كنت مثالا لنا أنت ابونا ماهر مثال للكهنة

الكاتب : المطران الياس شقور، أسقف أبرشية الروم الكاثوليك سابقا

القيامة – نص الكلمة التي ألقاها المطران الياس شقور، متروبوليت عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك الأسبق، في وداع الأرشمندريت ماهر عبود في قاعة السيدة الرعوية في شفاعمرو، يوم الثلاثاء 30 كانون الثاني 2024.

كنت مثالا لنا أنت ابونا ماهر مثال للكهنة

أقول لأبونا ماهر أربعة أشهر على الصليب آن لك أن تنزل، وسوف نودعك القبر على رجاء القيامة، ولن ننساك، لأنك تركت بصماتك في هذه الأبرشية، نذكرك كاهنا يحب رعيته، يغار عليها، يضحي لأجلها، بكل ثمين. نذكرك كاهنا يحترم الراهبات ويتعاون معهن من أجل مجد الله ونذكرك أيضا بحبك للأطفال الصغار حيث كانوا يهرعون اليك. وأعرف حبك لصغار هذا المجتمع

كم من مرة كنت تضحي ليس كلاما لكن بالمال القليل في جيبك لتعطيه للفقراء في هذا العالم. كنت مثالا لنا أنت ابونا ماهر مثال للكهنة، ليتنا نستطيع أن نسير على دربك، ليتنا نستطيع أن نؤمن ايمانك.

كنت دائما تقول لي ونحن في الطائرة إلى اليابان "أنا ما بزعل من الطائرة، دائما أصلي صلاة يسوع، أيها الرب يسوع المسيح ابن الله الحي، اغفر لي أنا الخاطيء وارحمني"! هذه صلاة الأب ماهر كان يرددها وهو صامت ولا يتذمر.

لا يتذمر ولا يثور بل يطيع ويسكت ويصلي. أبونا ماهر كان لي أخا حبيبا، غال جدا، محترما لم يترد في اعطائي النصيحة حيث كنت في حاجة اليها. كنت أتشرف عندما كان نائبا أسقفيا في الأبرشية التي خدمتها وأحببتها وما زلت.

هذا الرجل قلت أمثاله، هذا الرجل عاش في بيت الوالدين الفقير والبسيط لكن لم يرد تحسين بيته، بل كان يفعل كل شيء لتحسين بيت الرعية. انا فخور بمعرفة أبونا.

تابعته في المستشفى وكنت أتصل بشقيقته كل يومين مرة، وكان لها الأمل واليها أقول الآن، كان لك الحق أن تبكي، كان لك الحق أن تندبي، لكن

الآن بعد أن استراح ونزل عن الصليب وينتظر يوم القيامة، ونحن أبناء القيامة.

أقول تعبيرا عما يعنيه رقاد الأب ماهر، انتظار القيامة: المسيح قام/ حقا قام، المسيح قام/ حقا قام، المسيح قام/ حقا قام.