فى عيد ميلاد ملك القلوب الدكتور مجدى يعقوب عطاؤه لن ينتهي
صادف يوم أمس الخميس، عيد ميلاد الـ 86 للسير مجدى يعقوب، جراح القلوب المصري العالمي، الذى اشتهر على مستوى العالم فى مجال جراحات القلب، وأجرى على مدار حياته أكثر من 2500 جراحة قلب حتى الآن.
الطبيب الإنسان مجدى يعقوب الذى كرس حياته للعلم والأبحاث لتطوير جراحات القلب، وبالفعل نجح فى ذلك حيث يأتى له مرضى القلب من جميع أنحاء العالم ولا يرد احتياج مريض على الإطلاق. ونجح فى أصعب الحالات أشهرهم طفلة تبلغ من العمر 8 شهور، كانت تعانى من أن القلب لا يعمل وكانت معرضة للموت خلال 12 ساعة ولكنه نجح فى شفائها، وكذلك رجل أجرى له عملية نقل قلب وعاش بعدها 33 عاما، وغير ذلك من البطولات. وحصل الدكتور مجدى يعقوب على العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة على مستوى العالم، وكذلك تم تكريمه من معظم جامعات العالم، وبعد مسيرة من النجاح كرس كل جهوده ونجاح لأبناء بلده وأنشأ مركز القلب فى أسوان لعلاج مرضى القلب خاصة الأطفال وبدون ارباح ومازال عطاؤه مستمرا، وفي عام 2017 زار المركز في أسوان 24 ألف مريض، وعولج 3641 مريضًا، وأجريت 1023 عملية قلب مفتوح و2718 قسطرة قلب.
ولد الدكتور مجدى يعقوب فى 16 نوفمبر 1935 في مدينة بلبيس، محافظة الشرقية، مصر، لعائلة قبطية أرثوذكسية، وتنحدر أصولها من المنيا، وكان والده يعمل جراحا فاختار أن يرث مهنة الطب ليكمل مسيرة والده، ولكنه تخصص فى جراحات القلب بعد وفاة عمته بسبب مرض القلب، ورغم نجاحه فى عمله لكنه لم يكتف بذلك بل أعطى الأبحاث والدراسة أولوية لتطوير جراحات القلب وبالفعل نجح فى ذلك. يعقوب تخصص فى جراحات القلب بسبب عمته درس مجدى يعقوب الطب فى قصر العينى، وتخرج فى يناير 1957، وتم تعيينه كنائب للجراحة العامة وتدرب على يد الأستاذ الراحل أحمد أبو ذكرى، ثم سافر إلى بريطانيا لاستكمال التدريب حتى حصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية، وبدأ في العمل في جراحات القلب، ثم سافر إلى شيكاجو للعمل مدة قصيرة فى الجامعة هناك، وعاد ليعمل فى بريطانيا في مستشفى هارفيلد منذ عام 1969 حتى عام 2001، وخلال هذه الفترة عين فى معهد القلب البريطاني عام 1986، وخلال عمله اهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب، وقام فى عام 1980 بعملية نقل قلب لرجل عاش بعدها 33 عامًا، وهى أطول مدة بعد إجراء هذه العملية ليتوفى المريض فى عام 2005.
وقرر الدكتور مجدى يعقوب اعتزال جراحات القلب فى 2001 واكتفى بالعمل كاستشارى فقط، ولكنه قطع اعتزاله فى عام 2006 لإزالة قلب مزروع لطفلة بعد شفاء قلبها الطبيعي، وهى من أصعب العمليات التى أجراها السير مجدى يعقوب، وفى نفس العام قرر البروفيسور العودة بعمليات القلب الصناعى واشهرهم العملية التى أجراها للطفلة هانا كلارك التى عرضت عليه بحالة قلب متدهورة وهى تبلغ 8 اشهر، من عمرها وكانت معرضة للموت خلال 12 ساعة وبعد فشل الأدوية معها قرر السير مجدى يعقوب زراعة قلب صناعى لها بجانب قلبها الطبيعي ويتم عمل الاثنين معا ليساعداها على الحياة.
وحصل الدكتور مجدي يعقوب على جميع أنواع التقدير من الحكومة البريطانية، فقد حصل على لقب سير، ثم حصل على جائزة فخر بريطانيا، وهي أعلى تقدير علمى فى بريطانيا، وأصبح اسمه علمًا لفنون جراحة القلب في العالم كله. وتم تكريم مجدى يعقوب من الملكة اليزابيث الثانية حيث برع فى جراحة القلب في بريطانيا وأوروبا وتم تكريمه من ملكة بريطانيا الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، بحصوله على لقب "فارس" فى عام 1966، ويطلق عليه الإعلام البريطاني لقب "ملك القلوب"، وفى يناير عام 2011 حصل على أعلى وسام مصرى وهو قلادة النيل، ورغم كل ما جناه من احتفاء وتبجيل له من دول أوروبا إلا أنه تخلى عن كل ذلك وعاد إلى بلاده ليخدم أهل وطنه الحبيب، حيث أنشأ أهم وأكبر مركز لجراحات القلب فى الشرق الأوسط وهو مركزه فى أسوان فى عام 2008، وذلك من أجل أبناء بلده مصر، وهذا المركز غير هادف للربح ويعطى الأولوية للأطفال من مرضى القلب.