أمثال عن ملكوت الله - مرقس ٤: ٢٦-٣٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٦ وقال: مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك. فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلًا، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل. ٢٩ فما إِن يُدرِكُ الثَّمَرُ حتَّى يُعمَلَ فيه المِــنجَل، لِأَنَّ الحَصادَ قد حان. ٣٠ وقال: بِماذا نُشَبِّهُ مَلَكوتَ الله، أَو بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُه؟ ٣١ إِنَّه مِثلُ حَبَّةِ خَردَل: فهِيَ، حينَ تُزرَعُ في الأَرض، أَصغَرُ سائرِ البُزورِ الَّتي في الأَرض. ٣٢ فإِذا زُرِعَت، ارتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها.
. ٣٣ وكانَ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ كهذِه، لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله، على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها. ٣٤ ولَم يُكَلِّمْهُم مِن دُونِ مَثَل، فَإِذا انفَرَدَ بِتَلاميذِه فَسَّرَ لَهم كُلَّ شَيء.
الحرب ٢٥١
" لتَكُنْ يَدُكَ نُصرَةً لي لأَنِّي اختَرتُ أَوامِرَكَ. لقد رَغِبتُ في خَلاصِكَ يا رَبُّ، وشَريعَتُكَ هي نَعيمي. لقد ضَلَلتُ كالخَروفِ الضَّالّ، فاْبحَثْ عن عَبدِكَ، لأَنَّي لم أَنْسَ وَصاياكَ" (مزمور ١١٩: ١٧٣-١٧٦).
ارحمنا، يا رب. "لتَكُنْ يَدُكَ نُصرَةً لي. لقد ضَلَلتُ كالخَروفِ الضَّالّ، فاْبحَثْ عن عَبدِكَ". تعال، يا رب، لنصرتنا. كن عونًا لنا في جوعنا وعطشنا وأمراضنا وموتنا وظلم الناس لنا. طال زمن الظلم، يا رب. الناس مكابرون، عميان، فقدوا البصر، ولا قلب لهم... إنسانية ضالَّةٌ في أسلحة الموت التي صنَعَتْها. ومَن سواك ينجِّيها؟ أنت الإله القوي والرحيم. هل أصف لك يا رب آلام الناس؟ أنت ترى وتعلم كل شيء. في غزة ورفح، وفي كل مكان إنسانٌ يقتل أخاه الإنسان. هذه الأرض التي صارت قاحلة موحشة، من يعيدها إلى صلاحها كما خلقتها، يا رب؟ أنت وحدك تقدر أن تشفينا. اسمع صراخنا، يا رب. وارحمنا.
.
إنجيل اليوم
أمثال عن ملكوت الله.
"وقال: مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك. فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلًا، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل. فما إِن يُدرِكُ الثَّمَرُ حتَّى يُعمَلَ فيه المِــنجَل، لِأَنَّ الحَصادَ قد حان" (٢٦-٢٩).
الإيمان هبة من الله، بذرة صالحة ألقيت في قلب الإنسان. وبقدرة الله تنمو، ليلًا نهارًا، سواء كان الإنسان جاهلًا أم عالمــًا، سواء كان واعيًا لعمل الله فيه أم غير واع. الإيمان بالله ينمو والله يهدي المؤمن، وهو معه في كل لحظة. لكن أيضًا يجب على الإنسان، من جهته، "أن يعمل" شيئًا، يجب ألا يرفض، يجب أن يستقبل، يجب أن يقول: لتكن مشيئتك، يا رب، والله يعمل الباقي.
مثل آخر.
“وقال: بِماذا نُشَبِّهُ مَلَكوتَ الله، أَو بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُه؟ إِنَّه مِثلُ حَبَّةِ خَردَل: فهِيَ، حينَ تُزرَعُ في الأَرض، أَصغَرُ سائرِ البُزورِ الَّتي في الأَرض. فإِذا زُرِعَت، ارتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها" (٣٠-٣٢).
الإيمان، هبة الله، يمكن أن يبدو شيئًا قليلًا، لنا إذا غرقنا في شؤون الأرض، في المال والمسرات وكل أشكال الحياة على الأرض. وما يهبه الله لنا، العالي جدًّا، فوق كل واقعنا البشري، يمكن أن يبدو لنا صغيرًا، بعيدًا جدًّا عنا، ولا أهمية له، أمام أهمية وضخامة شؤون الأرض التي نحن غارقون فيها. ومع ذلك، فإن الأرض القريبة والثقيلة على الإنسان إنما هي شيء قليل للإنسان. الله وحده هو الكبير. وكبير كل من رفع نظره إلى السماء ورأى الله.
ملكوت الله يمكن أن يبدو لنا مثل حبة الخردل الصغيرة، بصعوبة نراها بين أنقاض الأرض. لكن إن ألقيت في الأرض الطيبة نمت وصارت شجرة وصارت مأوى لخلائق الله.
نحن صغار ونحن كبار. الأرض حديقة، وأرض صالحة، نكبر فيها، ونحمل ثمرًا لنا ولغيرنا. نحن صغار بحياتنا الصعبة على الأرض، ونحن في الوقت نفسه كبار، بما يهبنا إياه الله. وحدنا، وعلى الأرض فقط، نحن صغار، نحن لا شيء. أما مع الله، وناظرين إلى السماء، ومع كل هبات الله، فنحن كبار، ونقدر أن نساعد إخوتنا وأخواتنا لأن يكبروا في نور وحب أبينا الذي في السماوات.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أفهم ما هو ملكوت الله الذي تدعوني إليه. أعطني أن أكون الزرع الصالح٠الذي يكبر بقدرتك، ويصير حياة لي ولكل إخوتي وأخواتي. آمين.
الأحد ١٦/٦/ ٢٠٢٤ الأحد الحادي العاشر من زمن السنة/ب