الأيام الأخيرة والكوارث التي تصحبها - مرقس ١٣: ٢٤-٣٢
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
٢٤وفي تلكَ الأَيَّامِ بَعدَ هٰذهِ الشِّدَّة، تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، ٢٥وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعْزَعُ القُوَّاتُ في السَّمٰوات. ٢٦وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال. ٢٧وحينَئذٍ يُرسِلُ مَلائِكَتَه ويَجمَعُ الَّذينَ اختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَقْصى الأَرضِ إِلى أَقصى السَّماء. ٢٨«مِنَ التِّينَةِ خُذوا العِبرَة: فإِذا لانَت أَغْصانُها ونَبَتَت أَوراقُها، عَلِمتُم أَنَّ الصَّيفَ قَريب. ٢٩وكذٰلكَ أَنتُم إِذا رأَيتُم هٰذهِ الأُمورَ تَحدُث، فَاعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب. ٣٠الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ هٰذا الجيل حتَّى تَحدُثَ هٰذه الأُمورُ كُلُّها. ٣١السَّماءُ والأَرضُ تزولانِ وكَلامي لن يزول. ٣٢وأَمَّا ٰذلكَ اليومُ أو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُهما: لا المــَلائِكَةُ في السَّماء، ولا الِابنُ، إِلَّا الآب.
الحرب. السنة الثانية – يوم ٤٢
"فإِنَّ المـِسكِينَ لا يُنْسى على الدَّوام، ورَجاءَ البائِسينَ لا يَنقَطِعُ لِلأَبَد. قُمْ يا رَبُّ ولا يَقْوَ الإِنْسان، ولْتُدَنِ الأُمَمُ في حَضرَتِكَ" (مزمور ٩أ: ١٩-٢٠).
ارحمنا، يا رب. " المـِسكِينُ لا يُنْسى على الدَّوام". الذين ظلمهم الناس، لا تنساهم أنت على الدوام. مع أن البعض، يا رب، يقضون حياتهم في السجون، ويموتون فيها، وهذه الحرب حصدت أرواحًا وحرَمَتْهم الزمن. يا رب، متى تفطن للمسكين والمظلوم؟ -يا رب، إنّا لا نفهم ولا نرى، ومع ذلك إننا نؤمن وثقتنا بك ثابتة. " قُمْ يا رَبُّ ولا يَقْوَ الإِنْسان". أوقف هذه الحرب، يا رب. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
الأيام الأخيرة والكوارث التي تصحبها.
"وفي تلكَ الأَيَّامِ بَعدَ هٰذهِ الشِّدَّة، تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، ٢٥وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعْزَعُ القُوَّاتُ في السَّمٰوات. ٢٦وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال" (٢٤-٢٦).
عندما تحل الكوارث بالكون، يأتي ابن الإنسان مخلِّصًا. في الأيام الأخيرة، وفي زمن حياتنا على الأرض، في كل أنواع الصعاب، يأتي المسيح المخلِّص. يسوع المسيح هو مخلِّصنا في كل زمن من كل ظلم وجور. وفي كل حرب. علينا أن نثبت في إيماننا، وفي رجائنا، وندخل في "عزته وجلاله".
متى تكون الأيام الأخيرة؟ ستكون علامات، لكن لا أحد يعرف الساعة ولا اليوم. "وأَمَّا ٰذلكَ اليومُ أو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُهما: لا المــَلائِكَةُ في السَّماء، ولا الِابنُ، إِلَّا الآب" (٣٢). نبقى إذن مطمئنين، لا نصدِّقُ الأنبياء الكذبة، نتابع حياتنا في عالمٍ اللهُ فيه هو السيِّد والقدير، ونحيا حياتنا معه.
"كذٰلكَ أَنتُم إِذا رأَيتُم هٰذهِ الأُمورَ تَحدُث، فَاعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب" (٢٩).
ابن الإنسان، ابن الله، يسوع المسيح، قريب منا دائمًا، واقف على الباب. لنفتح الباب فتصير حياتنا مع حياته، تصير حياتنا على الأرض وفي الأبدية معه، هو مخلِّصنا. إنه دائما قريب منا، معنا. لنكن نحن معه.
ربي يسوع المسيح، أنت دائمًا معنا، في هذه الأيام الصعبة. أنت معنا في كل لحظة من لحظات حياتنا. أنت دائمًا مخلِّصنا. أعطنا النعمة لكي نكون دائمًا ساهرين، دائمًا واعين لحضورك، حتى نحيا حياتا معك. آمين.
الأحد ١٧/١١/ ٢٠٢٤ الأحد ٣٣ من السنة/ب