ولنا أيضًا يسوع يقول إن الحياة ستكون صعبة - يوحنا ١٦: ١٥-٢٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٢٠ الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح. ستَحزَنون، ولكِنَّ حُزنكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا. ٢١ إِنَّ المرأَةَ تَحزَنُ عِندما تَلِد لأَنَّ ساعتَها حانَت. فإِذا وَضَعتِ الطَّفْلَ لا تَذكُرُ شِدَّتَها بَعدَ ذلك لِفَرَحِها بِأَن قد وُلِدَ إِنسانٌ في العالَم. ٢٢ فأَنتُم أَيضاً تَحزَنونَ الآن، ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح. ٢٣ وفي ذلكَ اليَوم لا تسأَلونَني عن شَيء. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئًا بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه.

ولنا أيضًا يسوع يقول إن الحياة ستكون صعبة - يوحنا ١٦: ١٥-٢٠

الحرب ٢١٤

        "أنسِيَ اللهُ رأفَتَه أَم حَبَسَ مِنَ الغَضَبِ أَحشاءه؟ اللَّهمُّ سُبُلُكَ قَداسة. أَيُّ إِلهٍ عَظيمٌ مِثلُ الله؟" (مزمور ٧٧: ١٠و١٤).

        ارحمنا، يا رب. هل نسيت، يا رب، رأفتك؟ هل نسيت أن ترحم أهل غزة ورفح. إلى متى، يا رب، تسلمهم إلى أيدي البشر؟ أنت، ربنا وأبانا، ترى غزة ورفح وكل فلسطين تحت سيادة الموت. أنت تسمع البكاء والصراخ، وصمت الكبار، وترى العائلات صغارها وكبارها بلا مأوى، بين الأنقاض وما تبقى من المباني. "سُبُلُكَ اللهُمَّ قَداسة" ومحبة ورحمة. وأنت ترى آلام الناس، وترى شر الناس. ارحمنا، يا رب، من أجل حبك أنت، وباسم ابنك يسوع المسيح. أبانا، انظر وتحنن وارحم وأوقف هذه الحرب.

       

        إنجيل اليوم

        "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح. ستَحزَنون، ولكِنَّ حُزنكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا. فأَنتُم أَيضاً تَحزَنونَ الآن، ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح" (٢٠و٢٢).

        "ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح". مرة أخرى يسوع ينبؤنا بأننا سنتألم، سنواجه الشدائد. كان يكلِّم تلاميذه، في تلك اللحظة من حياته، قبل موته القريب، وقبل الاضطهادات التي سيواجهونها هم من أجل اسمه.

        ولنا أيضًا يسوع يقول إن الحياة ستكون صعبة، وإن طريقنا معه لن يكون سهلًا. في الواقع حياتنا البشرية والمسيحية مليئة بالصعاب، وفي هذه الأيام، مليئة بالحروب وويلاتها، ونهايتها لا تبدو قريبة.

        الطريق صعب، حتى نبقى واعين لما نحن، تلاميذ ليسوع على الصليب. ونحمل صلباننا لنقدِّسها، مثل يسوع، بضمِّها إلى صليب يسوع. نقدس صلباننا وآلامنا بسيرنا في نور الله، ونجعل آلامنا مشاركة في فداء يسوع للبشرية.

        "ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح". إذن، نستعد للحياة الصعبة، لحياة المعركة، ولكي لا نعزل أنفسنا في المعركة، بل نمد يدنا ونمسك بيد يسوع الممدودة إلينا.

        "وفي ذلكَ اليَوم لا تسأَلونَني عن شَيء. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئًا بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه" (٢٣). سيأتي يوم لا تبكون فيه. سيملأكم الروح الذي أرسله إليكم، ويعلِّمكم كل شيء، " وفي ذلكَ اليَوم لا تسأَلونَني عن شَيء". سترون انتصاري على الموت، سترون في صليبي، وفي صلبانكم، مصدر حياة. ستشاركوني في مجدي، فيكون فرحكم تامًّا، وتضعون كل صعابكم وآلامكم في مشيئة أبي.

        في نور القيامة، وفي فرح القيامة، حياتنا البشرية وحياتنا المسيحية ومعركتنا ستكون طريقًا في النور وفي الفرح.

        في نور الله وفرحه، " إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئًا بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه". يعطيكم النور والفرح الذي ليس من هذا العالم. يعطيكم الحياة الوافرة، "وفي ذلكَ اليَوم لا تسأَلونَني عن شَيء". بل نصلي كما علمنا يسوع: لتكن مشيئتك، يا رب. في حياتنا الشخصية، وفي الحرب التي نعيشها في هذه الأرض، سنصلي كما علمنا يسوع ونقول: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، لتكن مشيئتك.

        ربي يسوع المسيح، أنت ترى كل صعابنا في حياتنا. أعطنا أن نحياها في نور صليبك، وقيامتك، حتى نحيا وننتصر نحن أيضا، مهما صعبت طرقنا، ومهما كان شر الأرض. آمين.

الجمعة ١٠/٥/ ٢٠٢٤            الأسبوع السادس للفصح