كلمة في وداع قدس الأرشمندريت ماهر عبود

الكاتب : الدكتور عاطف أنيس عبود – طبيب وباحث - شفاعمرو

مع المسيح ذاك أفضل (فيليبي 23:1) فإن حيينا فللرَّبِّ نحيا، وإن مُتنا فللرَّبِ نموت. فَسَواءٌ إن حيينا وإن متنا فللرّب نحن (رومية 8:14).

كلمة في وداع قدس الأرشمندريت ماهر عبود

الموت حقٌّ لكن الفراق صعب. نعم صعب فراق عزيز ورفيق

طفولة وصبا. رفيق العمر. وبقيت ذاك الإنسان الوفيّ الصّادق،

حتّى آخر لحظة في هذه الحياة الفانية.

أبونا ماهر كنت خير مثالٍ في خدمة الله، انضباطًا وخُشوعًا

ووقارًا، مُستحقًّا للدّعوة. فكنت الرّاعي الصّالح في كلِّ الرّعايا الّتي خدمتها. وكنت مكتفيًا بمحبّة الرّب.

كنت إنسانًا على خُلق عظيم. حسن السّيرة والأدب والسُّمعة. طيِّب المعشر. تفانيت بالعمل الرّعويّ. زرعت، بل غَرَسْتَ الإيمان المسيحيّ في تلامذتك. وهم كُثّرٌ، وأنشأت أجيالا تعرفُ الكتاب المقدّس. وتعيش مسيحيتها. فالله محبة.

واجهت المرض بإيمان راسخٍ وبقوّة. تحمّلت الآلام بصمتٍ.

أوجاعك الكثيرة صَقَلت إنسانيتك، وكانت لك منَبِّهًا، بضعف

الإنسان. فَغَدَت نفسك رهيفةً حسّاسة، مُظهرًا شكرك لله.

لم يرحل من ترك لنا رائحة المسيح الذّكيّة، وفكرًا روحيًّا يشعُّ

بروح الإنجيل. لن نعود نراك في الجسد بعد اليوم. فقد عادت

روحك إلى باريها، وها هي في لقاء مع العريس السّماوي، الّذي كرّستّ له حياتك.

نم قرير العين وارقُد بسلام.

الرب أعطى الرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا إلى الابد (أيوب 1: 21)