وجاءَت إِلَيهِ أُمُّه وإِخوَتُه - لوقا ٨: ١٩- ٢١
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١٩وجاءَت إِلَيهِ أُمُّه وإِخوَتُه، فلَم يَستَطيعوا الوُصُولَ إِلَيه لِكَثرَةِ الزِّحام. ٢٠فقيلَ له: «إِنَّ أُمَّكَ وإِخوتَكَ واقِفونَ في خارِجِ الدَّارِ يُريدونَ أَن يَروكَ». ٢١فأَجابَهم: «إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها.
الحرب. اليوم ٣٥٣
"دَعا بائِسٌ والرَّبُّ سَمِعَه، ومِن جَميعِ مَضايِقِه خَلَّصَه. يُعَسكِرُ مَلاكُ الرَّبِّ، حَولَ مُتَّقيه ويُنَجِّيهم. ذوقوا وانظُروا ما أَطيَبَ الرَّبَّ، طوبى لِلرَّجُلِ المــُعتَصِمِ بِه" (مزمور ٣٤: ٧-٩).
ارحمنا، يا رب. يا رب، أهل غزة أمام الموت يدعونك، وأنت تسمعهم. خلِّصْهم من جميع مضايقهم. أرسل ملاكك ليعسكر في غزة ويبعد عنها الموت، ويمسح الدموع، ويعيد إليها الحياة. إنا نؤمن، يا رب، أنا نرجو رحمتك، وننتظر " أن نذوق وننظُر ما أَطيَبَ صلاحك ورحمتك". أنت ملجأنا. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"وجاءَت إِلَيهِ أُمُّه وإِخوَتُه، فلَم يَستَطيعوا الوُصُولَ إِلَيه لِكَثرَةِ الزِّحام. ٢٠فقيلَ له: «إِنَّ أُمَّكَ وإِخوتَكَ واقِفونَ في خارِجِ الدَّارِ يُريدونَ أَن يَروكَ». ٢١فأَجابَهم: «إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها" (١٩-٢١).
"إخوة" يسوع، كل الأهل، جاؤوا يبحثون عن يسوع في حياته العامة، في كرازته وتعليمه للجموع. أهل يسوع وأقاربه، مثل التلاميذ، في أول أيامهم مع يسوع، لم يعرفوا ولم يفهموا من هو يسوع، وما هي رسالته. مريم كانت معهم، لكنها كانت تعلم، وتحفظ كل شيء في قلبها. قال يسوع يوما في الناصرة بين أهله وأقاربه: لا يُزدرَى نبيٌّ إلا في وطنه، فهو في وطنه، وفي قريته، واحد من أبناء القرية، لا أكثر. جاء أقارب يسوع يبحثون عنه يريدون أن يعودوا به إلى قريته، بكل بساطة.
رسالة الله هي أيضًا لي ولأهل القرية، لكنها تتجاوز القرية، والأهل والمعارف. رسالة الله هي للبشرية كلها ولكل واحد. أفكار الله غير أفكارنا. وطرق الله غير طرقنا. يجب أن نتعلَّمها، ويجب أن نعرف أننا لا نرى ما يراه الله. يجب أن نترك نعمة الله تصوغنا لنصير حقًّا أبناء الله، لنحمل رسالتنا، وتكون أفكارنا مثل أفكار الله، غير محددة بحدود القرية أو المدينة أو أية حدود بشرية.
“لَم يَستَطيعوا الوُصُولَ إِلَيه لِكَثرَةِ الجموع". الجموع، الرسالة إلى الجموع تفصل عن الأهل والعائلة. وفي الوقت نفسه، نحمل الرسالة لجميع الناس، وللأهل أيضًا. لكنّا نحمل الرسالة أولا. نحن للعالم كله، للكنيسة كلها، ولسنا بعد "للأهل" والمعارف، وحدهم. دعانا الله وأرسلنا، فنحن لله أولا، ثم لإعلان كلمة الله للجميع.
"أَجابَهم: «إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها".
أعلن يسوع للجميع، للناس من حوله وللأهل والأقارب، معنى رسالته، والرُبُطَ الجديدة التي جاء يقيمها في البشرية: «إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها". العلاقة الجديدة في حياة كل إنسان خلَّصه يسوع المسيح هي: سماع كلمة الله والعمل بها. هذه هي الأخُوّة الجديدة بين البشرية التي لا حدود لها، لا حدود الأهل، ولا أية انتماءات بشرية أخرى.
مريم أيضًا كانت تسمع وتتأمل في ذلك الكلام كله في قلبها. معها، لنسمع ولنتأمل، لنفهم ماذا يريد الله منا أن نكون: كلنا إخوة، متحدين في كلمته الواحدة، وفي حبه الواحد.
وفي واقعنا ماذا نرى؟
نحن المسيحيين، بيننا، لسنا دائمًا إخوة. والأسرة البشرية، من جهتها، تمزقها مصالح كثيرة، لها أهمية أو بلا أهمية. والرعية كم تعيش وكيف تعيش هذه الأخوة؟ وانا، المؤمن بيسوع المسيح، كم وكيف أعيش هذه الأخوة مع البشرية كلها، ومع مجتمعي وكنيستي؟
كلنا إخوة وأخوات، كل علاقة بشرية تعود إلى هذه العلاقة الأساسية: سماع كلمة الله والعمل بها. هذه هي كل واجباتي أمام الله وأمام الناس: سماع كلام الله والعمل به.
ربي يسوع المسيح، أحببتني ودعوتني، وجعلتني عضوًا في العائلة البشرية الواحدة، المرتبطة والتي تنعشها كلمتك. أعطني أن أفهم، وأن أسمع كلمتك وأن أعمل بها. آمين.
الثلاثاء ٢٤/٩/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٢٥ من السنة/ب