اللعنات على الفريسيين والكتبة - القراءة الأولى: ٢ تسالونيقي ١: ١-٥ و١١-١٢
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١مِن بولُسَ وسِلْوانُسَ وطيموتاوُس إِلى كَنيسةِ أَهْلِ تَسالونيقيَ الَّتي في اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح. ٢علَيكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ الآب والرَّبِّ يسوعَ المسيح. ٣علَينا أَن نَشكُرَ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم، أَيُّها الإِخوَة. وهٰذا حَقٌّ لِأَنَّ إِيمانَكم يَنْمو نُمُوًّا شَديدًا ومَحبَّةَ كُلٍّ مِنكم جَميعًا لِلآخَرينَ تَزدادُ بَينَكم، ٤حتَّى بِتْنا أَنْفُسُنا نَفتَخِرُ بِكُم في كَنائِسِ الله لِما أَنتُم علَيه مِنَ الثَّباتِ والإِيمانِ في جَميعِ ما تَحتَمِلونَ مِنَ الِاضْطِهاداتِ والشَّدائِد. ٥وفي ذٰلِك دَليلٌ على قَضاءِ اللهِ العادِل لِتُؤَهَّلوا لِمَلَكوتِ اللهِ الَّذي في سَبيلِه تَتأَلَّمون. ١١لِذٰلِك نُصلِّي مِن أَجلِكم دائِمًا، عَسى أَن يَجعَلَكم إِلٰهُنا أَهْلًا لِدَعوتِه وأَن يُتِمَّ بِقُدرَتِه كُلَّ رَغبَةٍ في الصَّلاحِ وكُلَّ نَشاطِ إِيمان، ١٢لِيُمَجَّدَ فيكمُ اسمُ رَبِّنا يسوع، وتُمجَّدوا أَنتُم فيه، وَفْقًا لِنِعمَةِ إِلٰهِنا والرَّبِّ يسوعَ المسيح.

الحرب. اليوم ٣٢٦
"لَيلَ نَهار في وَسَطِها الإِثْمُ والشَّقاء. الدَّمارُ في داخِلِها، والظُّلْمُ والمــَكرُ لا يَبرَحانِ ساحَتَها" (مزمور ٥٥: ١١-١٢).
ارحمنا، يا رب. ليلَ نهار، في الداخل وفي الخارج، وفي كل مكان، الحرب والموت، والدمار، والمهجَّرون على الطرقات. الموت في كل مكان. الناس لا يعرفون أنفسهم ولا بعضهم بعضًا. الناس لم يعودوا يعرفونك، يا رب. لا يعرفون إخوتهم. القاتلون هل هم إخوة حتى الآن؟ أنت وحدك، يا رب، تعلم هل بقي حياة في غزة، أم صار الموت وحده يسكنها. إنك ترى يا رب، شر الإنسان والمعتدين على الإنسان، وتسمع أصوات المعذَّبين. غزة غابة من الصلبان، والقبور... وجموع المهجّرين تسير نحو القبور. ارحمنا يا رب، انظر وخلص أبناءك. ارحم، يا رب.
إنجيل اليوم
إنجيل اليوم يتابع إنجيل اللعنات على الفريسيين والكتبة المرائين. نتركه ونتأمل في القراءة الأولى، من رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي.
"مِن بولُسَ وسِلْوانُسَ وطيموتاوُس إِلى كَنيسةِ أَهْلِ تَسالونيقيَ الَّتي في اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح. علَيكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ الآب والرَّبِّ يسوعَ المسيح" (١-٢).
بولس ورفيقاه في الرسالة يحيُّون كنيسة تسالونيقي " الَّتي في اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح". جماعة تسالونيقي، صغيرة، ناشئة حديثًا، لكنها كنيسة، في الله وفي يسوع المسيح. لا يهم العدد، الكبير أو الصغير، الله وحده هو الكبير، ومع الله نصير كبارًا، نصير كنيسة. الرعية، هذه أو تلك، "الَّتي في اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح"، هل أقدر أن أحيِّي بالكلمات نفسها رعيتي، كنيسة الله وربنا يسوع المسيح؟ هل أنا، كاهن الرعية، والمؤمنين، هل نحن كنيسة يسوع المسيح؟ هل نحن حقًّا مع لله ويسوع المسيح ومحبته؟ أم نحن رعية، أعني نشاطات ومظاهر بشرية كثيرة تخفي ما نحن، تخفي الجوهر، أننا كنيسة الله؟
نحن كنيسة الله ويسوع المسيح: هذا ما نحن، هذا مكاننا وهذا زماننا: الله ويسوع المسيح. كل تاريخنا البشري، كل واقعنا البشري، يجب أن يُنقَّى، ويسمو بما نحن، أننا كنيسة الله وربنا يسوع المسيح.
"علَينا أَن نَشكُرَ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم، أَيُّها الإِخوَة. وهٰذا حَقٌّ لِأَنَّ إِيمانَكم يَنْمو نُمُوًّا شَديدًا ومَحبَّةَ كُلٍّ مِنكم جَميعًا لِلآخَرينَ تَزدادُ بَينَكم، ٤حتَّى بِتْنا أَنْفُسُنا نَفتَخِرُ بِكُم في كَنائِسِ الله لِما أَنتُم علَيه مِنَ الثَّباتِ والإِيمانِ في جَميعِ ما تَحتَمِلونَ مِنَ الِاضْطِهاداتِ والشَّدائِد" (٣-٤).
كنيسة تؤمن، تدرك واعية ما هي، كنيسة الله وربنا يسوع المسيح. " لِأَنَّ إِيمانَكم يَنْمو نُمُوًّا شَديدًا ومَحبَّةَ كُلٍّ مِنكم جَميعًا لِلآخَرينَ تَزدادُ بَينَكم". هذه هي حقيقة الكنيسة، الرعية، تؤمن وتحب. تؤمن بالله وبربنا يسوع المسيح، والإخوة يحبون بعضهم بعضًا. ليس المطلوب الكثير من النشاطات. بل نحصر كل شيء في هذا: الإيمان والمحبة. مع يسوع المخلص، ومع الإخوة والأخوات، حتى بذل الحياة من أجل الإخوة.
رعية تحيا، تؤمن وتحب. مسيحي يحيا، يؤمن ويحب.
"وفي ذٰلِك دَليلٌ على قَضاءِ اللهِ العادِل لِتُؤَهَّلوا لِمَلَكوتِ اللهِ الَّذي في سَبيلِه تَتأَلَّمون" (٥).
يسوع تألم. وكل حياة بشرية فيها آلام. لكنّا، بقدرة يسوع، نقدِّس الألم، ونجعله فداء. الألم جزء من كنيسة الله، الآلام الكبيرة والصغيرة، وويلات الحروب والكوارث... نستقبل الصليب مثل يسوع المسيح. أوقات صعبة. لا تطاق. مثل الحرب عندنا. الله ملجأنا وسندنا. ومع يسوع المسيح " نصير بها أهلًا لِمَلَكوتِ اللهِ الَّذي في سَبيلِه نتأَلَّم".
"لِذٰلِك نُصلِّي مِن أَجلِكم دائِمًا، عَسى أَن يَجعَلَكم إِلٰهُنا أَهْلًا لِدَعوتِه وأَن يُتِمَّ بِقُدرَتِه كُلَّ رَغبَةٍ في الصَّلاحِ وكُلَّ نَشاطِ إِيمان، ١٢لِيُمَجَّدَ فيكمُ اسمُ رَبِّنا يسوع، وتُمجَّدوا أَنتُم فيه، وَفْقًا لِنِعمَةِ إِلٰهِنا والرَّبِّ يسوعَ المسيح" (١١-١٢).
" نُصلِّي مِن أَجلِكم دائِمًا"، نصلي بعضنا لبعض في كل وقت، حتى نبقى كنيسة الله وربنا يسوع المسيح. بقدرة الله نستطيع ما لا نستطيع. نستطيع أن نمجد الله. ونستطيع أن " نُتِمَّ بِقُدرَتِه كُلَّ رَغبَةٍ في الصَّلاحِ"، نستطيع أن نؤمن وأن نحب.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أعلم أني عضو في الكنيسة التي هي أنت والله الآب، ونجّ المؤمنين جميعًا. أعطنا أن نعرف كيف نحيا في الصعاب وفي حروبنا في هذا العالم، وأن نسهم في شفاء أرضنا، معك حاضرًا بيننا. آمين.
الأربعاء ٢٨/٨/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٢١ من السنة/ب