تبع يسوع كثيرون، وشفاهم جميعًا - متى ١٢: ١٤-٢١

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٤فخَرَجَ الفِرِّيسيّونَ يَتآمرونَ علَيه لِيُهلِكوه. ١٥ فعَلِمَ يسوع فَٱنصرَفَ مِن هناك، وتَبِعَه خَلْقٌ كثير فشَفاهُم جَميعًا ١٦ونَهاهم عَن كَشْفِ أَمْرِه ١٧لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ النَّبِيِّ أَشَعْيا: ١٨ هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي ٱختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سأَجعَلُ رُوحي علَيه، فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. ١٩ لن يُخاصِمَ ولن يَصيح، ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صَوتَهُ في السَّاحات.٢٠ القَصَبةُ المَرضوضةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلَةُ المــُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها، حتَّى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر.٢١وفي ٱسمِه تَجعَلُ الأُمَمُ رجاءَها.

تبع يسوع كثيرون، وشفاهم جميعًا - متى ١٢: ١٤-٢١

        الحرب. اليوم ٢٨٨

        "أَلِلأَبَدِ تَغضَبُ علَينا؟ أَإِلى جيلٍ فجيلٍ تُطيلُ غَضَبَكَ؟ أَلا تعودُ تُحْيينا، فيَفرَحَ بِكَ شَعبُكَ؟ أَرِنا يا رَبُّ رَحمَتَكَ، وهَبْ لَنا خَلاصَكَ" (مزمور ٨٥: ٦-٨).

        ارحمنا يا رب. صباحًا ومساء، نصلِّي إليك، يا رب. الصغار يصَلُّون إليك، يطلبون خبزًا، وماء ليشربوا، والكبار تحت الموت يصَلُّون. "أَلِلأَبَدِ تَغضَبُ علَينا؟ أَلا تعودُ تُحْيينا؟ أَرِنا يا رَبُّ رَحمَتَكَ، وهَبْ لَنا خَلاصَكَ". أرنا، يا ربّ، حبَّك. إنَّا نؤمن. نحن جياع، عطاش بين الأنقاض، يائسين، لم نعد نعرف ما هي المحبة. كيف نُحِب ونحن محاطون من كل جهة بالأشرار الذين يحرموننا كل شيء، ويقتلوننا. وبالرغم من كل ذلك، نحن نؤمن. ونصلِّي. أرنا، يا رب، حبَّك، ورحمتك.

        إنجيل اليوم

        "فخَرَجَ الفِرِّيسيّونَ يَتآمرونَ علَيه لِيُهلِكوه. فعَلِمَ يسوع، فَانصرَفَ مِن هناك، وتَبِعَه خَلْقٌ كثير فشَفاهُم جَميعًا، ونَهاهم عَن كَشْفِ أَمْرِه" (١٤-١٦).

        تبع يسوع كثيرون، وشفاهم جميعًا. أمَّا الفريسيون، الأمناء "لله"، فقد سَعَوا ليهلكوه. قد يحدث أن مرسلين من قبل الله، لا يعرفون الله. الله محبة وينبوع الحياة، أما هم "الموظفون" عند الله، فهم مهتمون فقط للأوامر والنواهي. وهل نحن أيضًا مثلهم؟ نحن خدّام الله، هل ما زلنا خدَّامًا. هل ما زِلْنا أمام الله؟ "الموظَّفون" عند الله، يفكِّرون في أنفسهم، ولا يفكِّرون في الله، ولا يعملون عمل الله. قد يحدث هذا لنا أيضًا، في النسيان الكبير الذي قد ندخله، نسيان الله، وفي الرتابة الكبرى التي تصير إليها حياتنا. لنحذر من أنفسنا.

        كثيرون يتبعون يسوع. ويسوع يشفيهم. كثيرون ينظرون إلينا ويتبعوننا، هم أيضا يطلبون الشفاء، يريدون أن يصلُّوا فقط، أن يلتقوا مع الله. هل نحن خدَّام لهم ولله، أم موظَّفون، حكَّام على الناس، تائهون؟

        كثيرون يطلبوننا. إنهم يطلبون الله. الله محبة، ورحمة. الله أبٌ. لهذا اختارنا الله، لكي نعرِّف بيسوع الذي يشفق على الجموع. وأن نعرِّف بالله محبة ورحمة وأب.  

        "لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ النَّبِيِّ أَشَعْيا: هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سأَجعَلُ رُوحي علَيه، فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. لن يُخاصِمَ ولن يَصيح، ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صَوتَهُ في السَّاحات. القَصَبةُ المَرضوضةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلَةُ المــُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها، حتَّى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر. وفي اسمِه تَجعَلُ الأُمَمُ رجاءَها.

        تنبأ أشعيا بما سيكون يسوع، ابن الله، المملوء بالروح. " يُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ"، سيكون نورًا للتمييز بين الخير والشر، لن يحكم على أحد، لن يكسر "القَصَبةَ المـَرضوضة، والفَتيلَةُ المــُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها "... الكل، أيًّا كانت حالتهم، سيَخلُصُون، إن هم أرادوا. يسوع ابن الله، صار عبدًا لله، أخًا لنا بِكرَنا، وهو مثالنا. نحن أيضًا، لسنا لنحكم، بل لنخلِّص. الأشرار والأبرار، نحن مُرسَلون لخلاصهم.

        الله محبة، وجاء يسوع مخلِّصًا. ونحن أيضًا اختارنا الله لنكون محبة الله ومخلِّصين مع يسوع. هذا هدف حياتنا، هذا معنى حياتنا. هل نفكِّر في ذلك؟

        ربي يسوع المسيح، جئْتَ بيننا تعمل الخير، تعلِّم، وتشفي. فكَّرَ البعض في أن يقتلوك، بينما البسطاء طلبوا الشفاء ونالوه. أعطنا يا رب أن نكون بين الذين يطلبون الشفاء. اشفِنا وأعطنا القدرة لنشفي إخوتنا وأخواتنا. آمين.

السبت ٢٠/٧/ ٢٠٢٤             بعد الأحد الخامس عشر من زمن السنة/ب