تجدد الاعتداءات العنصرية الاستفزازية على البطريركية الأرمنية في القدس والمطران حنا يتضامن
القيامة - تتعرّض حارة الأرمن في البلدة القديمة من مدينة القدس أو "بستان الأبقار"، باسمها المتداول، إلى محاولات استيلاء مستمرة من قبل بلدية القدس المدعومة بقوة الشرطة، استناداً على عقود ايجار ملغاة بموجب القوانين والأحكام المعمولة أصولاً.
هذا الاستيلاء يهدد الوجود الأرمني في فلسطين، الذي خلافاً لمعظم البلدان، يسبق الإبادة الجماعية الأرمنية بقرون، ويرتبط بشكل مباشر برحلات الحج إلى القدس وبيت لحم وكنيسة القيامة، حيث تمتلك الكنيسة الأرمنية فيها حصة الثلث مناصفة مع البطريركية اللاتينية وكنيسة الروم.
وقد نشر وديع أبو نصار، مستشار مجلس الأساقفة، أمس على صفحته بيانا حول الاعتداءات والاستفزازات الجديدة التي تتعرض لها البطريركية الأرمنية في القدس من قبل مجموعات دينية يهودية متطرفة، وأضاف أنه اتصل بمسؤولين في شرطة القدس ودعاهم الى ردع المعتدين.
وقام اليوم الجمعة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بزيارة لمقر البطريركية الأرمنية في القدس، التقى خلالها مع غبطة البطريرك، نورهان مانوكيان .
وقال المطران عطا الله حنا بأن "مدينة القدس تمر بأوقات عصيبة ويبدو ان هنالك شيئا يخطط للقدس في ظل الأوضاع الراهنة، حيث ازدادت حدة الاقتحامات والممارسات الظالمة في القدس، والتي يندرج في سياقها ايضا استهداف الحضور المسيحي العريق في المدينة المقدسة، فمن باب الجديد مرورا بباب الخليل ووصولا للحي الأرمني استهداف غير مسبوق للحضور المسيحي وسياسات هادفة للاستيلاء على العقارات والأوقاف التابعة للكنائس، وما يحدث حاليا للأرض المحاذية للبطريركية الأرمنية انما يندرج في هذا الاطار" .
وتابع المطران حنا قائلا: "اننا نعرب عن تضامننا وتعاطفنا ووقوفنا الى جانب اشقائنا واخوتنا الأرمن، الذين يدافعون عن عقاراتهم والتي يخطط المستوطنون للاستيلاء عليها، وقد ناشدت البطريركية الارمنية كافة الكنائس والمرجعيات الروحية والحقوقية والوطنية وغيرها بضرورة المساعدة، والعمل من اجل ابطال هذه المخططات المشبوهة حيث ان العالم بأسره منهمك بالأحداث الراهنة المتعلقة بغزة والسلطة تسعى لتمرير مشاريعها في مدينة القدس ".
وأضاف سيادته "إننا نمر بظروف عصيبة في مدينة القدس وهذا يجب ان يجعلنا جميعا أكثر لحمة ووعيا وحكمة وتعاونا وتفاعلا وتلاقيا، من اجل ان ندافع وان نحافظ على مدينتنا وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية" .
يذكر أن البطريركية الأرمنية في القدس سبق وتعرضت لاعتداءات تمثلت في كتابة شعارات عنصرية واعتداء جسدي على أحد الكهنة، إلى جانب اعتداءات عديدة على رجال دين ومؤمنين ودور عبادة مسيحية في القدس، في ظل التساهل من قبل الشرطة مع منفذي الاعتداءات.