المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي اللاتيني في الناصرة في لقاء مع موقع "القيامة": علينا أن نفتش عن فاقدي العيد والفرحة لنتعاطف معهم

الكاتب : رئيس تحرير موقع "القيامة"

كلّما حلّ عيدٌ في مجتمعنا وخاصة في ظروف غير طبيعية، تعيق فرحة العيد وبهجته، نستذكر بيت الشعر الخالد لشاعر العرب أبو الطيب المتنبي الذي هتف من أعماق قلبه المجروح: "عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ"، وكم كنا نتمنى أن يعود عيد الميلاد في هذا العام "بما مضى"، لكنه يعود في ظل حرب قاسية وصعبة في بلادنا ومنطقتنا، حصدت وتحصد أرواح ألوف البشر وعشرات الألوف من المصابين والمشوهين والمشردين.

المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي اللاتيني في الناصرة في لقاء مع موقع "القيامة": علينا أن نفتش عن فاقدي العيد والفرحة لنتعاطف معهم

هذا ناهيك عن استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية والتي كاد ينساها الناس، وناهيك عن المآسي والويلات الطبيعية التي تخلف الضحايا بالآلاف وغيرها من الكوارث، والتي تأتينا بالجديد المأساوي ويحدّ من بهجة العيد ورونقه.

على ضوء ما يمر علينا ومع قدوم عيد الميلاد لهذا العام في أجواء من الحزن والأسف، قرر مجلس رؤساء الكنائس في القدس، الغاء المظاهر الاحتفالية للعيد والتي كانت تتمثل بالاحتفالات العامة باضاءة شجرة العيد واقامة المسيرات الشعبية وغيرها، واقتصار إحياء مراسم العيد على الطقوس الدينية داخل الكنائس ودور العبادة، التقى رئيس تحرير موقع "القيامة" المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي اللاتيني في الناصرة.

القيامة: كيف يأتي عيد الميلاد، عيد الفرح علينا هذا العام؟

المطران نهرا: نحن في مجتمع يعيش حدادا على ضحاياه، سواء في الجانب الاسرائيلي أو في غزة، حيث الوضع مأساوي والقلب يتقطع لمشهد القتل وعلينا احترام مشاعر الناس، وأي احتفال خارجي في هذه الظروف يعتبر تحديا وقلّة انسانية. وفي الجانب الداخلي علينا أن نعود لمعنى العيد الحقيقي، صميم إيماننا وهو الرجاء والنور والتواضع. ذلك المعنى يذكرنا ليس بالوضع القائم انما بولادة المخلص الذي يزورنا ويقدم لنا الرجاء على شكل شعلة داخل رالقلب، حتى نقوى ونصمد أمام الصعوبات التي تواجهنا لنواصل طريقنا.

القيامة: ما هي رسالتكم لجمهور المؤمنين في عيد هذا العام؟

المطران نهرا: رسالتي للمؤمنين وعامة الناس أولا أن نفكر ببعضنا البعض خاصة من لا يحتفلون بالعيد، وأن نفتش عن فاقدي العيد والفرحة لنتعاطف معهم. ثانيا نعود ونغذي إيماننا ورجاءنا بأن ولد لنا مخلص وهو من حوّل العالم وقادر أن يحوّل الكثير، لكنه يحتاج لنا بأن نرتبط به بايماننا وأن نعمل في مجتمعنا ضمن رسالتنا التي يذكرنا بها العيد، وأن نعيش بشكل مختلف مع رسالة المسيح وجهرها في ملكوت الله مع مثل الزارع الذي خرج ليزرع، دورنا أن نؤمن بالحبّة الصغيرة التي تنمو وتكبر ويصبح لها تأثير على المجتمع. عيدنا هو طفل صغير غيّر العالم، لكن تدريجيا وبمثابرة وايمان ورجاء لمساعدة مجتمعنا بأن نستعيد الثقة بأن يكون العيد في العام القادم أفضل."