الأكل بأيدٍ نجسة أو أيدٍ مغسولة - مرقس ٧: ١-٨ و١٤-١٥و٢١-٢٣
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١واجتَمَعَ لَدَيه الفِرِّيسِيُّونَ وبَعضُ الكَتَبَةِ الآتينَ مِن أُورَشَليم، ٢فرَأَوا بَعضَ تَلاميذِه يَتَناوَلونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة، أَيْ غَيرِ مَغْسولة ٣(لِأَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ واليهودَ عامَّةً لا يَأكُلونَ إِلَّا بَعدَ أَن يَغسِلوا أَيدِيَهُم حتَّى المِرفَق، تَمَسُّكًا بِسُنَّةِ الشُّيوخ. ٤وإِذا رجَعوا مِنَ السُّوق، لا يَأكُلونَ إِلَّا بَعدَ أَن يَغتَسِلوا بِإِتْقان. وهُناكَ أَشياءُ أُخرى كَثيرةٌ مِنَ السُّنَّةِ يَتمسَّكونَ بِها، كَغَسْلِ الكُؤُوسِ والجِرارِ وآنِيَةِ النُّحاس). ٥فسأَلَه الفِرِّيسيُّونَ والكَتَبة: «لِمَ لا يَجري تلاميذُكَ على سُنَّةِ الشُّيوخ، بل يَتَناولونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة؟» ٦فقالَ لَهم: «أَيُّها المــُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: هٰذا الشَّعبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيه، وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. ٧إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني، فلَيسَ ما يُعَلِّمونَ مِنَ المـَذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيَّة. ٨إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر». ١٤ودعا الجَمعَ ثانِيَةً وقالَ لَهم: «أَصغوا إِلَيَّ كُلُّكُم وافهَموا: ١٥ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه. ولٰكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الّذي يُنَجِّسُ الإِنسان». ٢١لِأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المــَقاصِدُ السَّيِّئَةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ ٢٢والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمــَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. ٢٣جَميعُ هٰذِه المــُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه.
الحرب. اليوم ٣٣٠
"ها إِنَّ اللهَ يَنصُرُني، والسَّيِّدَ مع الَّذينَ يُسانِدونَ نَفْسي. لِيَرتَدَّ الشَّرُّ على مَن يَتَرَصَّدونَ لي" (مزمور ٥٤: ٦و٩).
ارحمنا، يا رب. اللهم، بادر إلى معونتي، يا رب، أسرع إلى إغاثتي. أنت سندي. نعم، يا رب، إنَّا نؤمن. محرومين من كل شيء، فريسة لاضهادات الناس، للتعذيب، للجوع والعطش والتشريد، والأمراض، وحدنا في مواجهة الموت، إنّا نؤمن. لتكن مشيئتك، يا الله. ليتقدّس اسمك. وليأتِ ملكوتك، في غزة وفي الضفة. ولتملك قداستك، وحبك ونورك، بدل الحرب. ارحمنا، يا رب، ونجِّنا من الشرير.
إنجيل اليوم.
الأكل بأيدٍ نجسة أو أيدٍ مغسولة.
"واجتَمَعَ لَدَيه الفِرِّيسِيُّونَ وبَعضُ الكَتَبَةِ الآتينَ مِن أُورَشَليم، ٢فرَأَوا بَعضَ تَلاميذِه يَتَناوَلونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة، أَيْ غَيرِ مَغْسولة ٣(لِأَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ واليهودَ عامَّةً لا يَأكُلونَ إِلَّا بَعدَ أَن يَغسِلوا أَيدِيَهُم حتَّى المِرفَق، تَمَسُّكًا بِسُنَّةِ الشُّيوخ. ٤وإِذا رجَعوا مِنَ السُّوق، لا يَأكُلونَ إِلَّا بَعدَ أَن يَغتَسِلوا بِإِتْقان. وهُناكَ أَشياءُ أُخرى كَثيرةٌ مِنَ السُّنَّةِ يَتمسَّكونَ بِها، كَغَسْلِ الكُؤُوسِ والجِرارِ وآنِيَةِ النُّحاس). ٥فسأَلَه الفِرِّيسيُّونَ والكَتَبة: «لِمَ لا يَجري تلاميذُكَ على سُنَّةِ الشُّيوخ، بل يَتَناولونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة؟» (١-٥).
أية طهارة؟ قال يسوع: "طوبى لأطهار القلوب فإنهم يشاهدون الله". والفريسيون يسألونه لماذا يأكل تلاميذك بأيدٍ غير طاهرة أي غير مغسولة؟ يسوع يقول: القلب يجب أن يكون طاهرًا، والأيدي طاهرة من دماء البشر، والقلب من الكراهية، ومن الحرب، ولا يزرع الموت وويلاته. وهم يقولون: الأيدي المغسولة قبل الطعام. الطاعة لتقاليد الناس، والأعمال الخارجية تُبقِي النفس في الخطيئة.
موقفان متناقضان. الطاعة لله ورؤية لله، أو الطاعة للبشر والبقاء في المراءاة.
فقالَ لَهم: «أَيُّها المــُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: هٰذا الشَّعبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيه، وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي. ٧إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني، فلَيسَ ما يُعَلِّمونَ مِنَ المذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيَّة. ٨إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر» (٦-٨).
مراؤون يكرِّمُون الله بشفاههم، لكن قلبهم بعيد عن الله وعن الإخوة. "٧إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني". يحتقرون الصغار، والفقراء. يحتقرون كرامة الإنسان في الإخوة، ويدَّعون تقدمة القرابين إلى الله. يقول يسوع: اذهب أولا واغسل قلبك، قبل أن تغسل يديك لأنط عائد من السوق. اغسل قلبك ويديك من دم إخوتك، ثم تعال قدم عبادتك لله.
ما ينجِّس الإنسان هي أعماله، والإساءة لإخوته، وليس الأكل بأيدٍ مغسولة أو غير مغسولة.
"لِأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المــَقاصِدُ السَّيِّئَةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ ٢٢والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمــَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. ٢٣جَميعُ هٰذِه المــُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه" (٢١-٢٣).
الأكل والشرب، أمور خارجية. وحدها لا قيمة لها. مع قلب متواضع، طاهر أمام الله، محب للقريب، يمكن أن تكون أعمالًا تقوية. أما الأيدي المغسولة، والقلب نجس: فكل شيء معه شر، والأيدي المغسولة أيضًا قبل الطعام. "طوبى لأطهار القلوب". طوبي للذين يقاومون كل ميل فيهم إلى الشر، كل خطيئة فيهم. ونحن، أية طهارة فينا؟ أهي طهارة أعمال خارجية، ومظاهر: صيام وصلاة وترانيم وغيرها من الممارسات التقوية، والقلب فينا غير طاهر أمام الله، والقلب كاره أو ظالم للقريب؟ لنطهِّرْ قلبنا أولا، ومحبة إخوتنا هي الميزان والدليل على طهارة القلب. ليكن فينا قلب يحب الله والقريب: هذه إنسانيتنا الكاملة.
ربي يسوع المسيح، أعطني قلبًا طاهرًا. أعطني أن أجاهد ليكون قلبي طاهرًا. أعطني أن أطهِّر كل ممارساتي التقوية حتى أحضر أمامك، بقلب طاهر، يحبُّك ويحِبُّ كل إخوتي وأخواتي. آمين.
الأحد ١/٩/ ٢٠٢٤ الأحد ٢٢ من السنة/ب