كلنا خدَّام في حقل الله، سيِّدِنا وخالقنا - لوقا ١٧: ٧-١٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"مَن مِنكُم لَهُ خَادِمٌ يَحرُثُ أَو يَرعَى، إذَا رَجَعَ مِنَ الحَقلِ، يَقُولُ لَهُ: تَعَالَ فَاجلِسْ لِلطَّعَامِ! أَلَا يَقُولُ لَهُ: أَعدِدْ لِيَ العَشَاءَ، وَاشدُدْ وَسطَكَ وَاخدُمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشرَبَ، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذَلِكَ وَتَشرَبُ" (٧-٨).

٧. من منكم له خادم يحرث أو يرعى، إذا رجع من الحقل، يقول له: تعال فاجلس للطعام!
٨. ألا يقول له: أعدد لي العشاء، واشدد وسطك واخدمني حتى آكل وأشرب، ثم تأكل أنت بعد ذلك وتشرب.
٩. أتراه يشكر للخادم أنه فعل ما أمر به؟
١٠. وهكذا أنتم، إذا فعلتم جميع ما أُمِرْتُم به فقولوا: نحن خَدَمٌ لا خير فيهم، وما كان يجب علينا أن نفعله فعلناه.
الحرب. اليوم ٣٨.
اللهم، الظاهر أنهم مصمِّمون على الإبادة في غزة، وليس غزة فقط، بل غير غزة أيضًا. أنا لا أعلم، هكذا يقال. أنت، يا رب، تعلم ما يوجد في قلب الإنسان. الظاهر أن إبادة غزة بداية فقط. وستستمر الإبادة بعد ذلك... والأسرة الدولية صامتة. أهي موافقة، أم عاجزة أم عمياء أم خائفة؟ وممـَّاذا تخاف؟ من سرِّك في هذه الأرض؟ وأنت يا رب، هل أنت مع هؤلاء الأقوياء الظالمين والقاتلين؟ إلى متى تصبر عليهم، يا رب؟ إلى متى تضع بين أيديهم مصائرنا ومصائر غيرنا؟ أرضك مقدسة، تحوَّلت إلى مستنبت لكل هذا الشر؟ ماذا ترى يا رب؟ قُلْ لنا إنَّ هذا غير ممكن. قُلْ لنا إنَّ الذي يحدث الآن سيتوقَّف، وكل مخططات الدمار ستتوقَّف. قُلْ لنا إن الأرض ليست بين أيديهم، ولا مصائرنا، بل في يديك. نحن، ربَّنا، لا ملجأ لنا سواك. كلمتك. روحك. قوتك. حبُّك. اللهم، تعال، أسرع ولا تتأخر.
إنجيل اليوم.
"مَن مِنكُم لَهُ خَادِمٌ يَحرُثُ أَو يَرعَى، إذَا رَجَعَ مِنَ الحَقلِ، يَقُولُ لَهُ: تَعَالَ فَاجلِسْ لِلطَّعَامِ! أَلَا يَقُولُ لَهُ: أَعدِدْ لِيَ العَشَاءَ، وَاشدُدْ وَسطَكَ وَاخدُمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشرَبَ، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذَلِكَ وَتَشرَبُ" (٧-٨).
الخادم يقوم بعمله، وله أجرته، ويأكل خبزه، في الحقول، او في بيت سيّده. لكنه يقوم أولا بعمله. فهو عامل، ليقوم بعمل معيَّن. وهو ليس السيد. والسيد يعامله بحسب أمانته لعمله، وبحسب احترامه لسيده.
كلنا خدَّام في حقل الله، سيِّدِنا وخالقنا. نعترف بالله خالقنا، ونسجد له بالروح والحق. ونتمِّم العمل الذي كلَّفَنا به.
نعرف أنفسنا خدَّامًا أمام الله. الله ليس بحاجة إلينا، إنما هو، لأنه يحبنا، دعانا ومنحنا حياتنا. وكلَّفَنا بمهامِّنا في الأرض. كلَّفَنا بعائلتنا، وبإخوتنا الذين هم جزء من حياتنا، لنخدمهم. كلَّفَنا بكل المجتمع، وبخدمة الكنيسة أيضا. مهما كان موقعنا في المجتمع، نحن خدّام للجميع. الصغار والكبار، والضعاف، والمعوَّقين، والوضعاء، والمظلومين، خدّام للجميع، لأننا خدّام لله. جميع إخوتي، ولا سيما الصغار، والمنكوبون، هم أبناء الله. وأنا إن خدمت إخوتي فأنا أخدم الله أبانا وسيدنا جميعًا. أرسلني الله لأخدم إخوتي، وأنا كبير إن خدَمْتُهم. ويجب أن أعرف أني أنا، وحدي، من دون الله، لا أقدر شيئًا. مع الله، وبه، أقدر أن أخدم.
"وَهَكَذَا أَنتُم، إذَا فَعَلْتُم جَمِيعَ مَا أُمِرْتُم بِهِ فَقُولُوا: نَحنُ خَدَمٌ لَا خَيرَ فِيهِم، وَمَا كَانَ يَجِبً عَلَينَا أَن نَفعَلَهُ فَعَلْنَاهُ" (١٠).
الله يعطينا كل شيء مجّانًا، الحياة والعمل، والرسالة التي كلَّفَنا بها لدى إخوتنا. لذلك نحن أيضًا نعطي مجَّانًا، لا ننتظر المكافأة من الناس، ومن مجد الناس، لا نطلب المجد الباطل، إذا نجحنا. الله الذي يكلِّفُنا بالعمل يعمل فينا، وله المجد. لنكُنْ متواضعين، لنعترف بأن الله يعطينا كل شي، الحياة والعمل والرسالة نفسها، في المجتمع وفي الكنيسة.
ربي يسوع المسيح، أعترف أني كلي لك. خلقتني، وأحببتني. وأرسلتني أعمل في عالمك، خادمًا لإخوتي. أعترف أني خادم لا خير في نفسي من نفسي. أنا خادمك، ربي. أعطني أن أكون كذلك. وأن أقتدي بك، فأُحِبَّ بمثل حبِّك، وأكون قويًّا بقوتك، وأعطني أن يبقى إيماني صادقًا فأعمل كل ما تريدني أن أعمل. آمين.
الثلاثاء ١٤/١١/ ٢٠٢٣ بعد الأحد ٣٢ من السنة/أ