أرملة فقيرة أعطت كل ما لها - لوقا ٢١: ١-٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
١ورَفَعَ طَرْفَه فرأَى الَّذينَ يُلْقونَ هِباتِهِم في الخِزانة، وكانوا مِنَ الأَغنِياء. ٢ورأَى أَرمَلَةً مِسكينَةً تُلْقي فيها فَلسَين. ٣فقالَ: «بِحَقٍّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هٰذِه الأَرمَلَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا، ٤لِأَنَّ هٰؤُلاءِ كُلَّهم أَلقَوا في الهِباتِ مِنَ الفاضِلِ عن حاجاتِهم، وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلقَت جَميعَ ما تَملِكُ لِمَعيشَتِها.
الحرب. السنة الثانية – يوم ٥٠
"إِلى أَقْوالي يا رَبِّ أَصْغِ، وشَكْوايَ تَبَيَّنْ. أَنصِتْ إِلى صَوتِ صُراخي، يا مَلِكي وإِلٰهي، فإِنِّي إِلَيكَ أُصلِّي" (مزمور ٥: ٢٢-٣).
ارحمنا، يا رب. ربي، أمس، تناقش مؤمنون، قالوا: تاريخ البشرية كله حروب ومليء بشر الإنسان. وعندنا في غزة، الإنسان يقتل الإنسان. أين رحمة الله؟ لماذا لا يتدخل الله؟ يا رب، أنت أجِبْهم. أنا قلت لهم: نحن لا نرى كل شيء، ولا نفهم كل شيء، لكنا نؤمن. هذا الجواب لم يكفِهِم. أجبِهْم، أنت، يا رب. إنهم أناس صالحون، مستقيمون في نقاشهم. بقلبهم المنسحق يطرحون السؤال: أين رحمة الله؟ لماذا لا يوقف شر الإنسان؟ ارحمنا، يا رب. ارحم الذين يموتون، ارحم الذين يبكونهم، ارحم الذين يتعذبون بعذابهم ويسألون ويطلبون رحمتك. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
يسوع في الهيكل يرى الأرملة تلقي فلسها، كل ما لها.
"ورَفَعَ طَرْفَه فرأَى الَّذينَ يُلْقونَ هِباتِهِم في الخِزانة، وكانوا مِنَ الأَغنِياء. ٢ورأَى أَرمَلَةً مِسكينَةً تُلْقي فيها فَلسَين. ٣فقالَ: «بِحَقٍّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هٰذِه الأَرمَلَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا، ٤لِأَنَّ هٰؤُلاءِ كُلَّهم أَلقَوا في الهِباتِ مِنَ الفاضِلِ عن حاجاتِهم، وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلقَت جَميعَ ما تَملِكُ لِمَعيشَتِها.
أرملة فقيرة أعطت كل ما لها. وقبِلَ الله تقدمتها. أنا أيضًا، كل ما أملك هو من الله، ولله، إذن لأتقاسمه مع أبناء الله، إخوتي، مع كل محتاج فيهم. أتقاسم كل شيء، الخيرات الروحية والمادية.
قال يسوع أيضًا: اكنزوا لكم كنوزًا في السماء. أعطوا لله، حين تعطون القريب، فيصير عطاؤكم كنزًا لكم في السماء.
إخوة وأخوات كثيرون يحتاجون إلينا. يجب أن نكون دائمًا في حالة إصغاء إلى الله، وفي حالة إصغاء إلى أبناء الله، كل إخوتنا. في حالة إصغاء وبحث عن كل أخ محتاج، عن كل معذَّب، ونعطيهم، فنعطي يسوع المسيح.
حياة تلميذ ليسوع تقوم بالعطاء، والمشاركة. من لا يعطي لا يعرف ما هي الحياة. وهو مثل الغني (في الإنجيل) الذي وَفُرَت غلَّتُه، فبنى أهراءه ليخزن أمواله، وفي الليلة نفسها قال له الله: هذه الليلة، انتهى زمنك. وهذه الأموال لمن راكمتها؟
الحياة عطاء. مثل يسوع ومعه، حتى بذل الحياة إن لزم. أُعطي كل شيء حتى أجد كل شيء. هذا ما قاله يسوع: من فقد حياته، من أعطى، وجدها. ومن حفظ حياته، ولا يعرف أن يعطي، فقدها.
ربي يسوع المسيح، أنا تلميذك. علِّمني، وأعطني الشجاعة لأن أعطي، أعطيك أنت، وأراك أنت في كل إخوتي وأخواتي، الفقراء، أراك في كل الجياع والعطاش، في كل الذين في الحرب، إلى كل الذين بلا مأوى، والمشردين على الطرقات.... ربي يسوع المسيح، أعطني أن أخلِّصَ العالم معك، وأن أحِبّ كما تحِبّنا أنت. آمين.
الاثنين ٢٥/١١/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٣٤ والأخير من السنة/ب