رايق جرجورة .. طيب الله ثراه

الكاتب : أحمد جربوني - رئيس مجلس عرابة سابقا

ولد في مدينة البشارة . شب وترعرع في شوارع وأحياء الناصرة ..أنهى دراسته الثانوية في المدرسة البلدية بتفوق. التحق بالجامعة العبرية ليدرس الحقوق وكان هناك قائدا طلابيا، اهتم كثيرا بقضايا الطلاب ومشاكل جماهيرنا العربية التي رزحت آنذاك تحت نير الحكم العسكري البغيض.

رايق جرجورة .. طيب الله ثراه

تفوقه في دراسته الثانوية والجامعية، أثار اهتمام معلميه وزملائه الطلاب. وبعد ان تخرج محاميا انخرط في العمل الوطني الى جانب عمله الأول، فانتخب نائبا لرئيس بلدية الناصرة القائد توفيق زياد فترة لم تستمر طويلا .مع ذلك ظل مع الجماهير وفي الصف الوطني. فحمل على كاهله أعباء وقضايا جماهير شعبه الى أن رغب أن يجلس في الطرف المقابل من طاولة القضاء، بدون جهد بذله واذا به قاضيا بارزا ..حتى صارت قراراته وأحكامه تثير إعجاب رجال القضاء حتى صاروا يستشهدون بها خلال دفاعاتهم عن موكليهم.

عرفت المرحوم أوائل سنوات الثمانين من القرن الماضي ..رأيته وسمعته ..اذا تحدث أثار انتباه واعجاب جلسائه بكلماته المعبرة والشيقة.  

حدث أن زارني في بيتي مرتين مع لفيف من الأصدقاء، وكانت تلك لحظات لا تنسى. كان يتحدث عن هموم جماهيرنا وطموحاتها عن انجازاتها ومستقبل أجيالها الواعدة، خاصة عندما راحت تستثمر امكانياتها في اعداد ابنائها الاعداد اللازم والمطلوب لمواجهة تحديات العصر وبطش الحكام.

كان بهتم لتخرج طلابنا مجموعات مجموعات من مختلف الكليات الجامعية، الأمر الذي كان يثير في نفسه الكثير من الفخر والاعتزاز.

عطاؤك أبو الفضيل عمّ وانتشر، وفاؤك لأهلك وجماهير شعبك سيسجل، ولن ينسى فاعتزازنا بك لا يوصف.

من بديهيات العصر ان لكل بداية نهاية، وعمر الانسان مهما طال فهو حتما الى نهاية، لكن الرجال الأعلام أمثالك ولا بد ان يتركوا ذكرى طيبة وبصمات لا تمحى او تزول. وأنت من صنعت ذكرى طيبة يعتز بها كل رفاقك واصدقاؤك.

سنذكرك دائما أبا الفضيل كلما دقت أجراس الكنائس وكلما ارتفع آذان المساجد. سنذكرك كلما تخرج فوج من طلابنا كلما جادت بالخير أراضينا في البطوف وفي المرج، وكلما أزهرت كروم زيتوننا في الجليل والمثلث، سنذكرك في كل معركة من معارك شعبنا.

سنذكرك دائما لأنك باق فينا.

طيب الله ثراك وجعل الجنة مثواك.