الإيمان بيسوع هو اتباعه، هو المكوث معه - يوحنا ١٢: ٢٠-٣٣
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – البطريرك الأسبق للاتين في القدس
٢٠ وكانَ بَعضُ اليونانِيِّينَ في جُملَةِ الَّذينَ صَعِدوا إِلى أُورَشَليمَ لِلْعِبادَةِ مُدَّةَ العيد. ٢١ فقَصَدوا إِلى فيلِبُّس، وكانَ مِن بَيتَ صَيدا في الجَليل، فقالوا له مُلتَمِسين: يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع. ٢٢ فذَهَبَ فيلِبُّس فأَخبَرَ أَنَدرواس، وذهَبَ أَندَرواس وفيلِبُّس فأَخبَرا يسوع. ٢٣ فأَجابَهما يسوع: أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان. ٢٤ الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا. ٢٥ مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. ٢٦ مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي.

٢٧ الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟ يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة. ٢٨ يا أَبتِ، مَجِّدِ اسمَكَ. فانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: قَد مَجَّدتُه وسَأُمَجِّدُه أَيضًا. ٢٩ فقالَ الجَمْعُ الَّذي كانَ حاضِرًا وسَمِعَ الصَّوت: إِنَّه دَوِيُّ رَعْد. وقال آخَرونَ: إِنَّ مَلاكًا كَلَّمَهُ. ٣٠ أَجَابَ يسوع: لم يَكُنْ هذا الصَّوتُ لأَجلي، بل لأجلِكُم. ٣١ الَيومَ دَينونَةُ هذا العالَم. اليَومَ يُطرَدُ سَيِّدُ هذا العالَمِ إِلى الخارِج. ٣٢ وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين. ٣٣ وقالَ ذلك مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتي سَيَموتُها.
الحرب ١٦٢
"احمَدوا الرَّبَّ لأَنَّه صالِح لأنَّ للأبدِ رَحمَته. مَن ذا الذي يُحَدِّثُ بِمَآثِرِ الرّبّ ويُسمِعُ تَسبِحَته كلَّها؟ اذكُرْني يا ربُّ نَظرًا لِرِضاكَ عن شَعبِكَ، افتَقِدْني بِخَلاصِكَ" (مزمور ١٠٦: ١و٣-٤).
نشكرك، يا رب، لكل ما تعطينا. بك وُجِدْنا، ولك وُجِدْنا. في ويلاتنا وآلامنا احفظا متحدين مع صليبك الفادي. لتكُنْ آلام الرجال والنساء في هذه الحرب فداء لهذه الأرض. " اذكُرْنا، يا ربُّ نَظرًا لِرِضاكَ عن شَعبِكَ، وافتَقِدْنا بِخَلاصِكَ".
إنجيل اليوم
"وكانَ بَعضُ اليونانِيِّينَ في جُملَةِ الَّذينَ صَعِدوا إِلى أُورَشَليمَ لِلْعِبادَةِ مُدَّةَ العيد. فقَصَدوا إِلى فيلِبُّس، وكانَ مِن بَيتَ صَيدا في الجَليل، فقالوا له مُلتَمِسين: يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع" (٢٠-٢١).
نريد أن نرى يسوع. كانوا يونانيين، من الوثنيين. سمعوا بيسوع. فأرادوا أن يروه. هل كانت تلك نعمة من الله تدعوهم؟ أم كان فضولًا فقط من جهتهم؟ في كلا الحالتين، وصلوا عند يسوع، وسمعوا من يسوع من هو.
"فذَهَبَ فيلِبُّس فأَخبَرَ أَنَدرواس، وذهَبَ أَندَرواس وفيلِبُّس فأَخبَرا يسوع. فأَجابَهما يسوع: أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا. مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة" (٢٢-٢٥).
قال يسوع للجميع إنه هو الذي يجب أن يموت، يجب أن يَبذِلَ حياته من أجل الآخرين. فهو مثل حبة الحنطة التي تقع في التراب فتموت، وتعطي بموتها ثمرًا. موت أمور كثيرة فينا، أمور غير ضرورية، أو أمور شر، فتثمر فينا الحياة. يسوع سار في طريق الموت، ليس طريق قسوة الإنسان الذي يفرض الموت على غيره، بل موت القسوة نفسها، الموت الذي يصير حياة أبدية، مثل موت يسوع الذي يصير قيامة، وحياة جديدة للإنسانية.
مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي (٢٦).
الإيمان بيسوع هو اتباعه، هو المكوث معه، وبذلك يعرف الآب، ويعرف يسوع الذي هو واحد مع الآب والروح. يعرف والله يكرمه.
"الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟ يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة. يا أَبتِ، مَجِّدِ اسمَكَ. فانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: قَد مَجَّدتُه وسَأُمَجِّدُه أَيضًا. فقالَ الجَمْعُ الَّذي كانَ حاضِرًا وسَمِعَ الصَّوت: إِنَّه دَوِيُّ رَعْد. وقال آخَرونَ: إِنَّ مَلاكًا كَلَّمَهُ".
لقد أتت الساعة. معرفة يسوع ففي ضوء الساعة التي جاء من أجلها. الساعة رهيبة، ويسوع يسأل الآب أن ينجيه منها. بعد قليل، سيصلي الصلاة نفسها في الجسمانية. من أراد أن يعرف يسوع، يعرفه عند ما تأتي الساعة، حين يُسلَمُ إلى أيدي الناس، حين يشعر أن الله نفسه قد تركه. معرفة يسوع هي اتباعه، كما هو، أمام الموت، وقائمًا في المجد.
“الَيومَ دَينونَةُ هذا العالَم. اليَومَ يُطرَدُ سَيِّدُ هذا العالَمِ إِلى الخارِج. وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين. وقالَ ذلك مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتي سَيَموتُها".
اليوم، الآن، على الصليب، هذا العالم يُدان، والإنسانية وخليقة الله تَخلُص. رئيس هذا العالم، أسياد الشر، الذين يزرعون الموت، يُطرَدُون خارجًا، ويبقى العالم ساحة قتال، ومعركة بين خدام المسيح الذين يمنحون الحياة للناس، وبين زعماء الموت.
ربي يسوع المسيح، جئْتَ لخلاصنا، ولتمنحنا بموتك الحياة من جديد. كثيرون ما زالوا يعارضون ما تعطيهم. ربي يسوع المسيح، أعطني القوة لأن أحيا، ثبِّتْ فيَّ الحياة التي منحتني إياها على الصليب. آمين.
الأحد ١٧/٣/ ٢٠٢٤ الأحد الخامس من الصوم