في ذكرى وفاة الأديب المربّي الصديق الأستاذ حنّا أبو حنّا
الكاتب : د. محمود أبو فنة – مرب ومفتش مدارس متقاعد وكاتب من كفر قرع
قبل ثلاث سنوات وفي تاريخ 2.2.2022 لبّى الصديق الأستاذ حنّا نداء الحقّ، بعد عمر مديد متوّجٍ بالعطاء الوافر والانتماء الراسخ والوفاء الصادق.

كان المرحوم نبعُا فيّاضًا يتدفّق بعطائه المميّز: في الإبداع الأدبيّ بشتّى الألوان من شعر وقصّة وسيرة ودراسات وبحوث، وأدب أطفال، وفي مجال التربية والتعليم كمعلّم ومحاضر مخلص ومجدّد وقدير، وكرجل إدارة للكليّة العربيّة الأرثوذكسيّة التي حوّلها لمؤسسة ناجحة مشعّة تستقطبُ أبناءنا من جميع بلدات هذا الوطن.
عُرِف المرحومُ بسعة ثقافته وغزارة إنتاجه الأدبيّ، وذائقته الأدبيّة الرفيعة، وبسداد رأيه وحكمته، وأذكر مساهمته الكبيرة عندما شاركنا في إعداد مناهج الأدب العربيّ والأدب العالميّ لطلابنا، وبصورة خاصّة دوره البارز في:
- إدراج الأعمال الأدبيّة للأدباء الفلسطينيّين في مناهج الأدب العربيّ للمرحلتين: الإعداديّة والثانويّة، لتعزيز الانتماء للوطن وللهويّة الوطنيّة والقوميّة.
- إدراج أعمال أدبيّة من الأدب العالميّ لتوسيع الآفاق وتعميق المقارنة والتذوّق الأدبيّ، والانفتاح على العالم الرحب.
- إدخال موضوع القراءة والمطالعة الحرّة والموجّهة في المناهج لتذويت المطالعة وترسيخها لتصبح عادة راسخة متأصّلة - كما قال المرحوم - لدى أبنائنا.
- دعوته للتّعامل مع النصوص الأدبيّة ببعديها: بُعد المضمون والقيم وبُعد النواحي الفنيّة الجماليّة والأسلوبيّة.
- إدراج أعمال أدبيّة من إنتاجه للمناهج شملت قصائد وكتبًا وعلى رأسها سيرته الرائعة: "ظلّ الغيمة" السيرة التي أعجبت طلابنا وبهرتهم فاختاروها كأفضل كتاب في مشروع: "مسيرة الكتاب".
- إثراء مكتبة الأطفال بمؤلّفاته الجميلة المشوّقة للقرّاء الصغار الواعدين، وكم تمتّع أحفادي بقراءة تلك المؤلّفات (أذكر حفيدتي ناي وإعجابها بكتاب: "الجوقة").
كان الصديق حنّا أبو حنّا أبو الأمين صاحب رسالة وطنيّة وقوميّة وإنسانيّة، وجسّد تلك الرسالة بما خلّف لنا من عصارة فكره وإبداعه، وما قدّم من أعمال جليلة، وما تحلّى به من خصال حميدة كالتواضع والوفاء والمثابرة والتضحيّة وروح الدعابة، كلّ ذلك جعله يتربّع على قلوبنا حتّى استحقّ بجدارة أن يُطلق عليه زيتونة هذا الوطن!
أهيب بالمعلّمين والطلّاب وبجماهيرنا العريضة إحياء ذكراه وتخليدها بالعودة لمؤلّفاته ونشرها وتعميمها وقراءتها بعمق، والقيام بالفعاليّات والمشاريع الّتي تليق بإبداعه الأدبيّ وعطائه في مجال التربية والتعليم.