الزبابدة بلدة فلسطينية مميزة بتاريخها وحاضرها ودور المسيحيين فيها

بلدة فلسطينية حالية، تأسست في منطقة سهلية مرتفعة قليلاً، على الطريق الواصل بين مدينة جنين ومحافظات نابلس- رام الله- أريحا، جنوب شرقي مدينة جنين وعلى مسافة 15 كم عنها بارتفاع يصل إلى 365 م عن مستوى سطح البحر. تبلغ مساحة أراضي الزبابدة حوالي 5719 دونما. اسم (زبدة) تحريف لكلمة (زبدين) السريانية بمعنى الزبدة أو مكان صنع الزبدة، وهذه القرية معروفة بإنتاج الألبان.

الزبابدة بلدة فلسطينية مميزة بتاريخها وحاضرها ودور المسيحيين فيها

احتلت الزبابدة كما قرى ومدن الضفة الغربية عشية حرب الخامس من حزيران/ يونيو 1967، وبقيت تحت الاحتلال حتى عام 1993 عندما تم توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل، تم تأسيس أول مجلس محلي في القرية عام 1995 وتحول رسمياً لمجلس بلدي عام 2005 ويتبع بدوره لمركز محافظة مدينة جنين.

المسيحية والمدارس والكنائس في الزبابدة

فيها 4 كنائس أقدمها يعود للعام 528م حيث كانت المنطقة عبارة عن منطقة للمسيحيين، وقد كانت الكنيسة حينها ديراً ثم أصبحت كنيسة عام 1921 م، أما أحدث كنائسها فقد بنيت عام 2002م. كنيسة الزيارة للاتين. كنيسة الروم الأرثوذوكس. كنيسة الروم الكاثوليك. الكنيسة الانجيلية.

يعود تاريخها إلى العصر البيزنطي، لها آثار مسيحية شهيرة من ذلك العصر دمرت في القرن السابع الميلادي بسبب الحروب الدينية، وبقيت غير مأهولة وغير مكتشفة حتى تأسست الجديدة على أراض كانت تملكها عائلة جرار خلال نظام الدولة العثمانية.

لعبت المدارس التبشيرية (الكنسية) دورا هاما في النهضة الثقافية والعلمية، ولا سيما بعد الحرب العالمية الأولى، لأنه دخل في البلاد عناصر أجنبية وكل منها في نشر لغتها في البلاد لتستميل الأهالي إليها، فمن أبناء الزبابدة من دخل مدارس السالزيان الصناعية ومدرسة شنلر الصناعية والثقافية ومدرسة الأمريكان ومدرسة المطران ومدارس الفرير وغيرها، فأخذوا من هذه الثقافات المتنوعة كثيرا من التقاليد والعادات الأجنبية التي غيرت أطوار الحياة وبدلت نوع المعيشة.

كانت المدارس في أكثرها ابتدائية فارتقت وكثرت التناوبات وازدحمت المدارس بالطلاب والطالبات وكثر الخريجون للوظائف والأعمال الحرة فنشطت الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية في الزبابدة وغيرها من البلدات وازدهرت وتقدمت تقدما محسوسا.

النهضة العلمية في الزبابدة

 كما ذكرنا فان المتعلمين والمتخرجين من المدارس الداخلية في القدس كانوا قلائل يعدون على الأصابع، لكن لما حل الانتداب البريطاني على فلسطين أخذت الحكومة في نشر العلم والثقافة في كل البلاد، وفتحت مدارس المعارف في المدن والقرى وصار الطلاب يتواردون على مناهل العلم ليكتسبوا الفوائد الجمة ويحصلوا على الشهادات العالية، التي تؤهلهم للتوظيف والاستخدام وممارسة الأشغال الحرة التي من شأنها توفير المعيشة الفضلى لهم ولذويهم. لذلك دبت الغيرة والحماسة عند الكثيرين من الأهالي فسارعوا في إرسال أولادهم إلى المدارس وتشجيعهم على نيل الشهادات لتأمين مستقبلهم. وهكذا نهضت البلدة وتدرجت في سلم العلم والحضارة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والزراعية، فازدهرت ونمت وتقدمت البلدة تقدما ملحوظا أصبحت وكأنها مدينة تتمتع بكل مرافق الحياة من مواصلات وكهرباء.

كما واكتسب المتعلمون المزايا الحميدة والنشاط المتواصل في تحصيل العلم، ولم يكتفوا بالعلوم الابتدائية والثانوية والتوجيهية بل ساروا قدما في تحصيل التعليم الجامعي، فتخرج العديدون ونالوا شهادات البكالوريوس في اللغة والآداب العربية وفي الجغرافيا والتاريخ والتجارة والاقتصاد والسياسة وآخرون في الطب والمحاماة والدكتوراة في القانون والسياسة.

قصة شق الطريق الرئيس الى الزبابدة وبطريرك اللاتين

وفي سنة 1928م. أراد بطريرك اللاتين المرحوم "لويس برلسينا" أن يزور الزبابدة من اجل إحدى الواجبات الدينية ولم يكن يستطيع ركوب الخيل والمسافة بين جنين والزبابدة تستغرق ساعة ونصف على الأقدام فما كان من أهل البلدة إلا القيام بالتبرع لفتح الطريق للسيارات عن طريق بلدة قباطية المجاورة فجمعوا تسع جنيهات وكانت أجرة العامل عشرة قروش وفتحوا الطريق وسهلوها حتى قباطية ليتمكن البطريرك من زيارة الزبابدة والوصول إليها في السيارة. أما في عام 1936 لما قامت الثورة ضد الإنجليز عبدت الطريق ومع الوقت زفتت وصارت طريقا عامة تصل جنين في عمان ونابلس والقدس عن طريق الفارعة ومن ثم صارت شبكة خطوط مواصلات أصبحت الزبابدة مركزا وسطا للقرى المجاورة وكثرت السيارات والباصات أصبحت لا تنقطع أبدا وتربط القرى والبلدات بعضها ببعض.