عيد القديس أغناطيوس دي لويولا، مؤسس الرهبان اليسوعيين - متى ١٣: ٤٤-٤٦

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٤٤ مَثَلُ مَلَكوتِ السَّمَوات كَمَثَلِ كَنْزٍ دُفِنَ في حَقْلٍ وَجدَهُ رَجُلٌ فأَعادَ دَفنَه، ثُمَّ مَضى لِشِدَّةِ فَرَحِه فباعَ جميعَ ما يَملِكُ واشتَرى ذٰلكَ الحَقْل. ٤٥ ومَثَلُ ملكوتِ السَّمَوات كمَثَلِ تاجِرٍ كانَ يَطلُبُ اللُّؤلُؤَ الكريم، ٤٦فوَجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينة، فمضى وباعَ جَميعَ ما يَملِك واشتَراها.

عيد القديس أغناطيوس دي لويولا، مؤسس الرهبان اليسوعيين - متى ١٣: ٤٤-٤٦

الحرب. اليوم ٢٩٩

"إِلى اللهِ صَوتي فأَصرُخ، إِلى اللهِ صَوتي فإِلَيَّ يُصْغي. في يَومِ ضيقي التَمَستُ السَّيِّد. في اللَّيلِ انبَسَطَت يَدي ولم تَكِلّ" (مزمور ٧٧: ٢-٣).

ارحمنا، يا رب. "إِليك أَصرُخ. في يَومِ ضيقي التَمَستُك ". إنَّا نبحث عنك، يا رب ولا نجدك. نصرخ، ولا تسمع لنا. نحن وحدنا أمام الموت، وحدنا في آلامنا. وحدنا أمام القاتلين والمعذِّبين. وحدنا أمام ظلم الناس. بل أنت تسمع، يا رب، وترى. إنك تسمع صراخنا وتصبر. لكن، إلى متى، يا رب؟ إلى متى تتركنا بين أيدي الذين يقتلوننا؟ ارحمنا، يا رب. ارحمنا. أصغ إلينا يا رب، استجب لنا، يا رب.

إنجيل اليوم

اليوم عيد القديس أغناطيوس دي لويولا، مؤسس الرهبان اليسوعيين. لنصلِّ من أجل الرهبان اليسوعيين، في بلادنا وفي العالم. القديس أغناطيوس، مثال الإنسان الذي يهتدي إلى الله، الإنسان الذي يقرأ الإنجيل ويجد فيه النور لحياة جديدة. قرأ وتأمل وتاب واهتدى الى الله، واهتداؤه كان سببًا لاهتداء الألوف من العمال في حقل الرب.

لنقرأ الإنجيل مثله، ولنهتدِ إلى النور، فنلتقي يسوع ونجد الحياة الجديدة.

نطرح دائمًا هذا السؤال على أنفسنا: كيف أكون مسيحيًّا؟ هنا، في واقعنا؟ نقول: نحن ديانات متعددة، ونحن عدد قليل، وحقوقنا ليست دائمًا مضمونة، والخوف في قلبنا، وإلى ذلك، نحن ضائعون في شؤون الأرض، وفي همومنا الشخصية... كيف أكون مسيحيًّا؟ في كل الظروف؟ الجواب بسيط: اقرأ الإنجيل وطبِّقْه على حياتك. واطلب من الله أن يمنحك النور والقوة لمعرفته، وللحياة معه، وللحياة كلها بملئها، حياة قوية بنوره، فنحيا ونمنح الحياة.

كيف أكون مسيحيًّا؟ أطرح على نفسي مرارًا هذا السؤال، في كل حياتي، في كل دقائق حياتي: هل أنا مسيحي؟ هل أخاف الناس لأني مسيحي؟ هل أنا في النور الذي يبدِّل حياتي، ويضعني وجهًا لوجه مع الله أبي؟

إنجيل اليوم يقول لنا إن ملكوت الله يشبه كنزًا مدفونًا.

"مَثَلُ مَلَكوتِ السَّمَوات كَمَثَلِ كَنْزٍ دُفِنَ في حَقْلٍ وَجدَهُ رَجُلٌ فأَعادَ دَفنَه، ثُمَّ مَضى لِشِدَّةِ فَرَحِه فباعَ جميعَ ما يَملِكُ واشتَرى ذٰلكَ الحَقْل. ومَثَلُ ملكوتِ السَّمَوات كمَثَلِ تاجِرٍ كانَ يَطلُبُ اللُّؤلُؤَ الكريم، فوَجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينة، فمضى وباعَ جَميعَ ما يَملِك واشتَراها".

ملكوت الله، الإيمان بالله هو كنز، أثمن من كل الكنوز، فنترك كل شيء لاقتنائه. نبيع كل شيء، لنحصل عليه. الكنز مدفون، مخبأ، يجب البحث عنه. الله أعطانا إياه، فيجب أن نفهم ماذا أعطانا الله، يجب أن نكون واعين أن الله أعطانا. نحن نحمل الكنز، وأحيانًا لا نعرف أننا نحمله. يجب أن نكون واعين، لنحيا بالكنز الذي أعطانا إياه الله.

كيف أكون مسيحيا؟ الكنز المخبأ فينا يجب أن نجده، ونجعله حياة. نقرأ الإنجيل لنجد النور. كلمة يسوع نور، وهداية، وتمنحنا القوة قوة الله، مهما كان الواقع الذي نحيا فيه.

نقرأ الإنجيل، ونستمدُّ منه النور والقوة.

ربي يسوع المسيح، نحن مثل تلاميذك في بعض المواقف، نحن أيضًا بالرغم من كل النعم التي تمنحنا إياها لا نفهم دائمًا كلامك. أرسل، إلينا أيضًا، الروح القدس لنفهم، لنهتدي، ولنجعل عطيتك حياة كاملة فينا، ومعك نحبا، وبك نحيا، ونحب كل إخوتنا، ولا نخاف أحدًا. آمين.

الأربعاء ٣١/٧/ ٢٠٢٤          بعد الأحد السابع عشر من زمن السنة/ب