعَ بِالقُعودِ على الأَرض، ثُمَّ أَخَذَ الأَرغِفَةَ السَّبعةَ وشَكَر وكسرَها، ثُمَّ جعلَ يُناوِلُ تَلاميذَه لِيُقَدِّموها، فقَدَّموها لِلجَمْع. وكانَ عِندَهم بَعضُ سَمَكاتٍ صِغار، فبارَكَها وأَمَرَ بِتَقديمِها أَيضًا. فأَكَلوا حَتَّى شَبِعوا، ورَفَعوا مِمَّا فَضَلَ مِنَ الكِسَرِ سَبعَ سِلال. وكانوا نَحوَ أَربعَةِ آلاف. فصَرَفَهم" (٦-٩).

يسوع يهتم لحال الجموع. يعلِّمُهم ويعطيهم خبز الحياة، وأيضًا خبز الأرض. جاء ليَفدِيَ الإنسان، كل الإنسان، جسده ونفسه. يسهر ويرحم. ولا يخذل أحدًا. في الشدائد، وفي الويلات، وفي خطاياي، يجب أن أعرف أن يسوع يسهر، ويعرف ما هي حالتي، ويعمل المستحيل حتى يعطيني الحياة. يجب ألا أيأس، ألا أتعب من الحياة. لأني لست وحدي. يسوع يصنع المعجزة إن لزم حتى يبقيني في الحياة معه، وفي حياتي العادية على الأرض.

يسوع في معجزة تكثير الخبز يعلمني درسًا وهو أن أهتم بغيري. أن أنتبه لحالتهم. يمكن أن يجوعوا ويعطشوا إلى الخبز وإلى العدل. يمكن أن يكونوا قريبين أو بعيدين. مثل يسوع أسهر وأهتم وأعطي.

أتقاسم الحياة مع إخوتي وأخواتي. أتقاسم كل ما لي، خبز الأرض وخبز السماء، وأبذل كل جهودي. وأعلِّم الناس أن يتقاسموا ما عندهم مع غيرهم. لا صدقة عابرة، بل سند الحياة. ثم، يجب أن نعرف أن الآخر الذي أعطيه من خبزي ومالي وجهدي هو يسوع.

معًا نعيش، ونبني، معًا ويسوع معنا، نقاوم الشر، ونستعيد حريتنا، وهي خبز ينقصنا ونحتاج إليه. ودائمًا بروح يسوع، وبرؤيته للأمور، رؤية الله الذي يريد أن يخلص جميع الناس.

يجب أن نعي عمل الله فينا وبنا، ونعي القدرة التي منحنا إياها يسوع. معه نقدر. بدونه لا نقدر. قال لنا هو: "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا". يجب أن نعرف هذا، أنه علينا أن نعطي الخبز للجميع، وأننا قادرون على ذلك.

ربي يسوع المسيح، إنك تسهر دائمًا علينا. وترحمنا. رأيت الجموع الجائعة وأطعمتها. أعطنا أن نسهر ونهتم مثلك، وأن نعرف ما هي حالة إخوتنا وأخواتنا. وأعطني القوة لأعطيهم خبز الحياة، والحرية، الخبز الذي تعطينا إياه أنت. آمين.

السبت ١٠/٢/ ٢٠٢٤             بعد الأحد الخامس من السنة/ب