الأرملة التي أعطت كل ما تملك - مرقس ١٢: ٤١-٤٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
٤١وجلَسَ يسوعُ قُبالَةَ الخِزانَةِ يَنظُرُ كيفَ يُلْقي الجَمعُ في الخِزانَةِ نُقودًا مِن نُحاس. فأَلْقى كثيرٌ مِنَ الأَغنِياءِ شَيئًا كثيرًا. ٤٢وجاءَت أَرمَلَةٌ فَقيرةٌ فأَلقَت عُشرَين، أَي فَلْسًا. ٤٣فدَعا تَلاميذَه وقالَ لَهم: «الحَقَّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هٰذِه الأَرمَلَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِن جَميعِ الَّذينَ أَلقَوا في الخِزانَة، ٤٤لِأَنَّهم كُلَّهم أَلْقَوا مِنَ الفاضِلِ عن حاجاتِهم، وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلْقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها.
الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٥
"لأَنَّ الرَّبَّ بارٌّ يُحِبُّ البِرّ، والمــُستَقيمونَ يُشاهِدونَ وَجهَه" (مزمور ١١: ٧). ارحمنا، يا رب. نعم، يا رب، إنك "بارٌّ وتحُبُّ البِرّ". لكن، يا رب، نحن في غزة وفي جنوب لبنان وفي كل المدن والقرى الفلسطينية، هل نحن أكثر خطأً من غيرنا، حتى نستحق هذه الحرب وويلاتها؟ اغفر لنا، يا رب. ارحمنا، يا رب. أنصِفنا، يا رب. نحن أيضًا نريد أن "نُشَاهِدَ وَجهَكَ". يا رب، بدِّل القلوب، بدِّل كل ما يجب أن يُبَدَّل. اللهم، بحق حبك، ارحمنا.
إنجيل اليوم
الأرملة التي أعطت كل ما تملك.
"وجلَسَ يسوعُ قُبالَةَ الخِزانَةِ يَنظُرُ كيفَ يُلْقي الجَمعُ في الخِزانَةِ نُقودًا مِن نُحاس. فأَلْقى كثيرٌ مِنَ الأَغنِياءِ شَيئًا كثيرًا. وجاءَت أَرمَلَةٌ فَقيرةٌ فأَلقَت عُشرَين، أَي فَلْسًا. فدَعا تَلاميذَه وقالَ لَهم: «الحَقَّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هٰذِه الأَرمَلَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِن جَميعِ الَّذينَ أَلقَوا في الخِزانَة، لِأَنَّهم كُلَّهم أَلْقَوا مِنَ الفاضِلِ عن حاجاتِهم، وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلْقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها" (٤١-٤٤).
يسوع ينظر كيف يعطي الجمع الصدقة. يسوع ينظر ويرى كل ما نعمل، كل الخير، القليل أو الكثير، الذي نعمله. حياة الإنسان هي للعطاء، لكل إنسان، لنزيد الصلاح في البشرية. والله يرانا ويهدينا.
2 / 3
هذه الأرملة " مِن حاجَتِها أَلْقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها". الكميات لها قوانين أخرى عند الله. إنه لا يحاسب على الكميات، بل على ما نوى القلب. أعطت الأرملة شيئًا قليلًا جدًّا، لكنها أعطت كل شيء. فأعطت لله.
العطاء هو أكثر من عمل إنسان. العطاء من صفات الله. الله يعطي. إنه يعطينا الوجود وكل ما يلزم لنوجد. ونحن نقتدي بالله فنعطي. فنعطي من كل قلبنا، وننظر نبحث عن كل محروم، وعن كلّ معذَّبٍ، بين إخوتنا. ونتقاسم معهم ما معنا. نتقاسم القليل أو الكثير الذي أعطانا إياه الله.
وإذا أعطينا نعطي أكثر من صدقة، نعطي حتى نعيد الإنسانية كاملة في كل أخ لنا محروم أو جريح أو معذَّب. أعطي أخي، وقلبي ونظري محدِّقٌ إلى الله أبينا الذي في السماوات.
حياة الإنسان هي زمن نتعلَّم فيه كيف نعطي مثل الله، بعطائنا لإخوتنا، فنكون كاملين كما أن أبانا السماوي هو كامل.
ربي يسوع المسيح، أعطيتني كل شيء، الوجود وكل ما يلزم للحياة. أعطني النور والشجاعة حتى أعطي إخوتي كما تعطيني أنت، حتى أبحث عن كل إخوتي المحتاجين والمحرومين والمعذَّبين، فأعطيهم وقلبي ممتلئٌ بحبك وبحبهم. آمين.
الأحد ١٠/١١/ ٢٠٢٤ الأحد ٣٢ من السنة/ب