عَلما زيتونة بلاد صفد واعلم يا عالم عن عَلما
الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية والدكتور شكري عراف
قرية عَلما تبعد 13 كم الى الشمال من مدينة صفد، وتبعد 4 كم الى الجنوب من الحدود اللبنانية، وكيلومتر واحد الى الشمال من قرية الريحانية الشركسية الوحيدة الباقية في المنطقة بعد قرية الجش...
للأسف الشديد لم أجد في علما إلا أكوام من الحجارة المتناثرة على مدِّ البصر، لقرية كانت تمتد على مساحة 147 دونماً وكانت الأولى بين قرى صفد فقد بلغت مساحة أراضيها 19747 دونماً في أنها الرابعة بين قرى القضاء بمساحة أراضيها. وكان عدد سكانها 950 نسمة عام 1945 يقيمون في 147 بيتاً حجرياً، وفيها جامع ومدرسة ابتدائية للبنين وكان فيها معصرتي زيتون تداران بالأحصنة فقد كان حوالي 750 دونما مزروعة بالزيتون.
ومع ذلك تجولت في ربوعها وتعرفت على:
1- البيت الوحيد المتداعي الذي كان جامع القرية في الجهة الشمالية الغربية للقرية.
2- بقايا القبور في مقبرتي القرية الشرقية والغربية.
3-أاحد المقامات لأحد الشيوخ الصالحين الذي حوله اليهود الى ضريح لاحد الربانيين رغم انهم لم يكونوا يملكون شيئا من أراضيها.
4- العديد من اشجار الزيتون المعمرة المتناثرة داخل القرية وفي جهتها الغربية.
5- بقايا بركة تجميع المياه التي كان الاهالي يستقون منها.
واترككم مع المؤرخ شكري عرّاف يُعلمنا بالمزيد عن عَلما:
عَلما: (1970.2730).
تقع إلى الشمال الشرقي مباشرة من قرية الريحانية الشركسية، وتحيط بها أراضي ديشوم، المالكية وصلحة من الشمال، ماروس من الشرق، دلّاثة من الجنوب والرأس الأحمر من الغرب. وترتفع حوالي 850 م عن سطح البحر.
شرب سكانها من مياه بير عوبا في وادي عوبا المجاور وقد سقوا مواشيهم من بركة علما وبركة السْيار.
عَلما العبرية تعني الفتاة الناضجة جنسيًا، أي أنها اجتازت سن الثانية عشرة، أسماها الأمين "علما الجيرا"، لأنها كانت في ناحية جيرة (لواء صفد).
سكنها حوالي 200 نسمة حسب چيرين وحوالي 250 نسمة في عام 1880 .
نزلها الجزائريون في عام 1859 حين كانت فارغة من السكان، وفي عام 1875، كانوا 250 مهاجرًا يعيشون في القرية برئاسة علي عباس ويوسف بُرازي.
من حمائلها:
-عقل: برز منهم حسين عقل وكان مختارًا لمدة من الزمن.
-الحاج خليل: وكان من زعمائها كريّم الحاج.
-عبد الرازق: برز منهم فارس الحاج.
-العجاوي: برز منهم حسين العجاوي.
-هَجاج: برز منهم سليمان هَجاج.
-شحرور: برز منهم سليم شحرور.
-سليمان: برز منهم محمد سعيد الذي كان مختارًا للقرية وبعد وفاته تسلم المخترة ابنه أحمد.
ومن حمائلها الأخرى: بُرازي، عباس، الرفاعي.
كان في القرية مسجد بُني فوق مقام الشيخ منصور، وقد بُني على مساحة حوالي 900م2، وقد توّلى الشيخ عبد الله سليم من أبناء أسرة الرفاعي إمامة هذا المسجد، اشتهر منهم أحمد وصلاح.
كان في القرية ثلاثة مقامات:
-محمد القيسوني، في خربة قيسون.
-الولية الشجرة، وهي شجرة بطم قرب مغارة غربي القرية.
-الشيخ ناصر، مقامه غربي القرية وعنده شجرتا توت، دفن الرفاعية حوله.
كان في القرية ثلاث مقابر:
-مقبرة قبة العبد- مساحتها دونمان، يقول مهندسو موسوعة المقدسات إن مساحتها 2871م2، وكانت في جدر البلد.
-مقبرة دار عزام- كانت على مساحة دونمين في جدر البلد.
-مقبرة الزاوية- على مساحة ثلاثة دونمات.
شارك سكانها في الثورة الفلسطينية الكبرى وقد برز منهم: المختار أحمد محمد سعيد، نايف الحاج، فارس الحاج وابنه عبد الرازق، أحمد سعيد سليمان، الشيخ علي محمد سعيد، حسين العجاوي وابنه رشيد، حسين هَجاج، حسين عقل وابنه، عبد الله أبو طعان وأخوه، حميد سليمان، أبو علي سليمان وأمين الشيخ الرفاعي.
من شهدائها محمد حسن عبدالله الذي شارك في معارك عديدة في منطقة صفد، خاصة عام 1933. وفي آب 1937 انفجر فيه لغمٌ وضعه البريطانيون على الحد اللبناني، وكان يحاول إزالة مثل هذه الألغام.
قتل الثوار سعيد فارس الحاج عبد الرازق قرب بيادر القرية. ونسف البريطانيون دارين في القرية: لعز الدين الخضرا ولفارس كرّيم الحاج.
وصادرت الحكومة 12 بندقية، على حين خبأ السكان باقي السلاح وراء الحدود.
لجأ معظم السكان إلى لبنان، وبقي القليل منهم لجأوا إلى قرية الريحانية الشركسية المجاورة، وهم من أبناء الحاج خليل بُرازي، عجاوي، ميّ وعباس، وهم يشكّلون فيها اليوم ربع السكان.
ملكت 19498 دونمًا، وكانت مساحة مسطحها 147 دونمًا.
أُقيمت على أراضيها مستوطنة عَلما عام 1949.
وقمت مؤخرا برحلة الى أعمق نقطة تحت الأرض في فلسطين، في مغارة علما بعمق 110 م ومسافة نصف كيلومتر.