بلدية نهاريا تفتتح موقع أثري لكنيسة بيزنطية من القرن السادس أمام الزوار

القيامة- تم اليوم الثلاثاء 5 نيسان 2022، افتتاح الموقع الأثري المقدس في مدينة نهاريا وتحت رعاية البلدية ودائرة الآثار في وزارة السياحة، وهو عبارة عن كنيسة بيزنطية قديمة يعود تاريخها للفترة البيزنطية من القرن السادس الميلادي. وحضر حفل الافتتاح وفد عن "منتدى مرشدي السّياحة العرب" وممثل مجلس الكنائس الكاثوليكية، وديع أبو نصار وباحث الآثار د. كميل ساري.

بلدية نهاريا تفتتح موقع أثري لكنيسة بيزنطية من القرن السادس أمام الزوار

 

حفريات الكنيسة تم بتبرع ألماني سخي

موقع الكنيسة كانت تقوم عليه البلدة الفلسطينيّة حميمة، ويشمل الموقع فسيفساء جميلة جدا، تعكس غنى وعظمة الوجود المسيحي في تلك المنطقة منذ آلاف السنين. في عام 1964 لدى وضع الأساسات بهدف بناء ناد للشبيبة من قبل البلدية بجانب مدرسة كتسنلسون، ظهرت أرضية من فسيفساء فاخرة، بناء عليه تم تغطية المكان والحفاظ عليه حتى العام 1974 الذي بوشر فيه بالحفر في المكان بهدف إنقاذه ومعرفة ما يخبئه، قام بعملية الحفر عالم الاثار جرشون أدلشطاين، من فرع الاثار والمتاحف، وقامت بلدية بيلفلد من ألمانيا، المدينة التوأم مع نهاريا بتمويل مبنى كبيرا فوق الموقع للحفاظ على سلامة الآثار فيه. وفي العام 1988 وصل وفد متخصصين من مدينة بيلفلد قام باسترجاع قطع من أرض الكنيسة الفسيفسائية.

وتقديرا لدور المدينة الألمانية على دورها وتبرعها السخي للمشروع، قامت بلدية نهاريا باطلاق اسم المدينة بيلفلد على الشوارع المؤدية إلى الموقع مثل: "شارع بيلفلد" و"سبيل بيلفلد".

كنيسة رحبة فخمة تدل بقاياها على عظمتها وأهميتها

الكنيسة عبارة عن بازيليكا طولها 28م وعرضها 17.7م وبنيت في بداية القرن السادس ميلادي في ذروة الفترة البيزنطية.

في واجهة الحنية المركزية الأكبر بين الثلاث أقيمت منصة هيكل ترتفع بين 2-3 درجات.

رواق الكنيسة يتكون من قسمين يفصل بينهما صفان من أعمدة من الشايش وكل صف يتكون من 6 أعمدة. وفي أعلى العمدان حجر منقوش على شكل وردة كما جرت العادة في تلك الفترة. وفق ما أفاد به العاملون في الحفر، فان العمدان دعمت ألواحا من الخشب عليها أقيم معرضان عرضهما بعرض القاعة المركزية للكنيسة.

جدران الكنيسة بنيت من أحجار محلية محفورة، تغطت بغطاء سميك. ووفق تقدير الباحثين فان تلك الجدران احتوت على نوافذ، ويشهد على ذلك قطع الزجاج التي عثر عليها الباحثون والتي دلت على كونها تابعة للنوافذ.

أرضية الفسيفساء للكنيسة وضعت على أرضية أخرى تحتها. في واجهة المنصة الهيكل على ارض الفسيفساء أحيط قسم من الكنيسة بدرابزين. الفاصل بني من 12 لوح شايش، وكل لوح بارتفاع 0.6م وطوله تراوح بين 1.2 – 1.5م وباعد بين الألواح 10 أعمدة من الشايش.

تم تزيين الأعمدة والألواح بنقوش. نقشت على كل لوح كتابات باليونانية موجه بعضها للكاهن لاونتيس وأبناء عائلته لتبرعهم بالفواصل. وازدان لوحان بغزالين وجههما باتجاه المركز وبينهما صليب.

في المسطح المحاط طاولتان، وعلى أرجل الطاولتين نقشت صلبان. وفي احداها نقشت ثلاثة حروف يونانية IAP ويعتقد أنها تشير الى اسم بطريرك صور في عام 555م.

دلت الحفريات على تعرض الكنيسة للحرق المتعمد من قبل الفرس الساسانيين عام 614. وجاء الحريق على السقف الخشبي وأدى الى تحطم الثريات الثمينة والزينة من البرونز المعلقة بسلاسل، والشايش تحطم وتبعثر. وجاء الحريق على أرضية الكنيسة وشوه ألوانها وظهر في مناطق كثيرة مواد من الرصاص.

 واليوم وبعد الانتهاء من الحفريات وأعمال التنظيف تم افتتاح الكنيسة أمام الزوار، وتقع الكنيسة في: تل كتسنلسون، شارع أفير يعكوف (بجانب مدرسة كتسنلسون.  

والموقع متاح للزيارات بعد تنسيق مسبق، وبالامكان الاطلاع على ترتيبات الزيارة في موقع بلديّة نهريا.