في دمشق فجروهم لأنهم مسيحيين

الكاتب : بكر جبر زعبي – صحفي واعلامي - الناصرة

لا أحب أن أقول هذا لكن بالله عليكم، هل توقعتم واقعًا أفضل من هذا لسوريا بعد سيطرة نظام القاعدة عليها؟ تخيل أن تجلب دولة، وتسلمها بمؤسساتها وكل ما فيها لتنظيم القاعدة .. في أفغانستان لم يتحمل الغرب مجرد وجود القاعدة في الجبال النائية، في سوريا، في أرض العرب، أرض التجارب حيث الدماء رخيصة، سلموها دولة.

في دمشق فجروهم لأنهم مسيحيين

ما الذي تتوقعه للأقليات الدينية، الذين بنظر القاعدة كُفار يجب قتلهم، أو في أحسن الأحوال تدفيعهم الجزية.

ما الذي تتوقعه لأصحاب الفكر المختلف عنهم؟

في دمشق فجروهم لأنهم مسيحيين، قبل ذلك قام أتباع الجولاني بالتجول في أحياء مسيحية مع مكبرات صوت تدعوهم لدخول دين القاعدة، وأقول دين القاعدة وليس الاسلام.

وفي الساحل ما زالت عمليات اختطاف العلويات مستمرة، بعد مجازر وحشية قام بها عناصر الجولاني بحقهم.

الذي اكتفى بالرد، "أعمال فردية".

في الصور، صورة لسوق الحميدية الشهير والعريق، منطقة قريبة من الكنيسة التي فجروها، شاهدوا أعلام داعش والنصرة وغيرها من الفصائل، عندما تتحول هذه الفصائل الى شرعية، وإلى مكون أساسي من النظام، لن يختفي عناصرها ولا يتبخروا ولن يصبحوا متسامحين وحمامات سلام، حتى لو ادعوا ذلك، غريزتهم ستقودهم إلى ما يعرفونه وما يؤمنون به، الإرهاب.

المضحك، أن معظم مؤيدي الثورة السورية، وحتى قبل سقوط الأسد بأيام، كانوا يدافعون عنها، بأنها ثورة سوريين وأن الجولاني والبغدادي ومن معهم عبارة عن ارهابيين سرقوا الثورة ودمروها، ثم وبلحظة، كل هؤلاء، وبعضهم من المثقفين، احتفلوا بصعود الجولاني، وبدأوا يتحدثون عنه باسمه الجديد ويدافعون عنه.

داعش، بشكل مباشر، طرد المسيحيين من الموصل، وذبح الأيزيديين وقبلهم الشيعة وغيرهم .. الجولاني، مدير "فرع داعش" في سوريا، وزعيم القاعدة في سوريا لاحقا، يشارك البغدادي بنفس الفكر والمعتقدات، وتغيير الجلد لا يغيّر الأفعى، هو كذلك، أو الاحتمال الآخر، أنه زُرع هناك من البداية ليقوم بهذا الدور ويستمر الآن بتنفيذ المهمة، وهذه لا تقل خطورة، لأن تحته آلاف الدواعش.

هل تستوعبون أن الجولاني وبأوامر أمريكية حول عشرات الآلاف من الدواعش الأجانب، إلى جنود في الجيش السوري الجديد؟

اذا كان النظام، يحكمه زعيم تنظيم القاعدة وداعش سابقًا

الجنود، هم عناصر تنظيم القاعدة وداعش سابقًا

ما الذي ننتظره؟

وهذا دون أن أتحدث عن الغزل مع اسرائيل وتسليمها الجنوب السوري وطرد الفصائل الفلسطينية رغم استمرار اسرائيل بقصفه متى أرادت، ودون الحديث عن التملق للأمريكي وتجاهل ما يحصل في غزة والوقوف في هذه الحرب الأخيرة علنًا مع اسرائيل.

ستُشفى سوريا

ستُشفى وتبصقهم