دعوة الرسل الأولين - مرقس ١: ١٤-٢٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
١٤ وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول: ١٥ تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة. ١٦ وكانَ يسوعُ سائرًا على شاطِئِ بَحرِ الجَليل، فرأَى سِمعانَ وأَخاهُ أَندَراوس يُلقِيانِ الشَّبَكَةَ في البَحر، ِلأَنَّهما كانا صَيَّادَيْن. ١٧ فقالَ لَهما: اِتبَعاني أَجعَلْكما صَيادَي بَشَر.١٨ فتَركا الشِّباكَ لِوَقتِهما وتَبِعاه. ١٩ وتَقَدَّمَ قَليلًا فَرأَى يَعقوبَ بْنَ زَبَدى وأَخاهُ يوحَنَّا، وهُما أَيضًا في السَّفينَةِ يُصلِحانِ الشِّباك. ٢٠ فدَعاهُما لِوَقتِه فتَركا أَباهُما زَبَدى في السَّفينَةِ معَ الأُجَراءِ وتَبِعاه.
الحرب. اليوم ١٠٦
"الرَّبُّ راعِيَّ فما مِن شيَءٍ يُعوِزني" (مزمور ٢٣: ١). يا رب، أنت رجاؤنا، عليك اتكالنا. أنت ترى الوضع الصعب الذي نحن فيه. أنت راعينا. وترى أنه ينقصنا شيء كثير، السلام ينقصنا. وأنت وحدك تقدر أن تمنح السلام لأرضك المقدسة. يا رب، زدنا إيمانًا، ليكن كل واحد منا قويًّا بك، فيشدِّد أخاه في هذه الأيام الصعبة. "الرَّبُّ راعِيَّ فما مِن شيَءٍ يُعوِزني". يا رب، الحرب طالت، والناس قلوبهم قاسية. أنت ملجأنا الوحيد. هلم بنورك ومحبتك إلى غزة. املأ قلوب قادة الحرب بنورك وبمحبتك. أعطهم أن يروك، أن يروا نورك وحقك، فيوقفوا الموت. يا رب، ارحم.
انجيل اليوم
هذا الأحد الثالث من السنة في تقويم الليتورجيا. والإنجيل: دعوة الرسل الأولين.
"وكانَ يسوعُ سائرًا على شاطِئِ بَحرِ الجَليل، فرأَى سِمعانَ وأَخاهُ أَندَراوس يُلقِيانِ الشَّبَكَةَ في البَحر، ِلأَنَّهما كانا صَيَّادَيْن. فقالَ لَهما: اِتبَعاني أَجعَلْكما صَيادَي بَشَر. فتَركا الشِّباكَ لِوَقتِهما وتَبِعاه. وتَقَدَّمَ قَليلًا فَرأَى يَعقوبَ بْنَ زَبَدى وأَخاهُ يوحَنَّا، وهُما أَيضًا في السَّفينَةِ يُصلِحانِ الشِّباك. فدَعاهُما لِوَقتِه فتَركا أَباهُما زَبَدى في السَّفينَةِ معَ الأُجَراءِ وتَبِعاه" (١٦-٢٠).
" اِتبَعاني". لكن، من أنت، يا رب؟
نحن نسأل حتى اليوم. الرسل لم يسألوا. لم يكونوا يعرفون يسوع. كان سائرًا على شاطئ البحيرة. وكانوا يرونه للمرة الأولى. ومع ذلك، لما دعاهما تبعاه.
عندما يظهر الله نفسه، وعندما يكون القلب نقيًّا، فإنه يرى الله، وإذا دعا فإنَّا نتبعه.
الله دعانا. وتبعناه. لكن، فيما بعد، قد يمكن أننا لم نترك كل شيء. الأمور الكبرى، المهنة، والصيد، والعائلة، كل هذا، نعم، تركناه، لكنْ ثِقَلُ نفسنا على نفسنا، لم نتركه. بقي الكثير من زوائد ذاتنا فينا، بقي فينا كثير من قيود الأرض. لسنا أحرارًا. قلبنا لم يتسع ولم يكبر بما فيه الكفاية ليتسع للأرض والسماء. ما زال فينا زوائد كثيرة من الأرض، وهي عوائق دون السماء.
دعا يسوع الرسل ليكملوا عمله على الأرض، ليكملوا سِرَّه، ليعرِّفُوا الناس به، ويعلِّموا الناس وصيته الأولى والواحدة: المحبة، محبة الله والإنسان. حياة إنسان دعاه الله هي هذا فقط: التعريف بيسوع وبمحبته. ولكن، كم وكم من الأمور الأخرى تملأ حياتنا؟ لنفحص ضميرنا. هل فيَّ قلب نقيّ يرى الله فقط؟ أم فيه قيود كثيرة؟ وكثير من أمور الأرض؟
"وكانَ يسوعُ سائرًا على شاطِئِ بَحرِ الجَليل، فرأَى سِمعانَ وأَخاهُ أَندَراوس يُلقِيانِ الشَّبَكَةَ في البَحر، ِلأَنَّهما كانا صَيَّادَيْن. فقالَ لَهما: اِتبَعاني أَجعَلْكما صَيادَي بَشَر". الله يمر بحياتنا، في كل لحظة، في كل ثنايا حياتنا، في مدننا وقرانا، وفي رعايانا وأديرتنا، وفي بيوتنا وعائلاتنا، ويقول لنا: اتبعني. أنا الطريق والحق والحياة. اتبعني، لا تنس أني أحببتك، ودعوتك وأرسلتك. كن واعيًا لما أنت.
"أَجعَلْكما صَيادَي بَشَر". قد يكون لكم خطط في حياتكم البشرية ومشاريع ونجاحات. أنتم ترون ما هو تاريخ البشرية عندما ترفض النور. اتبعوني، أصيركم أبناء النور، وعمَّالا أفضل لخدمة الأرض، التي خلقتها لتكون معبرًا إلى الأبدية. اتبعوني لكي تعرفوني، ولكي تفيضوا محبتي في الأرض كلها وفي كل شؤونها، حتى في حروبها: كذلك تبنون أرضًا لا تُنبِتُ شوكًا وحروبًا، بل تمنح الحياة فقط. فقط الحياة المحررة من شر الإنسان.
ربي يسوع المسيح، دعوتني. وتبعتك. لكن أنت وحدك تقدر أن تجعلني قادرًا لأن أتبعك، وأتمم الرسالة التي أرسلتني لها. ربي، أنت دعوتني، خذ بيدي، ساعدني لأن أتبعك. آمين.
الأحد ٢١/١/ ٢٠٢٣ الأحد الثالث من السنة/ي