الدكتور أمير عليمي، نائب مدير مستشفى الناصرة (الإنجليزي) في لقاء مع "القيامة" حول مرض حمى النيل الغربي
أعلنت وزارة الصحة أنه توفي أربعة أشخاص بحمى النيل الغربيّ وهناك احتمال لوفاة شخص خامس في الأسبوع الماضي. وأضافت وزارة الصحة بأنه تم التعرف إلى 48 مصابا بالحمى، عولج 36 منهم في المشافي، ومنهم 5 موصولين بجهاز التنفس. نظرا لانتشار هذا المرض في البلاد واحتمال إصابة أشخاص آخرين به، أجرى رئيس تحرير "القيامة" ومحرر صحيفة "الصنارة"، الكاتب زياد شليوط لقاء خاصا مع الدكتور أمير عليمي، وهو طبيب أطفال ونائب مدير مستشفى الناصرة (الانجليزي)، للوقوف على ماهية هذا المرض وعوارضه وطرق علاجه وجوانب أخرى متعلقة به.
القيامة: ما هو حمى النيل الغربيّ، ومتى عرفناه في بلادنا؟
د. عليمي: هو مرض فيروسي ينتقل إلى الانسان من الحيوانات بواسطة البعوض، ولا يتم انتقاله عبر البشر. أطلقت عليه هذه التسمية، لأنه تم رصد المرض لأول مرة في ثلاثينات القرن الماضي في أوغندا، في منطقة تقع غرب نهر النيل. وفي إسرائيل، تمّ تسجيل ظهور المرض لأول مرة في الخمسينات من القرن العشرين، وفي عام 1998-99 تفشت حمى النيل الغربي بشكل كبير في بلادنا وأصيب به مئات المرضى، ومنذ ذلك الحين لدينا في كل صيف مرضى وعدوى.
القيامة: في الموسم الحالي ذكر بأن معظم الاصابات حصلت في منطقة المركز، هل هناك حالات في منطقة الشمال؟
د. عليمي: عندما يقال تل أبيب هذا لا يعني أن المصابين هم من مدينة تل أبيب، بل يمكن أن يكونوا من النقب ومناطق أخرى. لا يمكن معرفة عدد الحالات لهذا المرض عندنا في الشمال خاصة، لأنه لا يتم ابقاء المصابين في المستشفى نظرا للظروف الاستثنائية الحالية والاستعداد لحالة الحرب المتوقعة، أي أن تلك الحالات تكاد لا تصل للمستشفيات.
القيامة: ألم تصلكم أي حالة في مستشفى الناصرة؟
د. عليمي: يمكنني القول أنه وصلتنا حالة واحدة قبل ثلاثة أشهر وكان وضعها صعبا. لكن في الفترة الأخيرة لم تصلنا أي حالة، وكما قلت فان هذا المرض يصيب شخصا واحدا من بين 100 شخص.
القيامة: ما هي مسببات المرض وكيف ينتقل؟
د. عليمي: سبب المرض هو فيروس النيل الغربي الذي ينتقل إلى البشر من خلال لسعة البعوض، التي تغذت من قبل على دم طير مصاب. الطيور هي الحاضن الرئيسي للفيروس وهي تقوم بنشره في العالم من خلال مسارات هجرتها. وينتشر المرض بشكل رئيسي في موسم نشاط البعوض، أشهر الصيف وأوائل الخريف.
القيامة: ما هي أعراض المرض وما هي مضاعفاته الرئيسية؟
د. عليمي: الأشخاص الذين يصابون بالمرض لا تظهر لديهم في العادة أيّ أعراض. وعادة ما تظهر لدى المصاب حمى، إرهاق، ضعف، صداع في الرأس، آلام مفاصل وطفح جلدي في بعض الأحيان. يمكن ان تظهر عوارض بدرجات متفاوتة، وأن تصل إلى إصابة الجهاز العصبي الذي يؤدي إلى التهاب غشاء الدماغ أي ما يعرف باسم (السحايا) والتهاب نسيج الدماغ، وبالتالي إلى شلل جزئي أو كامل.
أعراض إصابة الدماغ هي ، حمى، صداع، صعوبة في التركيز، اضطرابات في الذاكرة، رعاش، ضعف الأطراف (شلل رخو)، ارتباك وضعف الوعي. قد يؤدي مرض حمى النيل الغربي في حالاته الحادة إلى إصابات عصبية طويلة المدى وربما الوفاة.
القيامة: من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؟
د. عليمي: البالغون من جيل 65 فما فوق هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، ومن لديهم مناعة خفيفة. أما بالنسبة للأطفال فعوارض هذا المرض لديهم تشبه عوارض أي مرض آخر، وعادة ما اتكون عوارض طفيفة وسرعان ما تزول.
القيامة: كم يستمر المرض؟
د. عليمي: فترة الحضانة من لحظة اللسعة وحتى ظهور أعراض المرض، تتراوح بين 5 أيام إلى 21 يوما. من ناحية أخرى، قد يستمر المرض في حالة إصابة الدماغ لعدة أسابيع، ويمكن أن تتحول الإصابات الدماغية في معظم الأحيان إلى إصابات دائمة.
القيامة: كيف يتم تشخيص المرض، وبالتالي علاجه؟
د. عليمي: يتم أخذ عينة من السائل الشوكي للتأكد من وجود أجسام مضادة للفيروس. كما يتم إجراء فحص دم للتأكد من وجود أجسام مضادة في الدم. لا يوجد علاج خاص للمرض. وعادة ما يتم تقديم العلاج الداعم: تناول سوائل، المحافظة على مسالك تنفس مفتوحة والمحافظة على العلامات الحيوية المختلفة.
القيامة: ما هي طرق الوقاية من المرض؟
د. عليمي: الوقاية تكون على مستويين شخصي ورسمي. على المستوى الشخصيّ يمكن حماية البيت بمختلف الوسائل مثل وضع مشبكات أو مناخل على الشبابيك، استخدام مستحضرات طاردة للبعوض، أو طارد البعوض الألكتروني، كما يُنصح بدهن الجلد المكشوف بمستحضرات طاردة للبعوض، بشكل خاص في ساعات المساء حيث ينشط البعوض، والابتعاد عن أماكن فيها مياه راكدة.
أما على مستوى السلطات المسؤولة فيتوجب على وزارة حماية البيئة أخذ عينات للفحص من مناطق مختلفة من البلاد لرصد البعوض الموبوء الذي من الممكن ان ينقل المرض. وتقوم وزارة الصحة باستقبال تقارير حول كل مريض تمّ تشخيصه كمريض حمى النيل الغربي، ونقل المعلومات إلى وزارة حماية البيئة حتى تعثر على مصدر العدوى والشروع في عمليات المكافحة بالمبيدات.