عيسى قسيسية (بابا نويل المقدسي) في حوار مع "هآرتس": إذا تحقق السلام في القدس فانه يتحقق في كل العالم

قام الشاب المقدسي والناشط الرياضي المعروف، عيسى قسيسية باطلاق مبادرة هادفة الى ادخال الفرح الى نفوس أطفالنا بمناسبة الأعياد الميلادية المجيدة، حيث لبس ثوب بابا نويل وذهب الى كثير من الكنائس والرعايا والملاجىء، لكي يدخل الفرح الى نفوس أطفالنا في الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، كما انه فتح غرفة في منزله في البلدة القديمة من القدس لكي يستقبل الأطفال ويقدم لهم هدايا العيد .

عيسى قسيسية (بابا نويل المقدسي) في حوار مع "هآرتس": إذا تحقق السلام في القدس فانه يتحقق في كل العالم

أجرى ملحق صحيفة "هآرتس" لقاء مع قسيسية عشية سفره إلى اليونان، نشر يوم الجمعة الماضي 3/11/2023، ويقوم موقع "القيامة" بنشر اللقاء بعد ترجمته للعربية.  

س: كيف تحولت إلى سانتا كلوز القدس؟

قسيسية: ابتدأ الأمر قبل 15 عاما. في أحد الأيام لبست بذلة بابا نويل، التي كان يرتديها والدي، من أجل المتعة وتجولت أمام بوابة يافا. حد الأيام اأح وعندها فوجئت بأن الأولاد ينظرون إلي بعيون مشرقة، مما أسعدني. بعد ذلك بسنة جاء الي الأولاد وسألوني فيما اذا سأكون سانتا في هذا العام أيضا، وأجبتهم نعم لم لا. ورويدا رويدا تبلورت الفكرة عندي بأن آتي الى القدس على جمل، كما كان في الماضي البعيد. وهكذا انتشرت الفكرة في كل العالم بأن سانتا كلوز يأتي على جمل في الأراضي المقدسة. بعدها بعام واحد دعوني للقاء في مدرسة لشيوخ العيد في الولايات المتحدة.

س: ماذا اكتسبت من ذلك وهل تحول نشاطك إلى عمل مهني؟

قسيسية: بالتأكيد. سافرت عام 2016 الى هناك، وكان ذلك الاستكمال الأول لي، ومن يومها جمعت عدة شهادات. كنا 500 شيخ عيد من كل العالم. هناك يعلموننا الكثير من الأشياء، كيف نتعامل مع الأولاد، كيف نتعود الصبر، كيف تهتم بمظهرك وثيابك، كيف تكون مهنيا، كيف تعمل احتفالا. وعندما عدت إلى القدس سألت نفسي، كيف لا يكون هنا في القدس مركز العالم بيتا لشيخ العيد؟ وعملت على تنفيذ المشروع، وبعد 3 أشهر أحضرت كل ما تعلمته إلى بيتي عن الميلاد وشيخ العيد وبات الناس يحضرون إليّ. وعندما عدت للولايات المتحدة عام 2017 اكتشفوا بأني شيخ العيد الوحيد في العالم المتعلم ليس في البد فحسب بل في كل الشرق الأوسط. كنت في فنلندا وصورت شيخ العيد قادما من القطب الشمالي على جمل. أحاول ألا أفكر بما يجري حاليا، لأن الأولاد لا يدركون ما يحدث. علينا عرض الفرح للأولاد، هدوء وسلام. الأولاد يرونني في الطريق ويسألونني: بابا نويل، هل ستأتي رغم الحرب؟ وأجيبهم بلى، وعلينا الصلاة وسأعمل جهدي للقدوم.

س: وماذا سيحدث في ظل الحرب؟

قسيسية: لا أدري ماذا سيحدث، لكني أستعد كالمعتاد لأني لا أريد أن أخيب آمال الأولاد. في فترة الكورونا كان صعبا بالنسبة لي، حيث أراد الأولاد معانقتي ولم يكن ذلك بالإمكان. والآن حتى لو استمرت الحرب، فاني سأتجول وأوزع الحلويات والهدايا على الأولاد. ويصل عندي الى البيت من كل الديانات يهود، مسلمون ومسيحيون. نحن نؤمن بسحر عيد الميلاد، ونتمنى أن يجلب السلام. القدس بنظري ليس ففقط أنها المدينة المقدسة فحسب، بل هي مركز العالم. واذا تحقق السلام في القدس فانه يتحقق في كل العالم. يجب أن نناضل من أجل السلام، من أجل الحب، ومنح الأولاد رسالة إيجابية ينشأون عليها.

س: متى يحل موسم العمل لديك، وما هو أهم عمل بالنسبة لك؟

قسيسية: أنا أعمل طوال شهر كانون الأول، وفي كانون الثاني نحتفل بالميلاد لدى الكنائس الشرقية. والآن أنا مسافر الى اليونان لأحضر الهدايا والحلويات. هنا المحال مغلقة. وحياتي هي الجهد من أجل الفرح. وعندما يرى الأهل أولادهم مسرورين فانهم هم أيضا يكونون مسرورين. ليت هناك اشخاصا يشبهون شيخ العيد، يعملون على نشر البهجة والسرور، عندها سيكون العالم أجمل.

س: ماذا يعمل شيخ العيد بعد عيد الميلاد؟

قسيسية: يرتاح. ويستعد للسنة القادمة. أي يأخذ استراحة لشهر لأن الصحة هامة جدا، وبعدها التفكير باقتراحات جديدة للعام المقبل.

س: هل يعرف الأولاد أنك أنت بدون البذلة؟

قسيسية: عندما نتعلم في مدرسة الشيوخ، فاننا ننادي بعض يا ابن العم. والأولاد ينادون علي مساعد شيخ العيد ويسألون أحيانا اذا كان شيخ العيد حقيقيا. في السنة الماضية كفّ 30 طفلا عن مص الاصبع لدى النوم لأن بابا نويل يراهم، وهذا الأمر جعلني فخورا.

س: هل أنت من سكان القدس الدائمين؟

قسيسية: نعم، عائلتي تقيم في القدس منذ 1200 سنة. نحن العائلة المسيحية الأولى في القدس. بيتي عمره 700 سنة.

الصور بلطف عن صفحة المطران عطالله حنا.