موقع "القيامة" يلتقي الدكتور فهد أبو خضرة حول إصداره الجديد "القاموس الوافي للإنجيل المقدس"

أصدر الدكتور فهد أبو خضرة قاموسًا هو الأول من نوعه بعنوان "القاموس الوافي للإنجيل المقدس". وقال الدكتور أبو خضرة في مقدمة الكتاب: "إن القاموس يضمُّ شرحا شاملا لكل الكلمات العربية والأعجمية الواردة في الإنجيل المقدس بأسفاره الأربعة. كما يشمل معلومات مفصلة ومختصرة بحسب ما تقتضي الحاجة من أسماء العلم للأشخاص والأماكن التي وردت في الإنجيل". وبمناسبة هذا الإصدار أجرى رئيس تحرير موقع "القيامة"، الكاتب زياد شليوط هذا اللقاء مع الشاعر والباحث والمحاضر المرموق د. فهد أبو خضرة.

موقع "القيامة" يلتقي الدكتور فهد أبو خضرة حول إصداره الجديد "القاموس الوافي للإنجيل المقدس"

القيامة: لماذا أقدمت على إصدار "القاموس الوافي للإنجيل المقدس" وما الذي يميز هذا العمل؟

د. أبو خضرة: القاموس برأيي هو الأول من نوعه، ويضمُّ شرحا شاملا لكل الكلمات العربية والأعجمية الواردة في الإنجيل المقدس بأسفاره الأربعة. كما يشمل معلومات مفصلة ومختصرة بحسب ما تقتضي الحاجة من أسماء العلم للأشخاص والأماكن التي وردت في الإنجيل. ويقع القاموس في 1100 صفحة بحجم كبير وبغلاف مقوى. أما ما يميزه فإنه لا يوجد في اللغة العربية قاموس للإنجيل المقدس. ومن هنا رأيت ضرورة أن يكون هذا القاموس، حتى يعود اليه من يود فهم الانجيل معرفة دقيقة. لقد وزعت القاموس للمعارف والأصدقاء والمهتمين مجانا.

القيامة: لقد عكفت على وضع هذا القاموس حتى خرج إلى النور أكثر من خمس سنوات، كيف قضيت هذه السنوات الخمس، وماذا قمت بالعمل خلالها؟

د. أبو خضرة: عملت بجد خلال كل تلك الفترة، ولا أبالغ عندما أقول أنه عملت أحيانا 10 ساعات في اليوم، وذلك بالرجوع الى كل مرجع تمكنت من الوصول اليه. قارنت بين الشروح الموجودة وأخذت منها ما هو الصحيح. واعتمدت في إعداده على أربع ترجمات للإنجيل وضعت أصلا باللغة اليونانية وهي مترجمة إلى اللغة العربية، ورتبت الكلمات ترتيبا ألفبائيا وقسمتها الى أربعة أقسام.

القيامة: قلت في المقدمة "أملي كبير أن أكون، بتأليفي لهذا القاموس، قد قدمت خدمة صغيرة أو كبيرة لكلّ من يهمه أن يقرأ الإنجيل المقدّس وأن يتعمّق في فهم محتوياته تعمقا وافيا". ماذا تقصد في هذا؟

د. أبو خضرة: قراء الانجيل يتوزعون على درجات مختلفة، بعضهم يريد أن يفهم بشكل عام وبعضهم يريد أن يفهم بدقة بهدف معرفة المقصود من الآية. أنا كتبت لمن يريد أن يفهم بشكل واضح ودقيق، وأشرت في المقدمة بأني أوردت حتى الآراء والشروح التي كنت أشك بدقتها وقمت بالتعليق عليها، وآمل أن أفدت المؤمنين الذين أرادوا الفهم حقيقة، لا يمكن الوصول إلى الدقة التامة ربما تحصل شروحات مختلفة، وآمل أني وصلت الى 90% من الدقة. فالقاموس موجه للمثقفين وكذلك لعامة الناس الذين يمكنهم فهم القاموس والاستعانة به لفهم الانجيل.

القيامة: من المعروف أن الانجيل لم يكتب باللغة العربية، كيف واجهت هذه المعضلة؟ هل الترجمة دقيقة ومعبرة بالعربية؟ وما هي نصيحتك في هذا الصدد؟

د. أبو خضرة: من قام بترجمة الأناجيل الأربعة عمل بدقة، وحاول المترجمون استعمال الكلمات الأقرب للأصل اليوناني، وقد اعتمدت على الترجمات الأربع. الأناجيل كتبت باليونانية، وربما انجيل متى كتب بالآرامية وترجم لليونانية ثم ضاعت النسخة الآرامية، لكن ذلك غير مؤكد. كل الترجمات التي وصلت الينا من اللغة اليونانية، بينما لغة السيد المسيح كانت الآرامية وكتابتها باليونانية أفقدها حروفا كثيرة ومنها تشابه الشين والسين، هذا مثال وهناك عدة أمثلة على ذلك. حاولت مقارنة الترجمات المختلفة واستعملت 4 ترجمات أساسية واثنتين في محاولة التركيز أكثر. الترجمة الأدق فاندايك والبستاني، لكنهما كتبا الجملة بأقل كلمات ممكنة، أخذت ترجمة المتجددين الذين يزيدون كلمة أو عبارة أذا كانت غير واضحة. لم أترك طريقة للتدقيق الا واستعملتها. كما اعتمدت على الترجمة العبرية وهي دقيقة الى أقصى حد واستفدت منها كثيرا، أما الترجمة الانجليزية لم تساعدني كثيرا. أي كلمة شككت فيها عدت لجميع المعاجم العربية لمعرفة أصولها ومعانيها ومثالا على ذلك مصطلح الشعانين ومعانيه المختلفة.

نصيحتي لرؤساء الكنائس بضرورة اعتماد ترجمة واحدة وموحدة للأناجيل، وهذا الأمر ممكن خاصة وان ترجمة البستاني – فاندايك هي الأدق.

القيامة: هل هناك أمثلة على إشكاليات في الترجمة وايراد معانيها؟

د. أبو خضرة: في اللغة العربية هناك كلمات موجودة بشكلين متقاربين مثل: تبرأت – تبررت، من استخدم كلمة "تبرأت" في آية "تبرأت الحكمة من جميع بنيها" أحدثت مشكلة للقراء العاديين الذين فهموها حرفيا، بينما المعنى المقصود هنا أن الحكمة صحيحة وسليمة، وكنت أستمع للشرح من بعض الكهنة بشكل مغلوط، مما عزّز لدي فكرة إعداد القاموس.

كل جملة تحتاج الى تعمق وما استعمله السيد المسيح من كلام فيه استعارة، مثلا كيف تشرح جملة قالها السيد المسيح لبطرس "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"، من يقرأ هذه الآية، قراءة سطحية يفسر الكنيسة بأنها المبنى، وبهذا لم يفهم المقصود هنا وهو أي كل الأسرار في معتقدات الدين الجديد، وهذا ما يطلق عليه الكنيسة، وبطرس معناها الصخرة وهنا استعمل حالا كلمة تشبهها في المعنى "على هذه الصخرة" أي على أساس جديد ومتين.

القيامة: هل تم تعميم القاموس على الكنائس والكهنة؟

د. أبو خضرة: لقد قررت من البداية أن أطبع القاموس على حسابي الشخصي، وحضر عندي البطريرك ميشيل صباح وأحد الكهنة وعرض عليّ طباعته، ولكني قلت لهم إني قررت طباعته بشكل شخصي وتوزيعه مجانا، ووزعت ما يزيد عن 600 نسخة. أوصلت نسخا لعدد من الكهنة والكنائس، لكنهم لم يطلبوا مني نسخا إضافية.