مجيء ابن الإنسان - لوقا ٢١: ٢٠-٢٨
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٠ فَإِذا رَأَيتُم أُورَشَليمَ قد حاصَرتْها الجُيوش، فاعلَموا أَنَّ خَرابَها قدِ اقتَرَبَ. ٢١فمَن كانَ يَومَئِذٍ في اليَهودِيَّة فَلْيَهْرُبْ إِلى الجِبال، ومَن كانَ في وَسَطِ المــَدينَة فَلْيَخْرُجْ مِنها، ومَن كانَ في الحُقول فلا يَدخُلْها، ٢٢لِأَنَّ هٰذِه الأَيَّامَ أَيَّامُ نقمَةٍ يَتِمُّ فيها جَميعُ ما كُتِب. ٢٣الوَيلُ لِلحَوامِلِ والمــُرضِعاتِ في تِلكَ الأَيَّام، فَسَتنزِلُ الشِّدَّةُ بِهٰذا البَلَد ويَنزِلُ الغَضَبُ على هٰذا الشَّعْب، ٢٤فيَسقُطونَ قَتْلى بِحَدِّ السَّيف ويُؤخَذونَ أَسْرى إِلى جَميعِ الأُمَم، وتَدوسُ أُورَشَليمَ أَقدامُ الوَثَنيِّينَ إِلى أَن يَنقَضيَ عَهْدُ الوَثَنِيِّين.
مجيء ابن الإنسان
٢٥ وسَتَظهَرُ عَلاماتٌ في الشَّمسِ والقَمرِ والنُّجوم، ويَنالُ الأُمَمَ كَرْبٌ في الأَرضِ وقَلَقٌ مِن عَجيجِ البَحرِ وجَيَشانِه، ٢٦وتَزهَقُ نُفوسُ النَّاسِ مِنَ الخَوف ومِن تَوَقُّعِ ما يَنزِلُ بِالعالَم، لِأَنَّ أَجرامَ السَّماءِ تَتَزَعزَع، ٢٧وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال. ٢٨وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هٰذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لِأَنَّ افتِداءَكم يَقتَرِب.
الحرب. السنة الثانية – يوم ٥٣
"كَثيرونَ يَقولون: «مَن يُرينا الخَير؟» أطلِعْ علَينا نورَ وَجهِك، يا ربّ. بِسلامٍ أَضَّجعُ ومِن ساعَتي أَنام، لأَنَّكَ وَحدَكَ يا رَبُّ في أَمانٍ تُسكِنُني" (مزمور ٤: ٧و٩).
ارحمنا، يا رب. "كَثيرونَ يَقولون: «مَن يُرينا الخَير؟" من يرينا السلام؟ من يرينا نهاية هذه الويلات؟ من يعيد الحياة والابتسامة إلى صغارنا؟ من يعيد الإنسان إلى رشده، فيُوقِف الحرب؟ من، يا رب، إلا أنت. اللهم، أبانا، أعطنا السلام. طهِّر هذه الأرض. "أنتَ وَحدَكَ يا رَبُّ في أَمانٍ تُسكِنُني". أنت الكلي الصلاح والقدرة، ونحن بين يديك. أبانا، ارحمنا.
إنجيل اليوم
نقرأ في إنجيل اليوم نبوءة دمار أورشليم، والأزمنة الأخيرة. ونتأمل في هذه الآية الصغيرة: "هٰذِه الأَيَّامَ أَيَّامُ نقمَةٍ يَتِمُّ فيها جَميعُ ما كُتِب". الله لا يغيب عن تاريخنا، حتى إذا بدا أن الإنسان هو الذي يصنع تاريخه وحده، وهو سيد العالم. "إنها أيام عدل وانتقام". أيُّ عدل، وأيُّ انتقام؟ الله أبٌ، ويغفر. لكن الإنسان الذي يصنع تاريخه وحده، من دون الله، هو الذي يعاقب نفسه. ويقع في الحروب التي نعرفها.
في القدس، على الجلجلة، عند الصليب، نتأمل ونصلي. هنا انتهى زمن وبدأ زمن جديد. نتأمل في حب الله في كل التاريخ الذي رواه الكتاب المقدس، القديم والجديد. ونتأمل في جواب الإنسان، بين قبول ورفض. وأتأمل أنا دائمًا فيما أصنع أمام الله. وأسأل نفسي: هل أنا مع الله، كما أن الله معي؟ هل أنا حاضر على الجلجلة، هل أنا في القدس، حاضر في القدس التي هي مدينة الله، أم أنا فيها فقط ساكن، ولا أرى سر الله فيها؟
جواب الإنسان لله هو إما قبول ومحبة ونور، وحضور أمام الله، وإما رفض وجهل، وتفرُّد بصنع تاريخه، وشرور كثيرة تنقلب عليه وعلى إخوته. وأنا أين أضع نفسي؟ أنا المؤمن بيسوع المسيح ما هي مهمتي في العالم "القابل" أو "الرافض" لله.
أنا أرى الله، أطلب الله، وأطلب النور والمغفرة لي وللعالم ولمجتمعي، ليجد هو أيضًا النور. أنا مؤمن ومصلٍّ مع إخوتي ومن أجلهم. أنا ساجد دائم على الجلجلة، ومقدِّمٌ دائم في القدس لذبيحة يسوع المسيح على الجلجلة.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أرى النور، أن أراك بالرغم من شر الناس. أعطني أن أومن أنك أبي وتسهر عليَّ مهما صنع الناس. آمين.
الخميس ٢٨/١١/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٣٤ والأخير من السنة/ب