قرية ‘خربة الزبابدة‘ وما بقي منها للأسف الشديد

القيامة- لا يتوقف ولا يكل الأب رائد أبو ساحلية، عن متابعة كل شجرة زيتون وخربة في وطننا، وتتبع أي معلومة جديدة في هذا المضمار، وفي الأسبوع الأخير اكتشف أن هناك خربة تدعى "خربة الزبابدة"، فما هي قصتها؟

قرية ‘خربة الزبابدة‘ وما بقي منها للأسف الشديد

يقول الأب رائد: بما أني من الزبابدة قضاء جنين، استغربت بأنه توجد قرية باسم "خربة الزبابدة" في قضاء طولكرم، ولكن من جهة البحر، فكان لا بدّ من زيارتها. وبالفعل فقد توقفت بعد عدة كيلومترات الى الجنوب من مدينة نتانيا واذ بي أجد بواقي بيوت القرية ومغارة وبعض أشجار الزيتون، والكثير من اشجار الخروب والكينا والسريس خاصة حول ما يسمى بمجرى وادي الفالق، الذي كان فيه مياه كثيرة جف معظمها.

القرية قبل النكبة - من كتاب "كي لا ننسى" للدكتور وليد الخالدي

كانت القرية تنهض على تل قليل الارتفاع يبعد كيلومتر واحد عن شاطئ البحر. وكانت تشرف على حوض وادي الفالق شمالاً وشرقا على قناة اصطناعية تجري من الشمال الى الجنوب لتجفيف المستنقعات المجاورة وكانت كثبان الرمل تحدها من الغرب وتمتد بينها وبين البحر. وكانت طريق فرعية تربط خربة الزبابدة ببلدة قلقيلية في الجنوب الشرقي، صنفت القرية مزرعة في (معجم فلسطين الجغرافي المفهرس)، وكان يقيم فيها قوم من قبيلة النصيرات استوطنوا المنطقة في زمن غير معروف في أواخر القرن التاسع عشر، وصنف خربة الزبابدة بأنها قرية متوسط الحجم عند الطرف الجنوبي لسهل زراعي وفي 1944\1945 كان ما مجموعه 344 دونما من الأرض مخصصا للحمضيات والموز و3839 دونما للحبوب و215 دونما مرويا للبساتين.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقياً

كانت القرية في ناحية تركزت الهجمات الصهيونية عليها في الأسابيع الأولى من الحرب. وكان الشريط الساحلي الممتد شمالي تل أبيب، منطقة تزدحم بالمستعمرات اليهودية فعد من الضروري جداً (تطهيرها) من سكانها العرب قبل حلول 15 أيار \ مايو 1948، ولاقت القرية في أرجح الظن نظير ما لاقته قرية تبصر المجاورة، إذا طردت الهاغاناه السكان الباقين في 3 نيسان.

ماذا تبقى من القرية اليوم ؟

الموقع مهجور وتغلب فيه النباتات البرية والأشجار، ولم يبق من منازل القرية الا أربعة سليمة تماما: ثلاثة منها مبنية بالطوب المتماسك بالاسمنت، وواحد مبني بالحجارة البركانية الصلبة، وتبدو الدعائم الحديدية ناتئة من الركام الحجري الباقي من خمسة منازل مدمرة. وقد أنشئ منتزه تابع لكيبوتس يكوم على حافة بركة طبيعية.

تقوم مستعمرة يكوم (135184) التي أنشئت في سنة 1947 ومستعمرة غاغش (133183) التي أنشئت سنة في 1951 على أراضي القرية.

  • الصور بلطف من صفحة الأب رائد أبو ساحلية