شاماخي .. منطقة جبلية تشتهر بزراعة العنب بوفرة وصناعة النبيذ الفاخر
القيامة – شارك رئيس تحرير موقع "القيامة" زياد شليوط، في بعثة صحافية مندوبا عن صحيفة موقع "الصنارة" إلى أذربيجان، بين 6-10/9/2023 بدعوة من السفارة الأذرية، شملت زيارة مواقع في العاصمة باكو ومنطقة شاماخي، شمالي البلاد، وقد أعد بعض التقارير عن تلك الزيارة سننشرها تباعا في موقعنا بالاتفاق مع موقع وصحيفة "الصنارة" في الناصرة.

ما يميز جغرافية أذربيجان هو التنوع البارز فيها، فالبلاد تتكون من تسع مناطق مناخية، حيث تجمع بين الساحل والسهل والجبل والتل والوادي في تجانس جميل خاص، ودرجات الحرارة تختلف بين منطقة وأخرى بل ان الطقس يختلف برمته، وهذا ما لمسناه على أرض الواقع، فعندما غادرنا العاصمة باكو كان الطقس فيها حارا وصيفيا (في النصف الأول من شهر أيلول)، ولما وصلنا إلى منطقة شماخي (شمال غرب باكو) حتى استقبلتنا الأمطار ودرجات الحرارة الباردة بل غطى الضباب سفوح الجبال والتلال.
تحولت مقاطعة شاماخي منذ 2007، إلى أهم المناطق المشهورة بصناعة النبيذ في أذربيجان. وعند دخولك للمقاطعة في أحد الميادين الرئيسة نصب مجسم كبير يرمز إلى سلال العنب الكبيرة وفي داخلها قطوف ثمار العنب الذي يدل على أهم انتجات المقاطعة. على سفوح جبال القوقاز في منطقة مدينة قبالا المعروفة، وعلى ضفتي وادي سفالان الذي يعتبر جنة في صناعة النبيذ ويمر في المنطقة على ارتفاع 400 م، يمكن مشاهدة من كروم العنب، وقد نقش اسم الوادي على ضفته المقابلة، وهذا المشهد يذكر الزائر بمشهد التلة الذي نقش عليه شعار "هوليوود" لصناعة السينما في الولايات المتحدة.
زرنا مصنع سفالان الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2010، بينما أقيمت الشركة المنتجة عام 2007، والتي تملك مساحة 350 هكتار (3500 دونم) من كروم العنب حول المصنع، وتحتوي على 36 نوعا من العنب، منها 22 نوعا تدخل في صناعة النبيذ والباقي للأكل، ويعمل في تلك الكروم 80 عاملا طوال أيام السنة.
وخلال جولتنا في أرجاء وردهات مصنع سافالان للنبيذ يحدثنا الموظف المسؤول بأن نبيذ سفالان يعتبر الرقم الأول في أذربيجان، وهو متوفر في كل الحوانيت والبقالة في البلاد، كما يتم تصديره للخارج، إلا أنه لم تصديره لاسرائيل حتى اليوم.
ويضيف مندوب المصنع بأن المعدات الموجودة فيه تم استيرادها من ايطاليا. وكل الآلات أوتوماتية ويعمل في المصنع 25 عاملا فقط. كما ذكر بأن خبيرين ايطاليين يشرفان على انتاج النبيذ يراقبان كل خطوات انتاج النبيذ، وهنا اهتم أعضاء الوفد الصحفي إذا ما كانا مرتبطين؟ فأخبرنا الموظف المسؤول بأنهما عملا معا في المصنع وبعد ثلاث سنوات تزوجا، وأنتجا نوعا جديدا من النبيذ أطلقا عليه اسم "اليزا" على اسم الزوجة الشابة. وأضاف بأن المصنع ينتج 750 الف زجاجة في السنة، ويستهلك المصنع ما يعادل 30 – 35% من مجموع العنب المتوفر لديه، والباقي يتم بيعه للخارج.
نتقدم في المصنع فنصل الى ردهة فيها حاوية داخلها نبيذ من العنب الأبيض ، وحاوية ثانية من العنب الأسود، وكل حاوية تتسع 25 طنا من العنب، ونعلم بأن كل طن عنب ينتج 800 ليتر نبيذ.
يقول بأن مقولة أن النبيذ يكون أجود اذا ما جان معتقا في الحاويات، هي مقولة مغلوطة ومضللة، وأكد بأن النبيذ يمكث 36 سنة في البرميل في ردهة المصنع وبعدها يتم تفريغ البراميل وتعبئة القناني منها، ويتم القاء البراميل واستبدالها ببراميل جديدة. وسعة البراميل تتوزع بين 7 طن وطن واحد و25 كغم.
ويشير الموظف حديثه بأن المصنع حصل حتى اليوم على ما يعادل 100 جائزة دولية في مسابقات النبيذ من عدة دول منها اليابان، ألمانيا، فرنسا وغيرها.
والى جانب مصنع النبيذ هناك مصنع للكونياك، الذي يتم حفظه في البراميل لمدة 100 عام قبل تفريغها في الزجاجات.
وتنتهي جولتنا في المصنع باستضافتنا في مطعم المصنع على وجبة غداء فاخرة من الأطعمة الشعبية الأذرية، التي تقدم بطريقة مميزة وبطعم شهي، وهناك يقوم مندوب المصنع بتقديم مذاقات مختلفة لأفخر أنواع النبيذ التي ينتجها المصنع ومنها "اليزا" المميز. ومما يضيف رونقا للجلسية اطلالة المطعم على وادي سفلان، وفي صدر المصنع لوحة فنية نقل من خلالها الرسام المنظر الطبيعي الذي يشاهده الجالس عبر النافذة.