الله واحد والإنسان واحد على صورة الله - لوقا ٧: ١-١٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١ولَمَّا أَتَمَّ جَميعَ كَلامِه بِمَسمَعٍ مِنَ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرناحوم. ٢وكانَ لِقائِدِ مائةٍ خادِمٌ مَريضٌ قد أَشرَفَ على المــَوت، وكانَ عَزيزًا علَيه. ٣فلمَّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيه بَعضَ أَعيانِ اليَهود يَسأَلُه أَن يَأتِيَ فيُنقِذَ خادِمَه. ٤ولَمَّا وصَلوا إِلى يسوع، سأَلوه بِإِلحاحٍ قالوا: «إِنَّه يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَه ذٰلك، ٥لِأَنَّه يُحِبُّ أُمَّتَنا، وهوَ الَّذي بَنى لَنا المــَجمَع». ٦فمَضى يسوعُ معَهم. وما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ البَيت، حتَّى أَرسَلَ إِلَيه قائدُ المائَةِ بَعضَ أَصدِقائِه يَقولُ له: «يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفسَكَ، فَإِنِّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقْفي، ٧ولِذٰلِكَ لم أَرَني أَهلًا لِأَن أَجيءَ إِلَيك، ولٰكِن قُلْ كَلِمَةً يُشْفَ خادِمي. ٨فأَنا مَرؤوسٌ ولي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لهٰذا: اذهَبْ! فَيَذهَب، وَلِلآخَر: تَعالَ! فيَأتي، ولِخادِمي: افعَلْ هٰذا! فَيَفعَلُه». ٩فلَمَّا سَمِعَ يسوعُ ذٰلك، أُعجِبَ بِه والتَفَتَ إِلى الجَمعِ الَّذي يَتبَعُه فقال: «أَقولُ لَكم: لم أَجِدْ مِثلَ هٰذا الإِيمانِ حتَّى في إِسرائيل». ١٠ورَجَعَ المُرسَلونَ إِلى البَيت، فوَجَدوا الخادِمَ قد رُدَّت إِليهِ العافِيَة.
الحرب. اليوم ٣٤٥
"أَيُّها السَّيِّد، بُغيَتي كُلُّها أَمامَكَ، وتَنَهُّدي لا يَخْفى علَيكَ. يَخفِقُ قَلْبي وقُوَّتي تُفارِقُني، وحتَّى نُورُ عَينَيَّ لم يَبقَ معي" (مزمور ٣٨: ١٠-١١).
ارحمنا، يا رب. يا رب، مليونان مشرَّدون، على الطرق، أُجبِرُوا على ترك بيوتهم. مليونان من أصل مليونين ونصف. وبقيت أمام المدمِّر بعض البيوت لم تُدمَّر بعد، وبقي أمام القاتل بعض الناس لم يُقتَلوا بعد ... لهذا الحرب مستمرة. وأنت، يا رب، لا يمكن أن تكون مع الموت. أنت المحبة، أنت كلمة الله الذي صرت إنسانًا، ومُتَّ وقُمْتَ من بين الأموات، لتخلِّص كل هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين يقتلونهم... رحماك، يا رب. ارحمنا، يا رب. استجب، يا رب. أوقف جنون الناس. تدخَّلْ، يا رب، مُدَّ ذراعك وأنزل الأقوياء الظالمين عن عروشهم... ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"ولَمَّا أَتَمَّ جَميعَ كَلامِه بِمَسمَعٍ مِنَ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرناحوم. ٢وكانَ لِقائِدِ مائةٍ خادِمٌ مَريضٌ قد أَشرَفَ على المــَوت، وكانَ عَزيزًا علَيه. ٣فلمَّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيه بَعضَ أَعيانِ اليَهود يَسأَلُه أَن يَأتِيَ فيُنقِذَ خادِمَه. ٤ولَمَّا وصَلوا إِلى يسوع، سأَلوه بِإِلحاحٍ قالوا: «إِنَّه يَستَحِقُّ أَن تَمنَحَه ذٰلك" (١-٤).
قائد مئة روماني وثني، وبعض اليهود يشفعون به. غريبٌ من شعب آخر، من ديانة أخرى، كيف التعامل معه؟ الحواجز بين الشعوب، وبين المؤمنين بالديانات المختلفة. هذا واقعنا، هذا مجتمعنا، شعوب كثيرة، ديانات كثيرة، والمسيحيون أنفسهم في كنائس وجماعات كثيرة. واقع ممزَّق. البعض يقول فسيفساء جميلة ويريد ألا يرى المأساة. لكنه تمزُّقٌ ومأساة. بل، بين القوميات، حرب.
الله واحد، والمسيح واحد. والإنسان أصله واحد، على صورة الله، مدعُوٌّ إلى المحبة، إلى ألا يغرق ويجد الموت في اختلافاته، إلى ألا يجعل من اختلافاته أصنامًا ثم يحوِّلها إلى حروب.
الله واحد والإنسان واحد على صورة الله.
وحروبنا؟ والحرب في غزة وفي غير غزة؟ كيف نرى الإنسان الواحد؟
الله واحد، ننظر إلى الله، فنرى الله، والله يساعدنا لكي نكون واحدًا، ونعمل للوحدة حتى في وسط الحروب...
نعيش كل واقع الحرب، فنعمل على مقاومة الحرب وتوقيفها، نذكِّر كل واحد بكرامته، ليحرر نفسه من كل مخطَّطات الشر، ليرى الواقع أننا واحد، وأننا نقدر أن نكون واحدًا، أمام الله أبينا وخالقنا.
"كانَ لِقائِدِ مائةٍ خادِمٌ مَريضٌ قد أَشرَفَ على المَوت". قائد مئة روماني، عدو، محتل، وثني، يطلب شفاء خادمه، إذن من شعب آخر... الناس مدعُوُّون دائمًا لأن يعيشوا شعوبًا مختلفة وديانات مختلفة، لكنهم لذلك ليسوا مدعوين لأن يعيشوا في الحروب.
ونحن بلد، أرض قدَّسها الله بحضوره فيها في فترة من التاريخ، ونحن بلد فيه شعوب مختلفة وديانات مختلفة، وكنائس مختلفة. بلد فيه محبة الله وخطيئة الناس. وجاء يسوع ليخلِّصنا، وليعلِّمَنا أننا جميعًا على صورة الله، وأن الله أبونا جميعًا.
في حربنا اليوم، المحبة صعبة. الشفاعة بالآخر المختلف صعب، بالعدو، القاتل، مستحيل. ومع ذلك الله الذي قدَّس الأرض، والأماكن، يريد أن يقدِِّس الناس أيضًا، والمختلفين، وكل الديانات. يريد أن تتوقَّفَ الحرب.
كيف تكون المحبة؟ كيف تكون الحياة اليوم في الأرض المقدسة مع كل هذه التناقضات والعداوات؟ منذ زمن نحن في هذه الحياة، مختلفون، وفي قوميتنا أعداء. أجيال. مختلفون وأعداء، صار الأمر طبيعيًّا. لكنه ليس طبيعيًّا. هذه خطيئة. مختلفون، نعم، لكن أعداء، لا.
ربي يسوع المسيح، وضعُنا شائكٌ لا حلَّ له. الإنسان لا يقدر أن يشفي. أنت الذي أردت أن تخلِّص الأرض وكل إنسان، أضئ لنا، واهدِنا، يا ربّ. آمين.
الاثنين ١٦/٩/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٢٤ من السنة/ب