بيليه .. جوهرة برازيلية لن تتكرر .. رحل الملك الذي تصدى للعنصرية وحمل ثلاثة كؤوس عالمية

الكاتب : موقع "الأقباط متحدون" - مصر

غيب الموت " بيليه" نجم منتخب البرازيل السابق والمُلقب بـ"الجوهرة السوداء"، عن عمر يناهز 82 عاما، بعد معاناة مع مرض السرطان. وكان عانى الراحل التهاب رئوي، وخضع لإعادة تقييم العلاج الكيميائي لسرطان القولون، وخيم الحزن على نجوم ومشجعي لعبة كرة القدم، لرحيل الجوهرة السوداء، فبرحيله رحلت معه حقبة تاريخية في كرة القدم.

بيليه .. جوهرة برازيلية لن تتكرر .. رحل الملك الذي تصدى للعنصرية وحمل ثلاثة كؤوس عالمية

رحلت الجوهرة لكن الذكرى باقية، فصول رواية الساحر وصلت لسطرها الأخير أضناه المرض ونال منه العمر وحبر وصف الانجازات غدا الى دموعا والم. رحل من أمتعنا يافعا وشابا ورجلا، رحل من حمل ٣ كؤوس عالمية تاريخية، وتوج ملكا بتكليل مسيرته بسبع كرات ذهبية. رحلت الأسطورة بعد 82 عاما ربيعا، نعم لم تطأ أقدامه ملاعب القارة الأوروبية، لكن التاريخ سجل له أرقاما وبطولات. لعب باسلوب "الجينجا" الذي أحب، وحول شغف بلاد السامبا ومنتخب "السيليساو"، من فكرة تحارب العنصرية لواقع فرض نفسه سيدا على منتخبات العالم. وتكنيك الجينجا، يعطي اللاعبين البرازيليين مزيدا من السرعة خلال المباريات، ويمكنهم من اللعب بكيفية جميلة، والجينجا الروح المتأصلة في الحمض النووي للبرازيليين، حيث يقوم اللاعب بتثبيت قدم واحدة على الأرض، ويمارس المراوغة بالقدم الأخرى ليخدع الخصم.  

بيليه هو من منحنا فرجة كروية ساحرة أعواما وأعوام، حقق لقبا تاريخيا بحمله أول كأس عالمية غالية عام ٥٨ في السويد، وبعدها ما عرف الا طريقا واحدا نحو المجد الكروي مجد تلاه آخر، وبصمة لن تنساها ملاعب القارة اللاتينية وذكرى ستبقى محفورة في الذاكرة. نعم اليمة تلك اللحظات وقاسية تلك الذكريات لكن التاريخ وحده التاريخ من سيخلد ذكراه في سطوره بكلمات من ذهب. بيليه جوهرة برازيلية لا تكرر، بيليه موهبة سبقت عصرها وأمتعت جمهورها، ستفتقدك شوارع برازيليا وحارات ريو دي جانيرو وشواطئ كوباكابانا، وملاعب ساو باولو، وازقة سلفادور. شكرا بيليه، شكرا للملك ووداعا نحو مثواك الأخير.

وبيليه لاعب كرة قدم برازيلي محترف سابق لعب كمهاجم، ويُعتبر أحد أعظم اللاعبين في كل العصور، ويصنفه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الأعظم»، وكان من بين أكثر الشخصيات الرياضية نجاحًا وشعبية في القرن العشرين. في عام 1999، تم تسميته رياضي القرن من قبل اللجنة الأولمبية الدولية وتم إدراجه في قائمة التايمز لأهم 100 شخصية في القرن العشرين. في عام 2000، تم التصويت على بيليه كأفضل لاعب في العالم من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاء كرة القدم  (IFFHS)وكان أحد الفائزين المشتركين بجائزة لاعب القرن من فيفا.

تم الاعتراف بـ1،279 هدفًا في 1363 مباراة لعبها، بما في ذلك المباريات الودية، كأرقام قياسية في موسوعة غينيس. كان بيليه معروفًا أيضًا بأنه لاعب عادل ومؤثر للغاية، وتميز بقيادته الكاريزمية وروحه الرياضية على أرض الملعب، يُنظر إلى احتضانه الدافئ لبوبي مور بعد مباراة البرازيل وإنجلترا في كأس العالم 1970 باعتباره تجسيدًا للروح الرياضية. حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الصورة استحوذت على الاحترام الذي يكنه لاعبان عظيمان لبعضهما البعض، اللمسات والنظرات، الروح الرياضية بينهما كلها في الصورة. لا شماتة، لا شماتة من بيليه. لا يأس، لا انهزامية من بوبي مور. اكتسب بيليه أيضًا سمعة طيبة لأنه غالبًا ما يكون لاعبًا حاسمًا لفرقه، بسبب ميله لتسجيل أهداف حاسمة في المباريات المهمة.