أحد القربان الأقدس - مرقس ١٤: ١٢-١٦و٢٢-٢٦
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
الحرب ٢٣٧ "الرَّبُّ عادِلٌ في كُلِّ طرقِه وأمِينٌ في جَميعِ أَعْمالِه. الرَّبّ قَريبٌ مِن جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَه مِن جَميعِ الَّذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَه. يَصنعُ ما يُرْضي الَّذينَ يَتَّقونَه، يَسمعُ صُراخَهم ويُخَلِّصُهم"(مزمور ١٤٥: ١٧-١٩). ارحمنا، يا رب. أنت الإله " العادِلُ في كُلِّ طرقِك والأمِينُ في جَميعِ أَعْمالِك. أنتَ الرَّبُّ القَريبُ مِن جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَك، مِن جَميعِ الَّذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَك". يا رب، إننا بالحقّ ندعوك. بقلوب منسحقة ندعوك، الأمهات تحمل صغارها الجياع على أذرعها تدعوك. من بين الأنقاض، هاربين على الطرقات، تحت القصف، ندعوك. أنت الإله العادل والقريب. أنت أبونا. ارحمنا، إليك يرتفع صراح صغارنا، ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
١٢ وفي أَوَّلِ يَومٍ مِن الفَطير، وفيه يُذبَحُ حَمَلُ الفِصْح، قال له تَلاميذُه: إِلى أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟ ١٣ فأَرسَلَ اثنَينِ مِن تَلاميذِه وقالَ لَهما: اِذهَبا إِلى المدينة، فَيَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ فاتبَعاه، ١٤ وحَيثُما دَخَل فَقولا لِرَبِّ البَيت: يَقولُ المــُعَلِّم: أَينَ غُرفَتي الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذي؟ ١٥ فيُريكُما عُلِّيَّةً كبيرَةً مَفْروشَةً مُهَيَّأَةً، فأَعِدَّاهُ لَنا هُناك. ١٦ فذهَبَ التِّلميذانِ وأَتَيا المــَدينة، فوجَدا كما قالَ لَهما وأَعدَّا الفِصْح. ١٧ ولمــَّا كانَ المساء، جاءَ مع الاثنَي عَشَر. ١٨ وبينَما هم جالِسونَ إِلى المائدةِ يأكُلون، قالَ يسوع: الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ واحِدًا مِنكُم سَيُسلِمُني، وهو يَأكُلُ معي. ١٩ فأَخذوا يَشعُرونَ بالحُزْنِ ويسأَلونَه الواحِدُ بَعدَ الآخَر: أَأَنا هو؟ ٢٠ فقالَ لَهم: إِنَّهُ واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر، وَهو يَغمِسُ يَدَه في الصَّحفَةِ معي. ٢١ فابنُ الإِنسانِ ماضٍ كما كُتِبَ في شَأنِه، ولكِنِ الوَيلُ لِذلِكَ الإِنسانِ الَّذي يُسلَمُ ابنُ الإِنسانِ عن يَدِه. فلَو لم يولَدْ ذلكَ الإِنسانُ لَكانَ خَيرًا له.٢٢ وبَينما هم يَأكُلون، أَخذَ خُبزًا وبارَكَ، ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهم وقال: خُذوا، هذا هُوَ جَسَدي. ٢٣ ثُمَّ أخَذَ كأَسًا وشَكَرَ وناوَلَهم، فشَرِبوا مِنها كُلُّهم، ٢٤ وقالَ لَهم: هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس. ٢٥ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن أَشرَبَ بَعدَ الآنِ مِن عَصيرِ الكَرمَة، حتى ذلك اليَومِ الَّذي فيه أَشرَبُه جديدًا في مَلَكوتِ الله. ٢٦ ثُمَّ سَبَّحوا وخَرَجوا إِلى جَبَلِ الزَّيتون.
اليوم أحد القربان الأقدس. ذبيحة يسوع المسيح على الصليب وحضوره بيننا.
في أول أيام الفصح، يوم الخميس، عشية موته، احتفل يسوع بالفصح الجديد. ويسوع نفسه هو الحمل الذي يُذبَحُ في الفصح الجديد.
"وفي أَوَّلِ يَومٍ مِن الفَطير، وفيه يُذبَحُ حَمَلُ الفِصْح، قال له تَلاميذُه: إِلى أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟ فأَرسَلَ اثنَينِ مِن تَلاميذِه وقالَ لَهما: اذهَبا إِلى المدينة، فَيَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ فاتبَعاه، وحَيثُما دَخَل فَقولا لِرَبِّ البَيت: يَقولُ المــُعَلِّم: أَينَ غُرفَتي الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذي؟ فيُريكُما عُلِّيَّةً كبيرَةً مَفْروشَةً مُهَيَّأَةً، فأَعِدَّاهُ لَنا هُناك. فذهَبَ التِّلميذانِ وأَتَيا المــَدينة، فوجَدا كما قالَ لَهما وأَعدَّا الفِصْح" (١٢-١٦).
كل شيء معَدٌّ للفصح. هذا أول فصح جديد، هذا يوم مرور البشرية كلها من العبودية إلى الحرية. والحمل، يسوع نفسه، بذل حياته من أجل الذين أحبَّهم. هكذا أحبَّ الله العالم.
عشية الذبيحة الدموية على الصليب، يسوع، الحمل الجديد الذي يُذبح غدًا يوم الجمعة على الصليب، يُذبَحُ اليوم مساء الخميس، تحت أشكال الخبز والخمر. من الآن فصاعدًا يسوع هو الذبيحة الوحيدة، لخلاص البشرية، وبه يتم فصح البشرية، أي عبورها من العبودية إلى الحرية. هلموا، يا شعوب الأرض، "أيُّها العِطاشُ جَميعًا، هَلُمُّوا إِلى المِياه، والَّذينَ لا فِضَّةَ لَهم، هَلُمُّوا اشتَروا وكُلوا" (أشعيا ٥٥: ١)،
هلموا كلوا واشربوا من غير فضة وبلا ثمن، من جسد ودم الحمل الذي بذل حياته من أجلكم.
يوم خميس الأسرار، عشية الموت على الصليب، على الجلجلة، الذبيحة الأولى مع تلاميذه، والذبيحة الدائمة حتى اليوم، على كل مذبح في كل كنيسة، في مواقع العالم كله، حيث يوجد كاهن يصنع من جديد ما صنعه يسوع، في أول يوم من الفصح الجديد.
"وبَينما هم يَأكُلون، أَخذَ خُبزًا وبارَكَ، ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهم وقال: خُذوا، هذا هُوَ جَسَدي. ثُمَّ أخَذَ كأَسًا وشَكَرَ وناوَلَهم، فشَرِبوا مِنها كُلُّهم، وقالَ لَهم: هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس" (٢٢-٢٤).
القربان الأقدس، أول ذبيحة، والذبيحة الدائمة. على الصليب دائمًا. أحبَّ خاصته فأحبَّهم إلى أقصى الحدود. هكذا أحبَّ الله العالم.
ذبيحة وذكرى. قال يسوع لرسله: اصنعوا هذا لذكري.
حياتنا، تلاميذ المسيح، هي ذبيحة وذكرى. هي موت، كل يوم، كل لحظة، هي فصح دائم، عبور دائم من كل موت فينا إلى الحياة الجديدة. كل يوم هو فصح، أي مرور من الموت إلى الحياة، كل يوم على الجلجلة، وأمام المذبح، وأمام القربان الأقدس. كل يوم، كل لحظة أمام حب الله الكبير، في يسوع المسيح، ابنه وكلمته الأزلي.
يسوع في القربان الأقدس، ذبيحة وذكرى وحضور. أنا أيضًا أحضر وأذكر وأقدِّم الذبيحة، ذبيحته هو، وأنا معه ذبيحة.
ربي يسوع المسيح، أشكرك لحبك اللامتناهي، لأنك بذلت حياتك من أجلي. أعطني أن أصير أنا أيضًا ذبيحة مثلك، معك، حبًّا لك ولإخوتي. آمين.
الأحد ٢/٦/ ٢٠٢٤ الأحد التاسع من السنة