لقاء مميز لمجموعات الشبيبة في كنائس الجليل بعنوان "المسيح فيما بيننا: كائن وسيكون"
القيامة – جاءنا من الصديق وديع أبو نصار، منسق أعمال منتدى مسيحيي الأرض المقدسة أنه أقيم مساء أمس الجمعة، لقاء افتراضي (من خلال تطبيق "زوم") شارك فيه العشرات من ممثلي مجموعات الشبيبة المنتمية لمختلف الكنائس الرسولية في بلادنا، والذي تمحور حول كيفية جذب الشباب لتقوية ايمانهم بالسيد المسيح وتعزيز التعاون فيما بينهم وسائر مكونات المجتمع والوطن.

وقد افتتح بطريرك القدس المتقاعد، ميشيل صباح اللقاء بصلاة خاصة، كما قدم المطران يوسف متى، رئيس أساقفة الجليل للروم الملكيين الكاثوليك، لهذا اللقاء مرحبا بالمشاركين ومنوها الى أهمية العمل المشترك. كما أرسل السفير البابوي، المطران أدولغو تيتو ايانا رسالة دعم وتشجيع للمشاركين باللقاء، حملت بركة من قداسة البابا فرنسيس.
جاء هذا اللقاء بعنوان "المسيح فيما بيننا: كائن وسيكون"، بمبادرة من منتدى مسيحيي الأرض المقدسة، وكان من المفروض ان يلتئم في قرية كفر ياسيف في الجليل، لكن تحول الى لقاء افتراضي بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.
الصلاة التي تلاها البطريرك ميشيل صباح في بداية اللقاء
المسيح فيما بيننا كائن وسيكون
اللهم ها نحن مجتمعون هذا المساء أمامك، مؤمنين بسيدنا يسوع المسيح، كلمتك الأزلي، الذي صار إنسانًا مثلنا لنصير مثله.
نحن في حالة اجتماعية مضطربة، نحن في ديانات كثيرة، وفي مجتمع يبحث عن استقراره.
ونحن أنفسنا مسيحيون نبحث عن استقرارنا، وكيف نعيش إيماننا.
ربنا يسوع المسيح،
أعطيتنا نعمة الإيمان، فآمنا مع أهلنا ومنذ معموديتنا، قبل أن نعي وندرك.
واليوم نحن واعون ومدركون، ونريد أن نؤمن،
ونريد أن نؤمن في كل مجتمعنا، ومن أجل كل مجتمعنا.
نحن نشعر أحيانا بالضعف، أو بالخوف، أو بعدم الإيمان، لأننا عدد قليل.
وأنت قلت لنا: أنتم لستم عددا، بل مؤمنون، بل تلاميذي. وقلت لنا إنا نقدر أن نصنع الشيء الكثير، بإيماننا فقط، وبمحبتنا بعضنا لبعض، متعاونين.
قلت لنا: "إنْ كَانَ لَكُم إيمَانٌ لَا يُدَاخِلُهُ رَيْبٌ، كُنْتُم إذَا قُلْتُم لِهَذَا الجَبَلِ: قُمْ فَاهبِطْ فِي البَحرِ يَكُونُ ذَلِكَ" (متى 21: 21 ومتى 17: 20 ومرقس 9: 29 ولوقا 17: 6).
بل قلت لنا: "مَن آمَنَ بِي يَعمَلُ هُوَ أَيضًا الأعمَالَ الَّتِي أَعمَلُهَا، بَل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنهِا" (يوحنا ١٤: ١٢).
نحن قادرون أن نعمل ما عملت أنت.
دلنا على الطريق التي توصلنا إلى هذه القدرة.
وقلت لنا: لَا تَضطَرِبْ قُلُوبُكُم وَلَا تَفزَعْ (يوحنا ١٤: ٢٧)
ثِقُوا إِنِّي قَد غَلَبْتُ العَالَم" (يوحنا 16: 33).
ونحن بحاجة لأن نسمع منك هذا الكلام: لا تخافوا. لا تقولوا: نحن عدد قليل، نحن ضعفاء، نحن متروكون، الناس لا يعطوننا حقنا...
اعرفوا هذا: أنتم تلاميذي. كونوا تلاميذي، تصرفوا تصرف تلاميذَ لي، يؤمنون، لا يخافون، يحبون، وبإيمانهم ومحبتهم يقدرون على كل شيء.
اعرفوا من أنا. "من أنا في قولكم". عليكم أطرح السؤال اليوم وكل يوم: من أنا في قولكم أنتم؟ اقرأوا الإنجيل وتأملوا لتزدادوا معرفة، وليقدر كل واحد منكم أن يجيبني: من أنا في قولك أنت؟
ربنا يسوع المسيح، قلت لنا أيضًا: أنا مرسلكم مثل حملان بين ذئاب. هذا هو عالمنا اليوم، عالم صعب. دلنا، يا ب، وقوِّنا، حتى نحمل رسالتنا إلى عالمنا، في كل أوجه حياته، في الحرب والسلام، وفي بحثه عن الحياة والاطمئنان، والحقيقة بين الناس. أعطنا أن نعرف من أنت. أعطني أن أعرف من أنا؟ تلميذًا لك، وأني أنا رسالة لكل مجتمعي.
اللهم أرسل إلينا روحك القدوس، ليرافقنا في لقائنا في هذا المساء، وليرافقنا بعد هذا اللقاء، في كل مجالات حياتنا، في حربها وسلامها.
إنا نبحث عن أنفسنا، ونبحث عنك. اللهم خذ بيدنا.
قل لنا: لا تخافوا، أنتم قادرون، بمثل قدرتي. كونوا تلاميذي. لستم فردا ضعفيًا خائفا بل جماعة مؤمنة قوية بعضها ببعض.
أرسل إلينا روحك القدس ليرافقنا ويلهمنا ويبين لنا الطريق، فنكون تلاميذ لك، فنكون أبناء لأبينا الذي في السماء، ونكون إخوة لكل إخوتنا المؤمنين، ونكون إخوة لكل إخوتنا في المجتمع، الإخوة في إيماننا، والإخوة في قوميتنا، والإخوة في كل قومية. كل الناس أبناؤك وكلنا إخوة. اللهم ارحمنا. قل لنا: لا تخافوا، إني غلبت العالم. أعطنا أن نغلب أنفسنا، وضيق محبتنا، لنكون ما نحن وما تريدنا أن نكون بقوة محبتك، أبناءك وإخوة لكل الناس، مستقرين في هوينا الكاملة الإنسانية والمؤمنة. آمين