مدرستها تحولت إلى بيت عزاء بعد وداع المربية صفاء القط في شفاعمرو والوفود لم تنقطع
القيامة - مساء الاثنين الماضي، سمع أهالي شفاعمرو صوت انفجار لم يسمعوه من قبل، شعر كل شفاعمري ان الصوت في منزله حيث اهتزت جدران البيوت ومعها فزعت قلوب الأهالي، وانطلقت المراسلات النصية تسأل وتتساءل، وعلم أن منزلا من أربعة طوابق في حي الفوار ( على بعد عشرات الأمتار عن مركز الشرطة) أصيب مباشرة بصاروخ، وأخذت الأخبار تتسارع بأن امرأة أصيبت وربما معها آخرون وبعدها انتشر خبر مصرع المرأة وأشار البعض أنها تعمل مربية في إحدى المدارس،
وحصل تضارب في اسم المربية إلى أن انكشفت الحقيقة المرة بأن الضحية هي المعلمة صفاء قط (عواد) (41 عامًا)، وعن إصابة عشرات الأشخاص بجروح متفاوتة، بينهم طفل (4 سنوات) وصفت جراحه بالخطيرة، كما تعرضت منازل عديدة في الحي لأضرار كبيرة، جراء سقوط الصاروخ. وما هي إلا لحظات حتى تجمع المئات من أهالي المدينة جاء معظمهم لمد يد المساعدة والمساهمة في تخليص عالقين في المبنى وانقاذ ما يمكن انقاذه، وبعدها حضرت طواقم الاسعاف والاطفائية والشرطة وشهد الحي ازدحاما كبيرا، مما دعا المسؤولين الطلب من السكان عدم الحضور الى الحي لمنع عرقلة طواقم الانقاذ.
وشارك المئات مساء اليوم التالي الثلاثاء في تشييع جثمان المربية صفاء القط إلى مثواه الأخير في المدينة.
وائل القط: فقدنا الشعور بالأمان منذ وقت مثل سائر الناس
تضاربت المعلومات حول تفاصيل الحادث ساعة وقوعه، وكذلك عن مصير المبنى الذي سكن فيه ثلاثة أخوة من عائلة القط إضافة إلى والدتهم، وللطلاع على الحقائق من مصدر أول التقت "الصنارة" وائل القط شقيق زوج الضحية صفاء الذي أفاد بأن "البيت مكون من أربعة طوابق، وكانت المرحومة صفاء في بيتها في الطابق الرابع لوحدها. وكان زوجها وابنها في المسجد القريب، وأثناء خروجهما من المسجد بعد صلاة العشاء سمعا دوي الانفجار. أما بناتها الثلاث كن خارج المنزل، اثنتان في العمل والثالثة في الجامعة. دخلت صفاء الغرفة الآمنة في البيت حيث عثر عليها هناك وقد فقدت الحياة نتيجة سقوط الصاروخ مباشرة، الصاروخ اخترق الطابق الثالث حيث يقع بيتي، وتواجدت فيه زوجتي وابنتي بينما كنت أنا في طريق عودتي الى البيت، وقد أصيبت زوجتي برأسها وتم معالجتها في المستشفى وتحريرها. وفي الطابق الثاني تواجدت زوجة أخي الثالث وفي الطابق الأرضي الوالدة، والحمد لله أنهما لم تصابا بأذى".
وتوضيحا لمصير المنزل أكد وائل بأن "البيت لم يعد يصلح للسكن بتاتا. وذلك وفق تقارير الجبهة الداخلية وضريبة الأملاك والبلدية، الذين حضروا الى الموقع من اليوم الأول وطلبوا تفريغ الطابق الأول كي يتمكنوا من الوصول للطابق الثاني، لأنه لم يعد بامكانهم الصعود عبر الدرج الى الطوابق العليا".
لم يعد يشعر أبناء عائلة القط يشعرون بالأمان، ليس بعد اصابة منزلهم فحسب بل قبل ذلك كما يقول وائل ويضيف: " فقدنا الشعور بالأمان منذ وقت مثل سائر الناس، وعلى سبيل المثال فان ابني موجود خارج البلاد وطلب أن يأتي لزيارتنا ولم نوافق حرصا على سلامته، فهل هناك أهل يرفضون رؤية ابنهم؟ هذا ما وصلنا اليه، واليوم تفكيرنا بات أن نهاجر حتى أني أطلب من ابني الثاني الهجرة. لم نعد نشعر بالأمان حتى الغرفة الآمنة لم تحفظ حياة زوجة أخي، فأين نذهب وأين نحتمي؟"
وفي ختام حديثه تمنى وائل ما يتمناه كل الناس في هذه الأيام الصعبة "أن تتوقف الحرب وأن يحل السلام.. هذه رسالتنا لجميع المسؤولين العمل من أجل السلام، ولا نريد شيئا آخر".
وفود التعزية تواصل القدوم إلى شفاعمرو
هذا وتواصلت وفود العزاء بالقدوم الى المدينة لمواساة العائلة، وكذلك الى المدرسة الابتدائية "جـ" في حي الفوار، لمواساة الهيئة التدريسية، حيث أمدت مديرة المدرسة المربية علا عنبتاوي بأن المدرسة تحولت الى بيت عزاء خلال اليومين الأخيرين، فقد وارها وزير التربية والتعليم ومسؤولين من نقابة المعلمين ومسؤولي جهاز التعليم ومفتشين ومفتشات في الوزارة. كما زار رؤساء أحزاب وأعضاء كنيست العائلة والبلدة وقدموا التعازي لآل القط وآل حسوت الذين فقدوا اثنين من أبناء العائلة قبل نحو ثلاثة أسابيع.