المؤتمر الأول لأدب المرأة والإشكاليّة ما بين النِّسْوي والنسائي ينطلق بمبادرة ورعاية "الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيين - الكرمل 48" في بلدة معليا بالمشاركة مع المجلس المحلي والمكتبة العامة

اللجنة الإعلاميّة – كانت قرية معليا على ميعاد يوم السبت 11 آذار 2023، مع الأدب والفن، مع الثقافة والفكر، مع الرقيّ والحضارة حين استضافت مؤتمر "أدب المرأة والإشكالية بين النسوي والنسائي" على شرف يوم المرأة العالمي، والذي جاء بمبادرة الاتّحاد وبالشراكة مع المجلس المحلي في معليا والمكتبة العامة فيها، حيث توافد ظهيرة ذلك اليوم العشرات، فقد فاق عدد المشاركين المائة من الكاتبات والكتاب، الشاعرات والشعراء ومحبّي الأدب

المؤتمر الأول لأدب المرأة والإشكاليّة ما بين النِّسْوي والنسائي ينطلق بمبادرة ورعاية "الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيين - الكرمل 48" في بلدة معليا بالمشاركة مع المجلس المحلي والمكتبة العامة

من المثلث والساحل والكرمل والجليل، ومن طولكرم، من قرى ومدن الوطن إلى قاعة الأحلام في عروس الجليل الأعلى معليا، التي ازدانت شوارعها باليافطات ومحيط المكتبة العامة بالشعارات والرسومات، وانتشرت المتطوعات والمتطوعين كخلية نحل تساهم في التنظيم والاعداد ليخرج المؤتمر في أبهى حلّة وأجمل صورة، حيث سهر المسؤولون في معليا وأعضاء اللجنة التحضيرية من أعضاء الاتحاد وموظفي المجلس المحلي، على وضع اللمسات الأخيرة بغاية الأناقة وذروة العناية ليبلغ المؤتمر شاطئ الأمان.

الجلسة الأولى: تحيات وقراءات وبحث في مميزات واتجاهات الأدب النسوي

اشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات، جاءت الجلسة الأولى بعنوان "خصائص ونظريات"، وفي بدايتها ألقيت كلمات ترحيبية قصيرة افتتحتها عريفة الجلسة الشاعرة براءة غسان أبو بكر، عضو اللجنة التحضيرية بكلمات منمقة ورقيقة وتلاها رئيس مجلس معليا المحلي، السيد حاتم عراف مرحبا ومنوها إلى اهتمام المجلس بالمرأة خاصة في شهر آذار وشاكرا الاتحاد العام للكتاب على مبادرته المميزة وفخر قرية معليا باستضافة المؤتمر الأول لأدب المرأة في بلادنا. بعده قدمت الشاعرة تفاحة سابا، مركزة المؤتمر كلمة باسم اتحاد الكتاب واللجنة التحضيرية للمؤتمر، توقفت فيها عند أهم نشاطات الاتحاد الثقافية والأدبية في مختلف أرجاء الوطن، وأهمية عقد مؤتمر الأدب النسوي في ظل النقاش الحيوي حول مفهوم هذا الأدب وما يطرحه من إشكاليات وتحديات. وأعقبتها الكاتبة د. رولا غانم القادمة من مدينة طولكرم لتقدم تحية الكل الفلسطيني، حاملة معها مشاعر جياشة وآمال جمة في تعزيز مشروع الكل الفلسطيني الذي أطلقه الاتحاد بالتعاون مع هيئات ومؤسسات فلسطينية في مناطق الضفة الغربية.

بعد التحيات والترحيب استمع الحضور إلى محاضرة أكاديمية قدمها الباحث والناقد الأدبي، الدكتور محمد صفوري بعنوان "الأدب النسوي، شكلا ومضمونا"، مؤكدا أن هذا الأدب خاص بشكله ومضمونه وهو ثائر على المنظومة الذكورية بشكل كلي، رغم ما تعرض له من استهزاء وتحقير.  وأضاف صفوري أن الأدب النسوي يشكل ثورة على الشكل والمضمون من ناحية أيديولوجية، حيث تظهر المرأة فيه كشخصية رئيسية مثقفة، واثقة بنفسها، مستقلة، جريئة، متحررة من عبودية الرجل.

وأعقب المحاضرة أربع قراءات تعكس نماذج في الأدب النسوي شارك فيها عضوات وأعضاء الاتحاد: الكاتبة حوّا بطواش، الشاعر جهاد بلعوم، الكاتبة هديّة علي والكاتبة فاطمة كيوان. ثم طرح أسئلة ومداخلات قصيرة من الجمهور، واختتمت الجلسة بتعقيبات من المحاضر د. محمد صفوري. 

هذا واشتملت الجلسة الأولى على وصلة فنية قدمها "معهد معليا الموسيقي" الذي تأسس قبل عامين برعاية قسم الثقافة، شارك فيها العازف القدير علاء بشارة والموهبة الغنائية الصاعدة شذى قمبز.

الجلسة الثانية: نقاش حول إشكاليات أدب المرأة، قراءات وغناء وموسيقى

تولت عرافة الجلسة الثانية الكاتبة فهيمة هوّاش، فرحبّت وأعلت من دور معليا ومجلسها المحلي ونشاط اتحاد الكتاب، ثم دعت الباحثة الأدبية والمحاضرة الدكتورة جهينة خطيب لتقدم محاضرتها بعنوان "إشكالية مصطلح الأدب النسوي"، حيث عارضت تسمية "الأدب النسوي" معتبرة الأدب أدبا بغض النظر عن جنس كاتبه، وان حصر الأدب في زاوية معينة ينتقص من دور صاحبه ويساهم في عزل النساء لأنفسهن. وقدمت أمثلة على نجاح أدباء رجال في التعبير عن أفكار النساء وقضاياهن، ونجاح النساء أدبيا بموازاة الرجل وليس بعيدا عنه.  وتعرضت لخصوصية أدب المرأة مختتمة بالقول أن الابداع لا علاقة له بجنس مبدعه.

بعدها ألقت الشاعرة فردوس حبيب الله، بالنيابة عن الكاتبة سجى حسون من طولكرم (التي تعذر عليها الوصول للمؤتمر) كلمة عن تجربتها في الكتابة النسوية. وأعقبتها أربع قراءات في الأدب النسوي شاركت فيها كل من الشاعرة هناء شوقي – أبو أحمد والكاتبة ناديا صالح والكاتبة المربية عفيفة خميسة ابنة معليا والشاعر تركي عامر. واشتملت الجلسة على وصلة رقص شعبي ودبكة قدمتها فرقة الرقص للصفوف الابتدائية والاعدادية في معليا، بإدارة المدربة تمارا نقولا، وعودة إلى طرح أسئلة ومداخلات من الجمهور أغنت النقاش حول الموضوع. وبعد الجلسة الثانية خرج الجمهور إلى وجبة غداء من تقديم المجلس المحلي.

الجلسة الثالثة: صوت المرأة في الأدب وآذار المرأة وختام وانطباعات حفرت في الذاكرة

بعد الاستراحة عاد المشاركون الى القاعة لمتابعة الجلسة الثالثة والأخيرة والتي تولت عرافتها الكاتبة حنان جبيلي - عابد، التي عادت وأكدت على مضمون المؤتمر وما يميزه عن غيره، ودعت المشاركات والمشاركين في القراءات حول آذار والمرأة، افتتحها الشاعر المخضرم مفلح طبعوني بمقاطع من مطولته "جفرا" وتلته الشاعرة فوز فرنسيس بقصائد قصيرة من الهايكو وغيرها، كما اشتركت الطالبة المعلاوية ميريل موسى بالقاء قصيدة للشاعر نزار قباني بعنوان "امرأة في داخلي".

وعادت الكاتبة تفاحة سابا لتعتلي المنصة متحدثة عن تجربتها في الكتابة النسوية معلنة بأن كل ما تكتبه هو نسوي ناتج عن قناعاتها الذاتية والذي تتطرق فيه إلى كل التابوهات وتعمل على تحطميها. وقدمت قراءتين من أدبها الأولى بعنوان "في نار جهنم" والثانية "صوتي زهرة لوتس".

وأعقب ذلك وصلة فنية أخرى لمعهد معليا الموسيقي، بمشاركة صاحبة الصوت الواعد والقوي وصال دراوشة ومرافقة العازف المتميز علاء بشارة، بعدها قدمت كل من الكاتبة سائرة عابد والشاعرة مقبولة عبد الحليم قراءات من أدبهما النسوي.

وفي ختام أعمال المؤتمر قدم الكاتب سعيد نفّاع، الأمين العام للاتّحاد تلخيصا موجزا للمؤتمر قال فيه: "ما كان لهذا المؤتمر أن يعقد لولا الاتحاد العام للكتاب الذي يحمل رسالة وطنية وإنسانية وفكرية واجتماعية تتوافق والهم العام، فنحن أبناء شعب خبزه اليومي همّه في مواجهة زمن الانكفاء نحو الذات والنكوص عن حمل الهم العام". ووجه الشكر لكل من عمل وتفانى لانجاح هذا المؤتمر المميز والأول من نوعه من رئيس وموظفي المحلي الى عضوات وأعضاء اللجنة التحضيرية، ولوسائل الاعلام التي تابعت المؤتمر وقامت بنقل وقائعه مباشرة أو عملت على النشر عنه قبل وبعد انعقاده، وتم تقديم الدروع التقديرية من قبل الاتحاد العام للكتاب لرئيس المجلس المحلي حاتم عراف وإدارة المجلس، ولمدير قسم المعارف الدكتور د. فراس عراف وموظفات القسم السيدات: إميلي دكور وبديعة طنوس ولأمينة المكتبة العامة، السيدة جوزفين شوفاني. 

ويجدر بالذكر أن عددا من الأكاديميين والباحثين والمربين والمربيات من أبناء معليا، شاركوا في جلسات المؤتمر بالحضور والنقاش، إضافة إلى عدد آخر من خارج البلدة.