عابود من قضاء رام الله بلدة الكنائس والآثار والطبيعة الساحرة

عابود قرية جميلة قديمة. تبعد عن رام الله 22 كم وعن القدس 30 كم. يبلغ عدد سكان القرية 2500 نسمة: نصفهم مسلمون ونصفهم مسيحيون (أرثوذكس وكاثوليك). تبلغ مساحتها حوالي 400 دونمٍ وتأخذ شكلاً طولياً، حيث تشتهر القرية بموقعها الجبلي والمطل على الساحل، حيث كانت قديماً تتبع إلى لواء اللد والرملة، وتتميز بخصوبة تربتها الزراعية وأشجار الزيتون والليمون والعنب.

عابود من قضاء رام الله بلدة الكنائس والآثار والطبيعة الساحرة

تسمية عابود بهذا الاسم يعود إلى كثرة المعابد الموجودة فيها، ووجود نبي من العهد القديم اسمه النبي عبادية، وسميت نسبةً إلى اسمه.

يوجد في عابود تسع كنائس أثرية قديمة يستخدم منها حالياً ثلاث كنائس وهم: كنيسة رقاد العذراء" العابودية" وكنيسة القديسة بربارة وكنيسة دير مار سمعان.

كنيسة رقاد العذراء "العابودية"

تعد هذه الكنيسة واحدة من أقدم وأقدس الكنائس الأثرية في فلسطين تعود إلى القرن الرابع الميلادي، بنَتها الملكة هيلانة في ذات الفترة التي بنت فيها كنيستي المهد في مدينة بيت لحم، والقيامة في مدينة القدس.

وسميت الكنيسة برقاد العذراء نسبةً إلى سيدتنا مريم العذراء حيث كانت الكنيسة متصلة بحياة الناس. تحتوي كنيسة دار العذراء بين جدرانها على مقتنيات أثرية قديمة وعلى أعمدة أثرية وأرضية فسيفسائية محاذية للكنيسة وأيضا ستارة مرسوم عليها نجوم وصلبان حفرت قديماً، ويوجد أيضا هيكل قديم.  ولكن أهم ما يوجد في الكنيسة من الناحية الأثرية هو حجر قديم مكتوب عليه باللغة الآرامية: المسيحية لغة فلسطين في ذاك العصر، لذا يعد هذا الحجر من أقدم وأندر الحجارة في فلسطين.

على بعد مائتي متر من الجهة الغربية للقرية، تشاهد تلة مرتفعة تحتضن أقدم الكنائس التي تعود إلى الفترة البيزنطية وهو دير القديسة بربارة، بقايا هذه الكنيسة الأثرية تتكون من ثلاث غرف، الغرفة الوسطى فيها كنيسة مستطيلة الشكل، لم يبقَ منها سوى الأساسات وهي مدفونة بالتراب، بالإضافة إلى نوعين من الأرضيات الفسيفسائية، وهناك في أسفل الكنيسة مجموعة من الكهوف والمقابر المنحوتة في الصخر.

منطقة المقاطع الأثرية

إلى الشمال الغربي من مركز القرية، تقع منطقة المقاطع الأثرية التي تضم قبوراً أثرية، ومنطقة لقطع الحجر بطريقة هندسية جميلة، يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي. هذه المنطقة سميت بالمقاطع نسبة إلى القطع الصخرية الموجودة فيها، حيث كان الرومان قديماً يقطعون تلك الصخور ليصنعوا منها قبوراً صخرية، ويقوموا ببناء الكنائس الأثرية القديمة في القرية.

الصور: تصوير موقع القيامة والأب رائد أبو ساحلية