أزمة السير في شوارعنا وضرورة سلامة طلابنا
الكاتب : زياد شليوط - شفاعمرو
انتهت قبل نحو شهرين الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد وبضمنها السلطات العربية. أفرزت هذه الانتخابات نتائج متوقعة وأخرى غير متوقعة. رفعت شعارات كثيرة وعديدة خلال الحملات الانتخابية، وقدم المرشحون برامج مختلفة ومنوعة. وليس هذا ما سأعالجه في مقالتي هذه، بل سأتطرق إلى قضية واحدة، على أن عود في المستقبل لقضايا أخرى.
هناك مشاكل عديدة تعاني منها بلداتنا العربية، والأحياء العربية في المدن المشتركة. وهناك قضايا كثيرة في تلك الأماكن تنتظر الحل منذ سنوات، لكن الأمور تراوح مكانها. ليس هدف المقالة توجيه اللوم إلى أحد أو الإشارة إلى المقصرين وما شابه، فالبكاء على الحليب المسكوب لا يجدي نفعا كما يقال. وهدفي من طرح الموضوع الحث على معالجة القضية ووضع الحلول المناسبة لها.
من القضايا المزعجة في بلداتنا وخاصة شوارعنا أزمة السير، وتحديدا أمام وفي محيط المدارس، حيث تشهد شوارعنا ضائقة وأزمة تكاد تعصف بأعصاب السائقين والمارة والأهل والطلاب وسواهم. ففي ساعات الصباح عند قدوم الطلاب إلى مدارسهم، أو في ساعات الظهيرة المختلفة لدى خروجهم من المدارس، تغلق الشوارع القريبة والمحيطة بالمدرسة، حيث تزدحم السيارات في طوابير لها أول ما لها آخر، وكل سيارة يحضر فيها ولي الأمر سواء كان الأب أو الأم، أو أحد الأقارب كالجد مثلا، لينقل طالبا واحدا على الغالب! فتحدث الضائقة الناتجة عن كثرة السيارات وضيق الشوارع، ويطول الانتظار.. وبالتالي تبدأ أعصاب الناس بالتفاقم، فتسمع صفير السيارات المزعج ينطلق دون "مايسترو"، لكن بتنسيق مريب ليملأ الآفاق ازعاجا وضجيجا.
منذ مدة طويلة وهذه الظاهرة تقلق بال الأهالي والسكان، الذين لا ينفكون يتحدثون عنها في مجالسهم، ورغم الرغبة في إيجاد الحل لها إلا أن الأمور مازالت تراوح مكانها، لذا على المسؤولين في السلطات المحلية وخاصة الرؤساء والأعضاء الذين نالوا ثقة الناخبين، أن يوظفوا جهودهم لايجاد حل مناسب يضع حدا لهذه الضائقة. وما دعاني إلى طرح الموضوع في هذا الوقت هو اطلاعي على تقرير صحفي نشره "ذي ماركر" الملحق الاقتصادي لصحيفة "هآرتس" يوم الأحد 28/4/2024 بعنوان "المدارس في إسرائيل تحولت إلى مغناطيس للسيارات"، وفيه يطرح الموضوع في البلدات اليهودية (إسرائيل بالنسبة لهم تعني اليهود فقط)، ويقدم أمثلة من عدة بلدات يهودية وبالأخص تل أبيب.
يطرح التقرير عدة مقترحات لتخفيف ضائقة السير المذكورة من خلال لقاءات مع مخططين ومهندسين مثل اغلاق تلك الشوارع في ساعات معينة، أو استخدام الحافلات أو تعاون الأهالي على نقل أبنائهم بشكل جماعي وغيرها، وليس هدفي نقل تلك المقترحات بل طرح هذه الأفكار أمام سلطاتنا المحلية، ونحن على أبواب انتهاء السنة الدراسية الحالية، وقريبا سنستعد لاستقبال عام دراسي جديد بتحدياته القديمة والجديدة، كي تبادر تلك السلطات إلى إقامة طواقم عمل من مختصين ومهنيين لدراسة المشكلة ميدانيا، ووضع المقترحات العملية للخروج من هذه الأزمة التي باتت تقض مضاجع أوساط واسعة في بلداتنا وأحيائنا، ليس فقط بسبب الازعاج وتوتر الأعصاب، انما لدرء الأخطار المتوقعة عن طلاب المدارس وخاصة صغار السن وأطفال الروضات والصفوف الدنيا، فهل من مجيب؟!